حين يكتب الشاعر من تراب الطف قصيدة
صداها جراح الحسين عليه السلام، وصرخة استنكار بوجه الطغاة
حتى صمتها يرفض ميراث الخنوع...
وأعداء الحسين ينتشرون كالطاعون بين الناس، على مر العصور،
يسممون الحياة كي تعيش بلا حياة...
حين يكتب الشاعر من تراب الطف حكمته،
ينبض قلب القصيدة يا حسين، حتى لو افترش الطغاة أبجدية الكتابة كلها،
الشاعر لا يخاف لأنه يحمل ميراث المودة والحنين
والشجاعة والكرامة والثبات،
لا يأس مع الحرف حين تكتب القصيدة للحسين،
كل بيت شعر منارة يصير،
وصوت يصدح لأبد الدهور،
"لعن الله أمة قتلتك ولعن أمة سمعت بذلك فرضيت به"
لمن نكتب قصائد الرثاء؟
للحسين؟ هو مخلد،
لكربلاء...وهي تحتفي بقصائد الشهداء
وما هي شروط القصيدة الولائية، كي تلبس لامة الحرب تصرخ
الروح في شغف نصرة "لبيك يا حسين"
**
القصيدة الولائية نافذة نحو مقام النور، ترتيلة عاشق من زمن الميثاق...
قصيدة برتبة تسبيحة ملكوتية قدسية...
تنظم بعين البصيرة، وتجري على لسان عارف
- أول شروطها الصفاء العقائدي الصادر عن قلب مؤمن ولا يعتريه شك أو تذبذب في الولاية، فيض نقي لا يتلون، ولا يداخلها ارتياب.
إيقاعها صوت من أيقن أن الحب لعترة النبي عقيدة وموقف، وحضور دائم في الحياة.
- الانصهار الوجداني والذوبان في التجربة، لتنطق القصيدة ببيان وانفعال روحي قوي وانجذاب نحو محور العصمة.
- السمو والارتقاء الفني والجمالي
فالقصيدة الولائية جزلة تجيد الأدب كما تجيد الولاية، تمسك بالمجاز كما تمسك باليقين، تبدع في التصوير كما تبدع في التبجيل. تخرج عن المدح المألوف وعن رتابته الحرف، تبث الحرارة العقدية والعاطفة بنور المعرفة، بجزالة لا تثقلها، وعاطفة لا تضعفها، جرسها متين يسير بين الجمال والهيبة.
- متزنة بين العقل والعاطفة، تحمل ثورة وجدانية فكرية راقية تمزج العقيدة بالحكمة والحب، والدمعة بالفكرة، والانفعال بالرسالة.
تبكي حين تكبر مآذن العزاء، وتفرح حين تعلو زغاريد السماء، وتعقل حين يتطلب الموقف فكرا ووعيا.
- تتسم بصدق النية وسمو الغاية، فهي محراب يزار بها للحسين، ومنبر ينادى منها على الزهراء، وسلم يرتقي به الشاعر إلى إمام زمانه، يتجرد فيها الشاعر من الأنا إلى هم
فلا يسعى من خلالها إلى الشهرة.
- مفتوحة على الزمان الكوني والامتداد التاريخي، قصيدة تتكئ على الماضي وتتطلع للمستقبل، تجد بها أحد والأحزاب، السقيفة، وكربلاء، والغدير، وفجر الظهور وتباشير العودة.
- تلامس الجوهر الإنساني والجرح البشري في عمقه، وريد نازف من كبد الحسين، ودمعة زينب...
مواءمة بين الوجع الإنساني والتوق للحق، وتجلياته في أهل البيت عليهم السلام.
"جمر الذكريات"
مِنْ أَيِّ نَائِبَةٍ سَيَبْتَدِئُ البَدِيع
مِنْ كَرْبَلَاءَ.. أَمِ المَدِينَةِ وَالبَقِيع
رَجَعَتْ تُبَعْثِرُهُا المَآسِي فِي الدُّرِو
بِ.. يَهُدُّهُا الأَلَمُ المُعَتَّقُ فِي الضُّلُوع
رَجَعَتْ وَغَيمٌ فِي الفُؤَادِ مُلَبَّدُ الرّ
ـرُؤْيَا وَتَشْتَعِلُ المَآقِي بِالدُّمُوع
آهَاتُهَا جَمْرٌ وَكَمْ وَهَنَتْ فَطَيـ
ــفُ الطَّفِّ يَسْلُبُهَا أَسَاسَاتِ الهُجُوع
رَجَعَتْ بِجُرحٍ مُوغِلٍ وَالقَلْبُ فُرْ
نُ الذِّكْرَيَاتِ فَمِنْ هُنَا بَدَأَ الطُّلُوع....
خَرَجَتْ وَنَجْمٌ سَاهرٌ فِي الأُفْقِ يَحْـ
ـرُسُهَا.. يُطَوِّقُ حَولَ مَحْمَلِهَا الشُّمُوع....
عَبَّاسُ حَادِي الرَّكَبِ وَالسِّبْطُ الْعَظِيمُ
يَقُودُهُا لِلْحَجِّ فِي لَيْلِ هَزِيع
وَاللُّؤْلُؤُ الْمَكْنُونُ فِي أَكْمَامِهِ
وَالرُّكْبُ يَسْرِي بِالْمَهَابَةِ وَالْخُشُوع
وَالْيَوْمَ عَادَتْ لِلْمَدِينَةِ وَالْأَسَى
ثَاوٍ وَيَقْطَعُ مَنْ تَجَلُّدِهَا الْفُرُوع....
الرُّوحُ ظَمْأَى وَالتَّصَبُّرُ يَسْكُبُ الدّ
ـدَمَعَاتِ فِي صَخَبٍ وفِي صَمْتٍ وَجِيع
وَالْفَقْدُ وَحْشٌ قَاهِرٌ وَالضَّيْمُ فَوْقَ
مُتُونِهَا يُنْبِي عَنِ الْخَطْبِ الْفَظِيع
رَجَعَتْ يُرَافِقُهَا صَدَى وَجَعِ الشَّهْيِـ
ـدِ وَنَوحُهَا الْمَسْعُورُ مِنْ كَرْبٍ مُرِيع
أَحْلَامُهَا احْتَرَقَتْ وَشَرْخٌ فَاغِرٌ
فِي الرُّوحِ يُجْهِشُ بَانْكِسَارٍ لِلشَّفِيع
يَنْشَقُّ طَرَفٌ لِلْخَيَالِ.. هُنَا مَشَى
سَبْطُ الرِّسَالَةِ هَا هُنَا ذِكْرٌ يَضُوع.....
وَالْبَسْمَلَاتُ... تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ وَالصّـ
ـصَلَوَاتُ وَالْأَذْكَارُ فِي حَال الرُّكُوع
وَالدُّورُ تَصْرُخُ وَالْخَوَاءُ لَهُ صَدَى الضّ
ـضَجَرِ الْبَغِيضِ وَصَوْتُ نَاعِيَةِ الرَّضِيع
لَيْلَى وَرَمْلَةُ وَالرَّبَابُ تَقَاسَمَتْ
قُرْصَ النِّيَاحِ وَكُلَّ مُعْتَرَكٍ فَجِيع
وَالذِّكْرَيَاتُ الْبَائِسَاتُ تَهُزُّهُنْـ
ــنَ إِذَا تَذَكَّرْنَ الْمُغَسَّلَ بِالنَّجِيع
وَإِذَا ذَكَرْنَ الْيَاسَمِينَ.. خَرَابَةَ
الشَّامَاتِ تَنْكَسِرُ الْمَشَاعِرُ لِلرُّجُوع
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat