(قراءة في خطبة الجمعة / لسماحة السيد أحمد الصافي) // جمادي الثاني 1441هـ الموافق 21/2/2220 م
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

اهتمت خطبة الجمعة بالقضايا الفكرية والدين والقيم والإنسانية، مرتكزة على خطاب القرآن الكريم، في أطار اجتهاد الخطيب لمعرفته بأسس الاستفادة والاستعانة بكتاب الله العزيز، لخلق الأثر التواصلي مع الناس والتأثير بهم.
وسماحة السيد أحمد الصافي، بدأ الخطاب بالتأمل في قوله تعالى {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} بحث في حكمة هذه الآية وامتدادها المعنوي، مما يعزز المرتقى الفكري، وثقافة الدين لنهضة الإنسان، ارتكزت هذه الرؤى على قيم معرفية منها
***
(أولا.. سبيل الهداية)
يتعلق هذا السبيل بالمعنى المفهوم (أن القرآن الكريم نعم المربي والهادي) وسور الكتاب هداية، ومن الكتب التي يحتج الله تبارك بها على الإنسان، والنبي الأعظم صلى الله عليه وآله هو أحرص على الأمة من أنفسها، هيء لنا سبل الهداية.
***
(ثانيا.. موارد الهداية)
تعتبر هذه الموارد هوية الدين القويم، الدين الذي أتى به رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، إذ أقرن القرآن بالعترة الطاهرة وجعلها من مقومات الهداية.
****
(ثالثا.. أدوات المعرفة)
إنسانية الإنسان لا تتحقق إلا بحضور البعد الأخلاقي التربوي نقرأ هذه الآية الكريمة عبر محورين
المحور الأول... النهي عن الاتباع بغير علم
(لاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)
المحور الثاني... مسألة الجزاء، أدوات المعرفية (السمع والبصر والفؤاد) أعمال ستعرض يوم القيامة هناك جملة من الوظائف
***
(رابعا... المدركات العلمية)
تعزيز المكانة العلمية التي سعى لها القرآن الكريم لحرصه على أن تكون مدركاتنا مدركات علمية
شخص سماحة السيد أحمد الصافي في خطبته بأن الإنسان سريع التأثر بالأمور غير العلمية، ويرتب عليها أثرا كأنها علم، فكان تنبيه القرآن الكريم، هناك فرق بين السمع والاستماع، السمع عشوائي، لا يمتلك الإنسان القدرة على منعها، والمسؤول عن تشذيب هذه الاشياء ليس الأذن، الاستماع حالة من حالات التوجه، القرآن الكريم لا ينهانا عن السمع لأنها عملية قهرية لكنه ينهانا عن بناء أثر على ما تسمع، دون علم
***
(خامسا... الأثر والتأثير)
الارتقاء القرآني يحث على ارتقاء الإنسان وسلامة مفاهيمه الحياتية والسلوكية، أغلب إشكاليات الحياة كما يعبر عنها سماحة السيد أحمدالصافي، هي ترتب الأمور عنده مواقف على أشياء لم يعلم بشأنها سوى أنه سميع، فتكون تلك المواقف صعبة للغاية
وهناك آيات قرآنية خصصت لتعريف الناس التصرف السليم وعدم ترتيب الأثر دون أن تتبين الحقيقة، هناك الكثير من الأمور التي عالجها القرآن الكريم، ومشاكل إنسانية كثيرة ـ أزمة ثقة وشعور بالدونية واحتقار الإنسان لذاته، حين يتكلم ببغض أو حسد أو عن سوء ظن، والكلام ليس له واقع، وخاصة اليوم مع تطور وسائل التواصل الالكتروني، ومساراته الإعلامية والإعلانية، الأثر حسب تشخيص القرآن الكريم لا ينسى، وعليه يتحمل الإنسان مسؤوليته.
****
(سادسا... الموقف)
العلم يرشد إلى المعرفة، وبناء مواقف إنسانية، وإهمال المعرفة هو إهمال الوعي، فلم يعد الإنسان بحاجة إلى التورع، ويتبنى مواقف ليس لها واقع حقيقي، وهذا اللاوعي أوقع في المجتمع الكثير من المشاكل الكبرى لأن الناس تقفوا ما ليس لهم به علم، لهذا يمكن أن يتعود الإنسان على الأشياء غير الجيدة.
***
(سابعا... التسويف)
مفهوم التوبة يقوم على عملية استنهاض الذات من الممارسات الخاطئة التي كان الإنسان يرتكبها، البعض يعمل لتسويف التوبة يتوب ولا يتوفق إلى التوبة، فيسوف، والتسويف غير جائز شرعا، ولا ينفع أخلاقيا، إذا تسوف تعود، سيكون عنصرا سيئا من حيث لا يعلم
***
(ثامنا... العدل الالهي)
لمناقشة الذات ومحاورة النفس لها إيجابيا أضيف معلومة في عالم الوعي والإدراك
سماحة السيد أحمد الصافي، يرى أن الإنسان يقسو على نفسه لا بد أن يشفق عليها، الله سبحانه تعالى لا يحتاج إلى شاهد يوم القيامة، العدل الإلهي يجعل من النفس الانسانية شاهدا على الأنفس، والمسؤول يعني أنه يقدم ما عمل في دنياه أمام الله تعالى، الآية القرآنية {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا} لا يقولون لمّ كذبتم علينا، لأن القضية لها واقع.
***
(تاسعا... الحسد)
ما يعاني منه الإنسان هو ضيق الأفق، وعدم قابلية تحرير نفسه من دونيات التفكير والمرض، الحاسد يمتلك نفسية مريضة، والسبب أنه لا يتأمل في مساعي النصيحة وتعطل النصيحة، لأن الاذان تشبعت بشمع من المعصية والرذيلة
على الإنسان أن يرفق بنفسه، وتعاليم أهل البيت عليهم السلام (قل خيرا أو اصمت)
نسأل الله التوفيق.. وأن يحمينا من كل سوء
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat