كتابات في الميزان
كتابات في الميزان

الاحترام بابهى صوره عندما يتبادله المختلفون فكريا


ان كانت فكرتي قوية وقادر على ان ادافع عنها فلا اخشى الاخرين ، وكذلك ان كنت مقتنعا بضرورة الايمان بالفكرة الافضل ايضا لا اخشى الحوار مع الاخرين .
يقول الداعية طارق المصري وهو بمنصب رفيع في اوقاف مصر واثناء الحج التقى بشباب او اصغر من الشباب من الشيعة وشاء الحديث ان يكون عن المدرستين فطلبوا منه ان يلتقي بشيخهم ، فرحب الرجل بالفكرة وقال ( اوي اوي هو انا يهمني ) وبالفعل التقى بالشيخ واصدقائه وفي حوار عقلائي ثقافي يدل على قمة العلمية لدى الشيخ طارق فصحح مفاهيمه .
ولست من باب الطائفية اذكر حديثا قراته في كتب الحديث لفلان قال : "دعكم من سحرة بني هاشم " ، لتدل هذه العبارة على ان قوة الاقناع لدى الامامية هي بالسحر وليس بالعقل والمنطق فالحوار معهم مغلق!!!.
اليوم وانا اقف عند بعض الخلافات بين بعض الدول مختلفة التوجهات لاسيما دينيا فان من يخشى على معتقده وعاجز عن الدفاع عنه بالفكر فتراه يفتعل الخلافات مع المخالف ويبتعد عنه خشية من المواجهة الفكرية ، قد يتمكن المتزمتون بالسلطة عدم الخضوع لكن شعوبهم لا ارادة لهم عليهم ان اقتنعوا فليس لهم الا السجون والتعذيب .
وفي الوقت ذاته هنالك ثقافات غربية غير سليمة وافدة الينا يعمل المتصدون للامر على منعها دون الالتفات الى تحصين عقول شعوبهم بالصحيح والحسن حتى يرفض الثقافة الدخيلة دون الحاجة الى الوعيد والتهديد . 
حقيقة وبكل اسف ثقافتنا تسير نحو المنحدر ولثقة الغرب بعدم مهنية الاعلام في التاثير الصحيح فسحوا المجال لهم لامتلاك وافتتاح وسائل اعلامية متعددة لتصبح اصلا  اغلبها وانا اتابعها عبء على الثقافة اكثر من ان تخدمها .
من هنا اسال نفسي مثلا لماذا لا تكون هنالك علاقات سليمة بين مصر وايران ، بين السعودية وايران ؟ مع تقديم الضمانات من ايران ومصر والسعودية لبعضهم البعض عن ما يتخوفون منه . اليوم اصبحت الثقافات والايديولوجيات منتشرة عبر العالم ولا يمكن اخفائها ، يقول الكاتب الكولومبي غابريل ماركيز عندما قيل له ان امريكا تمنع دخولك الى الولايات المتحدة الامريكية فضحك وقال ان منعوا دخولي فافكاري لا يمكنهم منعها لانها وصلت امريكا .
واسوء اسلوب يعتمده من يريد ان يحافظ على فكره هو الكذب على الاخر وتوجيه المطاعن من اجل ان يشحن عقول اتباعه برفضهم ، الم يتساءل اهل الشام عندما علموا بمقتل الامام علي عليه السلام في المحراب تساءلوا " اوهل كان يصلي ؟" تخيلوا الفكر الراسخ في عقولهم دون دليل بل مجرد تكرار اشاعة وهذا هو ما يقوم به الاعلام اليوم من تشويه صورة الاخر الذي يخشى من افكاره .
حقيقة لفت انتباهي الكثير من المفكرين والباحثين الغربيين الذين كانوا اشد المعاندين والمعادين للاسلام فاذا بهم يعتنقون الدين الاسلامي ويدافعون عن الاسلام افضل من بعض شيوخ الاسلام .
الفكرة كلمة ومن يخشى الكلمة فانه اوهن من بيت العنكبوت ومن يؤمن بقوة الكلمة المستندة على اسس صحيحة فهذه الكلمة تحطم الجبال .
نعم هنالك من لا يريد الكلمة او الحوار ومقتنع بما يؤمن به هنا دور المثقف ان لا يجادله ولا ينتقص من فكره بل الاحترام بكل درجاته فليس من الضروري هو خطا وانت صح دع الحكم لله عز وجل فالاحترام يكون بابهى صوره عندما يتبادله المختلفون .
بول جونسون مؤلف كتاب المثقفون وهو يتناول مجموعة من المثقفين بالنقد والهدم ، نعم بين من استهدفهم حقيقة انا لا اؤمن بافكارهم ، لكن بول جونسون استهدفهم لانه يؤمن بالفكر الصهيوني وهذا هو طبعهم ، وحقيقة لا اؤمن بنقده بل اعتمد ثقافتي في عدم الايمان بافكارهم في البحث والتدقيق.

ايران مصر.jpg

التعليقات

لا توجد تعليقات على هذا المقال بعد. كن أول من يعلق!