صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

(حوار مع كاتب وكتاب)3 //   الامام الصادق والعنوان القيادي
علي حسين الخباز

 عند النظر إلى خصائص كل إمام من أئمه أهل البيت عليهم السلام، سنجد العصمة تكوينا والطهارة من الرجس نصا قرآنيا، وعند دراسة الإمام الصادق عليه السلام سنتعرف على الأعلم والأعدل والأورع والأزهد والأكرم والأشجع والأفضل، هذه من المسلمات المعروفة عند الإمام الصادق عليه السلام فهل هناك خصائص أخرى قد تكون غير مؤشرة عندنا. 
 
الدكتور محمد حسين الصغير: 
ـ كان الإمام الصادق عليه السلام يمارس أعماله بنفسه، ويشرف على تنفيذها شخصيا مع وجود كثرة من يساعده لو أراد، وتوافر الأولياء في المساعدة ولإنجاز مهماته نيابة عنه، إلا أن الإمام من خلال واقعيته وتواضعه، يريد أن يتولى بذاته المقدسة شؤون حياته الاقتصادية والمعاشية وأن يتابع وجوه البر، وأن يحترف الإتجار المشروع والمستحق لإعانة نفسه وتقويم عائلته ولإعانة الفقراء وإغاثة الملهوفين. 
كان الإمام عليه السلام يبتعد عن العنوان القيادي الذي ينظر به إليه، يدخل الحياة بقواه البدنية، ليكون النموذج الذي يقتدي به الناس في الأعمال، والإمام عليه السلام يسعى للكسب بيده، يرفض التمايز الطبقي الذي شاع في عصره، عنده درس مهم علينا أن نتعلمه، مشاعر القداسة شيء وبناء حياة الإنسان الحر شيء آخر، ولذة العمل لا تعادلها لذة، جعل أمواله في شرائح متعددة من المرافق التجارية، فاذا أخفق مشروع ما نجح مشروع آخر. 
استقبله أحد المسلمين وهو في طريق المدينة والجو حار شديد الحر، قال له جعلت فداك يا مولاي مكانتك وقرابتك من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنت تجهد نفسك في يوم حر؟ 
 أجابه خرجت في طلب الرزق لأستغني عن الناس، فهو لا يريد أن يتكل على الآخرين، كان حين يتطوع له أحد بالعمل ليساعده، يقول له إني أحب أن يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة، فلسفة هذا الاعتداد بالنفس تجعل الإنسان يعتمد على النفس، وهذا الاعتماد يجنبه سؤال الناس، كان الإمام الصادق عليه السلام سخيا والسخاء دليل المروءة وحسن التعاطف مع بني الإنسان، وهذا هو منهج أهل البيت عليهم السلام في التكافل الاجتماعي وإشاعة الإيثار 
***  
صدى الروضتين: 
ـ هل يمكن أن نقول أن هذه السيرة المباركة تقرب لنا مفهوم الواقعية المثالية؟ 
 الدكتور محمد حسين الصغير: 
ـ قدم الإمام الصادق عليه السلام من خلال مسيرته الصورة التي سعى الإسلام إلى تحقيقها لترويض الذات على العمل وإصلاح المال، ومن أقواله الحكيمة مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال، كان الإمام عليه السلام يحث على الصدقة ويتصدق بأحب الأشياء إليه. 
هناك ملاحظة مهمة: 
ـ إن وفرة الأموال الشرعية التي تصل إلى الإمام عليه السلام من أطراف العالم الإسلامي ويصرفها في شؤونها لا يعد من الجود أو الكرم، هذا من صلب واجبه الديني، وإنما نحن نقصد بالكرم هو المال الذي يصرف من صلب ماله الخاص الذي يحصل عليه من أرباح وغلات أراضيه وهناك ملاحظة أهم، إن الإمام عليه السلام كان محروما ومن يتبعه من الحقوق المفروضة من واردات الدولة. 
***  
صدى الروضتين: 
ـ عاش الإمام الصادق عليه السلام في عهد طواغيت العصر الأموي أكيد كانت هناك مآسي ومعاناة كبيرة حاول التاريخ ألا يعرضها بحقيقتها كي يخبئ ما فعله خلفاء بني أمية، اليوم هناك واجب يقع على عاتق كل مثقف نشر تلك المعلومات، تسليط الضوء على تلك الحقبة وإظهار مظلومية الإمام عليه السلام كفعل حياتي إنساني. 
 الدكتور محمد حسين الصغير: 
ـ من أفضح المأساة أن تتحول الخلافة الإسلامية إلى فسق وفجور وخروج عن الدين إلى الانحراف، ومن أهم تلك المأساة في تاريخ الإنسان هو سفك الدماء والجور والظلم. 
عاصر الامام في 50 سنة من حياته جملة من طواغيت بني أمية وحكامها  
أولا: عبد الملك بن مروان 
 ثانيا: الوليد بن عبد الملك 
 ثالثا: سليمان بن عبد الملك   
رابعا: عمر بن عبد العزيز بن مروان  
خامسا: هشام بن عبد الملك بن مروان 
 سادسا: الوليد بن يزيد 
 سابعا: يزيد بن الوليد  
ثامنا: مروان بن محمد الحمار 
كان المناخ العام يسعى لعزل الدين عن الدولة ومسخ الإسلام كوسيلة لترسيخ قواعد السلطان والحاكم، وهم حكموا بمخالفة الشريعة، فلا حزن عليه مادام المجتمع يراه ظل الله في الأرض وأن ظلم وأن كفر، وصل الحال بعبد الملك بن مروان أن يولي الحجاج بن يوسف الثقفي على أهل الحرمين ليسيء إلى مقدساتهم، وهذا أول ما عمل به أثناء استلامه السلطة، وحين رأى عبد الملك أن بعض المقربين من العرش الأموي استنكر عليه تولية الحجاج واعتبره مشروع انتقام من الإسلام، منحه مكافاة أضاف إليه العراق. 
أكثر في الفساد، مجرم يصف نفسه (إني والله لا أعلم على وجه الأرض من هو أجرأ على دم مني) 
رمى الكعبة بالمنجنيق وقتل شيعة أهل البيت في الكوفة، ووصف العراق بأهل الشقاق والنفاق وجاء بعده الوليد ليحصد الرقاب يقول عنه عمر بن عبد العزيز أنه ممن امتلأت الأرض به جورا،
عاش الإمام في عهده عشر سنوات وتولى الخلافة بعده سليمان بن عبد الملك، عزل جميع ولاة آل الحجاج وعهد بعزل جميع ولاته، أطلق من السجن في يوم واحد (واحدا وثمانين الفا)، وجدوا في سجن الحجاج ثلاثين ألفا ممن لا ذنب لهم وثلاثين الف امرأة، ومع هذا كان سليمان فاتكا غادرا وكان مسرفا في جباية الأموال، وهذا هو الخط العام للأمويين, وحكم بعده عمر بن عبد العزيز وله بعض الاصلاحات المهمة ومنها رفع السب والشتم عن المنابر حيث كان أمير المؤمنين علي عليه السلام يشتم ويسب على منابر المسلمين, ورد فدكا للعلويين وتواصل مع آل أبي طالب لكنه لم يستطع تغيير الواقع الأموي الراسخ. 
حكم بعده يزيد بن عبد الملك, فألغى سيرة عمر بن عبد العزيز وكانت أخباره في المجون والغناء والخمر والجواري وقام بعده هشام بن عبد الملك شاهرا السبل في خلافة قيصريه استمرت عشرون عاما كان طاغية جبارا بخيلا ومعروفا بالحقد والأنانية, هجر الإمام إلى الشام واعتقله عده مرات، وبويع بعده الوليد بن يزيد ولم يكن الوليد صاحب الدولة والسلطان كان منهمكا في شراب الخمر واللذات وتولى بعده يزيد بن عبد الملك يزيد بن الوليد وتولى أخوه إبراهيم وجاء بعده مروان بن محمد كثرت الاضطرابات في عهده ونشطت دعوة بني العباس ليتجدد الألم والأذى على الأئمة عليهم السلام في العهد الأموي أو العهد العباسي فسلام الله عليهم في كل الظروف والاحوال.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/15



كتابة تعليق لموضوع : (حوار مع كاتب وكتاب)3 //   الامام الصادق والعنوان القيادي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net