تاريخ علمائنا المجاهدين .. قراءات موجزة -١-
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

تسلمت يوم أمس من أخينا الباحث في الوثائق العثمانية الأستاذ الدكتور سامي المنصوري د هذا الكتاب القيِّم الصادر عن مركز تراث سامراء بطبعته الثانية مشكورًا، وقد تضمن (٤٨) وثيقة مهمة تتعلق بالدور التاريخي لعلماء الشيعة في جهاد الكفار من بيانات وفتاوى، إذ بذل جهدًا رائعًا في التعريف بها وأعلامها وحوادثها، بما يجب أنْ تنشر بين أجيالنا، بل وتدرَّس في الجامعات العلمية والعسكرية المختصة؛ ليطلع الباحثون على ذلك التاريخ المشرق في الدفاع عن المقدسات لعلمائنا ومراجعنا ..
✍🏻ومن تلك الوثائق هناك وثائق تضمَّنت فتاوى لأعلام كاظميين رحمهم الله تعالى، أحاول نشرها وبيان ما يتعلق بها، في سلسلة متواصلة؛ وفاء لمواقفهم.
✍🏻 الوثيقة رقم (٦) وهي صادرة عن وزارة الداخلية العثمانية تتضمن فتاوى مراجع الدين بوجوب الجهاد ضد الاحتلال البريطاني على أصل فتوى السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي (ت١٣٣٧هج/١٩١٩م) الصادرة بتاريخ ٢٤ محرم ١٣٣٣هج الموافق ١٣ كانون الأول ١٩١٤م، حيث ورد فيها: (.... واعلموا أنَّ حكم الجهاد ضروري من ضروريات الدين ..... وهذه فتاوى العلماء كلهم قد بلَّغوا ونصحوا وذهبوا بأنفسهم إلى الحرب، فلم يبقَ لكل مؤمن حجة، هلمُّوا إلى الجنة عباد الله ....)).
✍🏻 ومن أولئك الأعلام الكاظمين الذين كتبوا فتاواهم:
١- السيد مصطفى الحسيني الكاشاني (ت١٣٣٦هج/١٩١٨م) قال: ((حفظُ هذه الثغور -حفظ الله مرابطها- من الواجبات التي لا ريب فيها)).
٢- السيد إسماعيل الصدر (ت١٣٣٨هج/١٩٢٠م) قال: ((لا شبهة في الوجوب واللزوم في مفروض السؤال كما رقمه مُدَّ ظله)).
٣- السيد مهدي الحيدري (ت١٣٣٦هج/١٩١٧م).
٤- الشيخ مهدي الخالصي (ت١٣٤٣هج/١٩٢٥م).
قالا: ((بسم الله الرحمن الرحيم، وبه ثقتي. وجوب دفاع الكافرين عن ثغور المسلمين من ضروريات الدين التي يعدُّ منكرها من الكافرين)).
٥- الشيخ إبراهيم السلماسي (ت١٣٤١هج/١٩٢٣م).
٦- الشيخ راضي الخالصي (ت١٣٤٧هج/١٩٢٨م).
قالا: ((لا ريب في وجوب دفاع الكافرين، بل منكر الوجوب من الكافرين)).
إنَّ هذه الفتاوى التاريخية التي سطَّرتها كلمات الأعلام الكبار، والتي تم تذييلها بكلمات تدل على مدى التفاني في الدفاع عن دين الله تعالى، وحفظ المقدسات ضد الكفار المستعمرين، والتي تحث الأمة على ضرورة التمسك بأحكام الشريعة الإسلامية المقدسة وخصوصًا (الجهاد) في هذا المورد، فهي تؤكد دور المرجعية الدينية وأعلامها في الدفاع عن المقدسات، بلا أدنى ريب، بل تؤكد مدى قوة وجودهم وكلماته وتأثيرها بالأمة؛ حيث لم يكن أمام العثمانيين سوى اللجوء إليهم، برغم ما جرى عليهم من حكمهم، ولكن كان ذلك الموقف الخالد منهم، والذي سيبقى درسًا ونبراسًا للأمة، وعليها استذكاره في مناسبات متعددة؛ ليبقى ذلك المداد شاخصًا في التاريخ.
خادم الثقلين
عماد الكاظمي
الأربعاء ٢٣ ذو القعدة ١٤٤٦هج
٢١-٥-٢٠٢٥م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat