صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

حوار مع شاعرة الرضا عليه السلام الشاعرة وفاء الطويل/ تاروت (12)
علي حسين الخباز

 الدخول إلى التاريخ في فضاء واضح الوجود
يحمل سورة الفجر في عبرات جرح وسيم،
وربيع الطف ومديات ماء...
الدخول إلى مدينة الأسى في بهاء الوجد يصير لكل حرف عيون...
لهذا قالوا الشعر جنون...
بهجة في نحيب بكاء
ما أجمل الشعر حين يصلي،
وكل حرف فيه باسم الحسين "عليه السلام" يضاء...
منذ أول قطرة دم رسمت حدود كربلاء
والشعر يجمعنا من جيل إلى جيل
يؤرخ لنا النبض، الضوء، والصرخة، والعزاء...
السلام على أضرحة مملكة النخيل،
منار كل خيمة، وأمال غيمة، ووجع طفل من الجوع يئن
في كل زمان فيه خيام... وعطاشا... وسبيل...
علاقه الشاعر بالأفق المدمى بنحر رضيع
والشعر غبطة ثائر ووجدان حكيم
ففي حضرة الحكمة يحلو السؤال
-   هل الشاعر الحسيني مؤرّخ؟ مصدر رؤيا؟

-  سؤالك يتجاوز المألوف، علاقة الشاعر الحسيني بالقضية.
أستطيع أن أقول بمفهومي أن الشاعر الحسيني يحفظ الحدث والزمن في قلب القصيدة،
فهو ينقل للأجيال الجوهر... لب ما جرى بأسلوب وجداني فذ…
يجعل من الواقعة أنشودة ونداء لا ينقطع، كشف يتجدد على مر السنين، هو مؤرخ يرصف الواقعة، ويترجم دلالاتها.

-  أما كونه مصدرًا للرؤيا.
إلهام الشاعر الحسيني كائن رؤيوي له تجلياته، يرى بحس القلب فيسمع الأرواح، يكتب بوحي كربلائي، والشاهد على ذلك الزمان، فالتراث الحسيني يمتلك نصوصا عريقة مفتوحة على الخلود.
يستدعي التاريخ ويمشي أمامه حتى تتجلى له صرخة: "ألا هل من ناصر؟" فهي وحي لقصيدة تنتظر جوابا حتى اليوم.

لهذا، فالشاعر الحسيني مؤرخ وملهم وهو لسان الرؤيا في جسد الأمة، إذا نطق أيَّده روح القدس، وحقيقة الواقعة لا زالت عطشى، والدم المراق يحتاج من يفهم معناه.

"بصيرة"

 أَبْصَرْتُ جُرْحَ الرَّأْسِ فَوْقَ مَدَارِهِ
فَتَفَجَّرَ المَعْنَى عَلَى أَسْرَارِهِ

لَا لَيْلَ فِي فِكْرِ البَصِيرَةِ إِنَّهُ
يَرْنُو لِقَبْسِ الفَجْرِ مِنْ أَحْرَارِهِ

يَغْشَى الدُّجَى دَمْعُ الشُّجُونِ وَنَبْضُهُ
يَسْتَقْرِئُ الأَزْمَانَ عَنْ أَخْبَارِهِ

وَالشَّاعِرُ المَذْبُوحُ فِي نَبَرَاتِهِ
سُؤْلٌ تَوَجَّرَ فِي صَدَى أَوْتَارِهِ

حَرْفٌ وَقَافِيَةٌ وَنَبْضُ مَشَاعِرٍ
نَحْتٌ يُشَكِّلُ كَرْبَلَا بِمَسَارِهِ

هُوَ مَنْ يَرَى مَا لَا يُرَى فِي نَزْفِهِ
وَيُقِيمُ نُصْبَ الحُزْنِ فِي أَشْعَارِهِ

وَكَأَنَّهُ وَقَفَ الفُؤَادَ إِلَى الدِّمَا
فَأَبَانَ وَجْهَ الغَيْبِ فِي أَسْحَارِهِ

فَإِذَا بَكَى كُلُّ الحَرْفِ تَآزَرتْ
فَكَأَنَّهُ طَلَبَ السَّمَاءَ بِثَارِهِ

يَسْتَنْهِضُ المَوْعُودَ فِي شَفْرَاتِهِ
وَيَضِجُّ بِالتَّعْجِيلِ فِي أَفْكَارِهِ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/10



كتابة تعليق لموضوع : حوار مع شاعرة الرضا عليه السلام الشاعرة وفاء الطويل/ تاروت (12)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net