(حوار مع كاتب وكتاب) النظريات الكبرى لٌمام الصادق ع
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

اعتبر الإمام جعفر الصادق عليه السلام المبتكر الأول والقائد للبيئة العلمية إضافة إلى شخصيته القيادية، وهناك مميزات راسخة في تراث الإمامة علما وفضلا، ولا تخضع للمعايير والمقاييس، احتل المركز الأول للفكر الجعفري، حتى قيل المذهب الجعفري، والفقه الجعفري والفكر الجعفري،
***
صدى الروضتين:
- نريد أن نستثمر وجودك معنا ونطلب منك أن تعطينا فكرة عن النظريات الكبرى التي سجلت له عليه السلام.
الدكتور محمد حسين الصغير:
ـ صدر لجماعة من كبار المستشرقين كتاب الإمام الصادق عليه السلام كما عرفه علماء الغرب، كتب باحث أوربي معاصر (أبدى جعفر الصادق عليه السلام) استغرابه لأن ارسطو لم ينتبه إلى أن العناصر الأربعة التي يراها أرسطو أصل الكون (التراب / الماء / الهواء / النار) أنها ليست عناصر بسيطة فالتراب مركب من أجزاء وعناصر ومنها الحديد، وهو مركب من أجزاء، شكل كل جزء يعتبر عنصرا مستقلا بل ذهب الإمام إلى رأي آخر بخصوص الهواء، فهو مركب من أجزاء وعناصر شتى
أصل الكون عند اليونانيين العناصر الأربعة وكل جزء عندهم لا يتجزأ، والإمام الصادق اكتشف للعالم أن التراب مركب من عناصر وأجزاء أخرى، والهواء مجموعة عناصر، كل جزء منها يعتبر قائما بذاته وله وظيفته الخاصة في الكون، وأن الهواء بكل مركباته ضروري للحياة، هذا اكتشاف يحسب للإمام عليه السلام، وذهب إلى أن بعض أجزاء الهواء يساعد على الاحتراق وبعض أجزائه ينفذ في الأجسام ويذيب الحديد، وهذا اكتشاف تفرد به الإمام عليه السلام إلى عام 1804 اكتشف العالم الانكليزي جوزيف بريستلي، وأضاف العالم الفرنسي لافوازييه 1794م خصائص الأوكسجين وما توفق إلى معرفة ذوبان الحديد بفعل الأوكسجين، نظرية الإمام الصادق عليه السلام قبل ألف عام.
***
صدى الروضتين:
ـ تشير بعض المصادر المهمة إلى أن مؤسس علم الكيمياء الحقيقي هو الإمام جعفر الصادق عليه السلام، فما جدية هذه الاشارة
الدكتور محمد حسين الصغير:
ـ مؤسس علم الكيمياء هو جابر بن حيان الكوفي وهو أحد طلبة الإمام الصادق عليه السلام، يعني أن الإمام عليه السلام لم يغفل عن العلم التجريبي والأسس المختبرية, وأفاض في علم الطب واشتهر طب الإمام الصادق عليه السلام، كتبا ومحاضرات وأضاف إليها علم التشريح وفن الجراحة وامراض العظام والمفاصل والطب الوقائي، ودروسه القيمة وأماليه عن الجوارح والأعصاب وتراكيب الهيكل العظمي ومواقعه في جسم الإنسان وساهم في بث الوعي البيئي، وقد سبق الفلكيين في سيرة النجوم والكواكب والشمس والقمر، ونبههم إلى قوانين ميكانيكية الأفلاك والأجرام التي تدور حول نفسها وحول الشمس في سنة كاملة، لاستقبال الفصول
يرى أحد كبار المستشرقين أن الإمام جعفر الصادق عليه السلام هو مكتشف قانون الجاذبية، ولا يستبعد أن يكون توصل إلى نظرية داروين الأرض وقانون الجاذبية
كان خوض الإمام الصادق عليه السلام في مثل هذه العلوم تجربة جديدة في الإسلام، علم التشريع، علوم القرآن، الحديث، الفقه، علم الكيمياء، علم الفيزياء، علم الفلك، علم الكواكب والنجوم، وعلم الجغرافيا، وعلم التأريخ، علم الكلام، علم الفلسفة، علم الأدب، علم البلاغة، الحكمة الالهية، عالم العرفان، ولولاها لما ذكرت مبادئ أهل البيت عليهم السلام.
***
صدى الروضتين:
ـ ما هي المقومات التي اعتمدها الإمام الصادق لبقاء رسالته بعد استشهاده؟
الدكتور محمد حسين الصغير:
ـ كان انتقاؤه لأصحابه ومستشاريه وتلامذته قد انتظم في سلك قيادته البناءة وعقليته الحرة
جاء في كتاب الإرشاد للشيخ المفيد رضوان الله عليه، أن أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء كانوا أربعة آلاف رجلا، رووا عنه الحديث ـ استفاد من علمه جماعة من أعيان الأمة, يحي بن سعيد الأنصاري وأبن جريح, ومالك بن أنس والثوري وابن عينية وغيره، وتخرج من مدرسة الإمام الصادق أئمة المذاهب ورجال الجمهور ومجموعة من محدثي الإمامية وعلمائها، وفي الطليعة من العلماء الذين حملوا راية علم الإمام الصادق سلام الله عليه، مثل أبان بن تغلب، محمد بن مسلم الثقفي، ومعاوية بن عمار، أبو بصير وزرارة بن أعين ومحمد بن النعمان مؤمن الطاق، هشام بن الحكم، هشام بن سالم، بكر بن أعين وبريد بن معاوية العجلي واضرابهم من حملة الفكر الإمامي
وفي كتاب الأصول الفكرية للثقافة الإسلامية مير علي الهندي، يرى أن الإمام الصادق هو مؤسس المدرسة الفلسفية) ومن أهم مميزات الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنه لم يكن حكرا على طائفة ولا مقتصرا على مذهب ولا جامدا على علم بل هو يبدع الأفكار النابضة، والتي جعلت الحضارة تسير شوطا بعيدا من العطاء وتحرير الإنسان من الجهل والأنانية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat