علاج الوباء. السامري . هل قُتل أو انتحر؟
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

قبل اكثر من خمسة آلاف سنة انتشر وباء في مدينة موآب. فكلم موسى الرب وطلب منه رفع الوباء . فأمره الرب أن يقطع رؤوس خمسة آلاف من الناس ويُعلّقها للرب مقابل الشمس كما نقرأ في سفر العدد 25 : (4 فقال الرب لموسى: خذ جميع رؤوس الشعب وعلقهم للرب مقابل الشمس، فيرتد حمو غضب الرب).
ولكن الرب أخلف وعده ولم يرفع الوباء وانتشر الوباء انتشار النار في الهشيم وحصد أرواح عشرات الالاف من الناس . فتقدم فنحاس ابن هارون وحلّ هذا الاشكال بضربة رمح واحدة ، كما يقول النص : (فلما رأى ذلك فينحاس بن هارون ، قام من وسط الجماعة وأخذ رمحا بيده،8 ودخل وراء الرجل لإسرائيلي إلى القبة وطعن كليهما، الرجل الإسرائيلي والمرأة في بطنها. فامتنع الوبأ عن بني إسرائيل.وكان الذين ماتوا بالوبإ أربعة وعشرين ألفا).
طبعا كل هذه القصة المفبركة التي يرفضها العقل، وضعوها في توراتهم على أنها من أوامر الرب للقضاء على الوباء. واخفوا السبب الحقيقي لأمر الرب.
السبب الحقيقي كان (السامري) الذي صنع العجل واسمهٌ في التوراة (زمري بن سالو) . النص الحقيقي لهذه القصة هو ما يذكره القرآن عن فتنة السامري. الذي يقول : (وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم). فأمر رؤساء القبائل كلٌ قومه ان يحملوا الخناجر ويقتل بعضهم بعضا. وهذا ما تقوله التوراة : (فقال موسى لقضاة إسرائيل: اقتلوا كل واحد قومه المتعلقين ببعل فغور). فقد حذف اليهود (العجل) وابدلوه ببعل فغور تسترا على السامري الذي يحبونه لأنهُ صنع لهم ربا يرونه ويلمسونه ويُكلمهم من خلال (خوار). ولكن على ما يبدو أن واضع هذا النص نسى فذكر اسم ا لشخص الذي كان وراء ذلك فقال النص : (وكان اسم الرجل الإسرائيلي المقتول الذي قتل مع المديانية، زمري بن سالو). وعلى ما يبدو أن فينحاس ابن هارون كان أذكى من موسى ، لأنهُ عرف السبب فقام بقتل المسبب. فماذا كانت النتيجة بعد قتل (السامري)؟ . يقول نص التوراة سفر العدد 25 : (دخل وراء الرجل الإسرائيلي إلى القبة وطعن كليهما، الرجل الإسرائيلي والمرأة في بطنها. فامتنع الوبأ عن بني إسرائيل).
طبعا النص الذي يقول بأن فينحاس ابن هارون هو من قتل السامري ، نصٌ موضوع كاذب، لأن التوراة نفسها تقول بأن (السامري زمري) انتحر كما نقرأ في سفر الملوك الأول 16: 20 (زمري دخل إلى القصر وأحرق على نفسه بالنار، فمات من أجل خطيته التي عمل بجعله إسرائيل يخطئ). ونحن نسأل التوراة : هل أن فنحاس ابن هارون قتل السامري ، أو أن السامري شعر بالندم فانتحر؟؟؟؟؟
لا ندري سبب عدم وفاء الرب الله بوعده بعد أن قتل موسى خمسة آلاف من قومه وعلّق رؤوسهم مقابل الشمس . فلم يرفع الرب الوباء. وعلى ما يبدو فإن هذا الرب المتعطش للدماء لم يقبل بخمسة آلاف ، فترك الوباء يسرح ويمرح حتى قضى على خمسة وعشرين ألف منهم، عندها هدأ هذا الرب ونام في خيمته. (1)
المصدر:
1- طبعا الروايات الاسلامية تقول بأن مجموع من قتل في ذلك اليوم يقربون من سبعين الف. يقول اغلب من فسّر هذا النص من المسلمين (قام بعضهم إلى بعض بالخناجر يقتل بعضهم بعضا لا يحن رجل على رجل قريب ولا بعيد , فطرحوا ما بأيديهم , فتكشف عن سبعين ألف قتيل. وإن الله أوحى إلى موسى: أن حسبي فقد اكتفيت). وقول المفسر أن الرب قال لموسى (حسبي فقد اكتفيت) هو نفس قول التوراة (فارتد حمو غضب الرب).انظر تفسير الطبري سورة البقرة : 54. وغيره من التفاسير.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat