صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

 ( حوار مع كاتب وكتاب ) ( الانهيار الفكري في بنية المجتمع )
علي حسين الخباز

يحاول اعلام السلطة ان يمارس عبر التاريخ مكره في تحريف الحقيقة ، ليعكس  صورة ائمتنا عليهم السلام ، بانهم كانوا قانعين بما اصاب الامة من ذبول، مارسوا العزلة عن السياسة والمقاومة والتزموا الصمت ،
السؤال الذي نسال به دائما لماذا لم ينخرط الامام الصادق عليه السلام في سلك العمل السياسي؟
 الدكتور محمد حسين الصغير:ـ  الجو العام الذي مارسته السلطة العباسية هو تسلط والارهاب ، واندحار الوعي امام القسوة والعنف ،انتقام من المعارضين على السلطة ، ضغوط نفسية كبيرة ضد اهل البيت عليهم السلام ،الاف المرتزقة ومئات العيون، والارصاد والمصالح تحوط المشتبه بولائهم للنظام السياسي ، سأل المنصور صديقا له قبل الخلافة، واسمه عبد الرحمن ابن زياد ابن انعم الافريقي،:ـ  كيف سلطاني من  سلطان بني  أمية؟
 فأجابه :ـ (ما رأيت في سلطانهم شيئا من الجور الا رايته في سلطانك)
كتب الاستاذ عبد الرحمن الشرقاوي ان المنافقين احاطوا بالمنصور فأوهموه بانه فوق الحساب ،لأنه ظل الله في الارض حتى جعل المنصور يحمل الناس على تقبيل الارض بين يديه، ثم وصل فجور هؤلاء المرتزقة بجعل احاديث للنبي في خدمة الطبقة الحاكمة، زيفوا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم |،بالمقابل القاعدة الشعبية  للإمام الصادق عليه السلام ، وصلت الى الحد الذي يرى فيه الحاكم خطرا، وصار يخاف منه ، وفشلت كل محاولات احتواء الامام ، والامام خبير بموقعه اما ان ينخرط في سلك العمل السياسي ،واما ان يبتعد عن الاجواء السياسية، قرر البعد عن الاجواء السياسية دون ان يرضخ للسلطان، لا يعين السلطان ولا يؤيد سطوته ولا يسير بركابه ،ولا يتركه وشانه، يعتبر الانتماء اليهم انهيارا في القيم ،كان ابرز ملامح السلطة سفك الدماء واذلال العباد واغتصاب الحقوق ومصادرة الممتلكات،
*** 
 صدى الروضتين :ـ من الطبيعي ان يرث الطغيان انهيارا فكريا في بنية المجتمع ، وكيف كانت معالجة  الامام عليه السلام  لهذا الانهيار ؟
 الدكتور محمد حسين الصغير:ـ  يحدثنا التاريخ عن هذه الفترة بتلاشي القيم ،وبالجهل المطبق والضياع وسياسة التضليل والاغراء، ظاهرة  اخرى اقضت مضجع الامام عليه السلام ،وشغلت فكره ،وهي حركات هؤلاء الغلاة ، لمجموعة من المتطرفين واغلبهم من الموالي، رفض الامام عليه السلام هذا الانحراف والكفر والضلال بكل ابعاده، حيث قالوا في الائمة أشياء لايرتضيها  الائمة عليهم السلام، نسبوا اليهم من المنزلة التي لم يدعوها يوما لهم ،  لان سلام الله عليهم عباد مخلوقون اجتباهم الله  لا اكثر ولا اقل ، ظهرت للوجود في زمان الامام الصادق ظاهرة الزندقة وقد شمر لها الامام عن ساعديه وجند لها خيرة اصحابه وقابلها بالنقض والحجاج والمجادلة والرد والتعنيد وابطل ظاهرة الفرق والتكفير، ابرز هذه الفرق هي المعتزلة والخوارج وكان الرد المناظرات والمحاضرات لم يخدش العواطف ولم يوغر الضمائر بل استطال بالحق وهناك ظاهرة اخرى، وهي ظاهرة الثورات والكفاح المسلح في وجه كل من الامويين والعباسيين، وكلها ترفع شعارات الطف الحسيني وكربلاء المقدسة ،
*** 
 صدى الروضتين:ـ  من الامور التي يستغربها التاريخ هي حكومات بني العباس  التي كانت ترفع شعارات محبة أهل البيت عليهم السلام كيف انقلبت لهذا الهواس الارهابي ؟
الدكتور محمد حسين الصغير :ـ   عليك ان تنظر لجوهر المسألة ،  لم يكن العباسيون ولاة حكم شرعي، ولم تكن لهم ممارسات دينيه واضحة المعالم ،  المهمة المركزية لدى العباسيين ،حفظ مواقع الحكم،  الاسلام ورقة رابحة تطرح للمضاربة، اما البناء الواقعي لقواعد هذا الدين في مسيرة ائمة اهل البيت عليهم السلام،  لذلك سعوا الى ابعاد شبح الامامة عن المنظور القيادي ،وضيعوا الفرص المتكافئة على الشعب الذي يطمح الى حياه افضل في ظل العدل الاسلامي الذي يقدمه اهل البيت عليهم السلام ،
*** 
صدى الروضتين:ـ  الامام عليه السلام كسب ثقة الناس ، هل كسب المجتمع ثقه الامام عليه السلام؟
 الدكتور محمد حسين الصغير الامام عليه السلام بعبقريته سبر اغوار المجتمع المتقلب الذي لا يثبت على قرار وخبر اساليب السياسة في خرق كل القيم من اجل سلامة العروش،

 
يذكر المسعودي ان المنصور قال يوما :ـ تالله ما رأيت رجلا انصح من الحجاج لبني مروان فقام المسيب ابن زهير الضبي فقال والله ما خلق الله على جديد في الارض اعز علينا من نبينا صلى الله عليه واله وسلم وقد امرتنا بقتل اولاده فأطعناك، هذا النموذج من الامتثال العشوائي لأوامر بن العباس لم تكن مهمة الامام الصادق مهمة سياسية فقط بل هي مهمه فكرية ايضا ، المهمة الاساس، الحفظ على جوهر الدين، وكان الامام ادرك ان الشيعة تحتاج الى مدرسة علمية تكفل لها الصمود امام التيارات المنحرفة، وتجعلها في منأى عن التراث عن التاثر بوفاة هذا ومجيء ذاك ،اسس مدرسةعلمية واقام ثقافة شيعية رصينة تتمثل في المعارف الجعفرية لثقته ان بقاء الشيعة رهن بما يتوافر بها من علم وثقافة،
*** 
صدى الروضتين :ـ  في كتابك تركز على ان الامام الصادق كان عبقريا في العلم ،لكننا نسال عن علميته في السياسة ؟
الدكتور محمد حسين الصغير :ـ  كان الامام عبقريا في السياسة والدلائل كثيرة ، اهمها انه كان يدرك ان ايجاد مدرسة علمية شيعية من شانها الحفاظ على الكيان الشيعي اكثر من اي قوة عسكرية ، القوة العسكرية وأن عزت ممكن ان تدمرها قوه اكبر ،اما المدرسة العلمية التي تنشر الثقافة المتعمقة تبقى مدرسة تواجه الانحرافات المذهبية والتيارات الفكرية غير الاسلامية التي بدأت منذ عصر الامام تهدد العالم الاسلامي وتهزه هزا بعد هذه القرون ينهض الشيعة بفضل مدرسة الصادق عليه السلام وحث الشيعة على توسيع المعارف في ارساء قواعد هذه المدرسة  العظيمة


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/11


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • مرجعية السيد السيستاني دام ظله والانتخابات النيابية / البينات مصدرا  (المقالات)

    • العتبة العباسية المقدسة، ومعطيات الانتماء المقدس / فعاليات مهرجان "روح النبوة" هوية فكر وانتماء  (ثقافات)

    • الدكتور عبود جود الحلي/ المثمر من التاريخ  (ثقافات)

    • المهدي المنتظر  عجل الله تعالى فرجه على ضوء ما يكتبون  (المقالات)

    • (قراءة في أصبوحة صدى الروضتين) (ورشة في فن المقالة / الدكتور إحسان التميمي)  (ثقافات)



كتابة تعليق لموضوع :  ( حوار مع كاتب وكتاب ) ( الانهيار الفكري في بنية المجتمع )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net