صفحة الكاتب : سامي جواد كاظم

الطائفية بذور وجذور
سامي جواد كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


اخطر مرض يصيب الشعوب هي الطائفية والطائفية هي لاصحاب الديانات وسفكت الدماء بسببها وهنالك من ابتدعها وسلاطين غذوها .
بالنسبة للطائفية في الاسلام فمن خلال متابعة الدين الاسلامي منذ البعثة والى يومنا هذا وماجرت من احداث بين المسلمين انفسهم وحتى سواء كانوا صحابة او فقهاء تبين لي ان :
اول من بذر بذرة الطائفية هي الدولة الاموية على يد معاوية بن ابي سفيان ، نعم كان هنالك خلافات بين الصحابة والامام علي عليه السلام خلال الخلافة الراشدة  لكنها لم تصل الى الطائفية، بل في بعض المواقف يلتزم الصحابي براي الامام علي عليه السلام وحتى معركة الجمل التي سفكت فيها الدماء لم تكن هنالك طائفية لدرجة المفاضلة والقتل .
اما معاوية فكان يثير هكذا مسائل بل اصدر امرا بان يلاحقوا كل من يتبع الامام علي عليه السلام للقصاص منه اي قتله لذا كان يثير الاسئلة الطائفية هو والمتملقين عنده ايهما افضل الصحابة ام الائمة او من هي افضل زوجات النبي وهكذا ، وهذا الاسلوب الطائفي السيء اصبح سنة سار عليه كل خلفاء بني امية باستثناء الخليفة عمر بن عبد العزيز .
وجاءت الدولة العباسية لتتوغل في دماء اتباع اهل البيت عليهم السلام واثارة النقاشات مع من يشكون فيه بانه يتبع الائمة عليهم السلام حتى انتشرت ظاهرة التقية والتورية عند اتباع اهل البيت عليهم السلام لحفظ دمائهم ، وكثيرا ما يعقد الخلفاء العباسيون جلسات مناظرة عن من هو الافضل الصحابة ام الائمة عليهم السلام وعلى ضوء ذلك تثار فتنة الطائفية .
وهنا من وجهة نظري ان الفقهاء الاربعة ( ابو حنيفة ومالك بن انس والشافعي وابن حنبل ) كانوا اصحاب مذاهب واراء فقهية وان كانوا على سنة الصحابة الا انهم لم يعملوا ولم يثيروا ولم يؤيدوا الطائفية بل لهم اراء ومواقف تؤيد تراث اهل البيت عليهم السلام .
اكمل مسيرة الطائفية الدولة العثمانية من جهة السنة والصفوية من جهة الشيعة فان سلاطينهم مارسوا الطائفية بحق الطائفة الاخرى ، وحقيقة المغول ـ جنكيزخان وملوكه ـ لم يعملوا بالطائفية بالرغم من اعمال القتل التي قاموا بها بل ان بعضهم جعل العلماء محل تقدير لديهم كما حصل لشيخ نصير الدين الطوسي ، هناك من يتهم الشيعة بالتواطوء مع المغول وهذه تهمة باطلة اثبتها كتّابهم وليس كتّاب الشيعة ، ولكن هل استغل الطوسي والعلقمي فترة سقوط الدولة العباسية لنصرة الشيعة الذين ظلموا طوال قرون على يد الامويين والعباسيين ؟ ، نعم استغلوا الوضع لنصرة الشيعة وليس للطعن بالسنة بل حافظوا عليهم في كثير من المواقف التي تعرضوا لها من قبل المغول .
هذه التجربة التاريخية اتقنها بعض سلاطين العرب التزاما بسياسة الانكليز الذين اجادوا كثيرا في اثارة النعرة الطائفية حتى تبقى متسلطة على الدول الاسلامية ، بل اصبحت الطائفية منهج للظلمة في تثبيت عروشهم ، وها هي امريكا اليوم ترقص على وتر الطائفية لاثارتها بين ايران ودول الخليج ، بل في العراق كثيرا ما تثار هذه المسالة تحت غطاء الاحتلال الايراني والتدخل الايراني بل واقعا غير ذلك ، وهم يرون باعينهم تدخل كل دول المنطقة بالشان العراقي ارهابيا وقرصنة وتسقيطا فاين هي دموع السيادة ؟
فالبذور اموية وسقتها العباسية ورعتها العثمانية وجنى ثمارها الانكليز والامريكان لغرض اعادة غرسها وهي عملت وتعمل على ذلك .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سامي جواد كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/22



كتابة تعليق لموضوع : الطائفية بذور وجذور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net