العتبة العباسية المقدسة، ومعطيات الانتماء المقدس / فعاليات مهرجان "روح النبوة" هوية فكر وانتماء
علي حسين الخباز
علي حسين الخباز
يعبر الواقع الفكري والثقافي للعتبة العباسية المقدسة عن جوهر الانتماء لفكر أهل البيت عليهم السلام، وهذا سر التفاعل مع كل مناسبة من مناسبات أهل البيت عليهم السلام، وإقامة المهرجانات الاحتفالية التي لها أكثر من معنى.
مهرجان روح النبوة الثقافي النسوي العالمي والذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة في كل سنة بمناسبة ولادة الزهراء عليها السلام، تجسد الولاء الحقيقي لهذا الرمز الفاطمي المبارك، والسعي لمعرفة شخصية الزهراء سيدة نساء العالمين ومعرفة أسرار تكوينها الرباني، وغرس هذه السمات الروحية في المجتمع، كون هذه المهرجانات ثقافية فكرية، تطرح فيها بحوث ودراسات عن السيرة الجليلة، وبرعاية مباشرة من قبل المتولي الشرعي للعتبة العباسية "سماحة السيد أحمد الصافي" دام ظله.
وأشار في كلمته الترحيبية إلى مقامات الزهراء عليها السلام، ليبين هذه العلاقة الروحية بين العتبة المقدسة والزهراء عليها السلام، معرفة الرمز الفاطمي يبعث على التماسك الحقيقي ويرسخ المفهوم المعرفي لروح الانتماء، ويكون قوة داعمة لبناء الإنسان القادر على مواجهة كل قيم الانحراف الموجهة لتفتيت الهوية.
يصب سعي العتبة في ترصين الوعي وتحصين الفكر الإنساني، وقراءة بعض أسرار هذه الشخصية التي يعبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنها بأنها (أم أبيها) وهو تعبير مختزل لكنه عميق، كيف تكون البنت التي من صلب الرجل هي الأم.
ركيزة هذا الوعي هو فهم مقام الزهراء (ليرضى الله لرضاها ويغضب الله سبحانه تعالى لغضبها) هذه موازين حق تنطوي على مكنون خاص تميزت به سيدة النساء "الزهراء سلام الله عليها".
لو نظرنا إلى هذه المهرجانات باعتبارها مهرجانات إعلامية فلا يمكن للخطاب الإعلامي أن يكون مؤثرا دون الارتكاز على رؤية معرفية لتكوين الرمز الفاصل والإيمان بدور الزهراء عليها السلام، ودراسة المواقف التي حققتها، وهي تمر بظرف خاص لا يقوى عليه إلا الزهراء عليها صلوات الله وسلامه.
بمعنى أن العتبة المقدسة تدرك أبعاد إقامة المهرجان الاحتفالي بمولدها المبارك، وفهم القوى المؤثرة في شخصيتها، لأن هذا الإدراك له عدة مهام، منها زيادة تأثيرية لمنصات الوسائط الالكترونية التفاعلية، والتي لبعضها منحى سياسي يؤازر القوى السياسية التي غيرت مسار الدين ليحقق عنها وطأة المسؤولية عن الرموز التي واجهتها الزهراء عليها السلام، مرت بعد وفاة أبيها وأعطتنا درسا خاصا في ثقافة الشكر، وبينت علاقة النبي بالإمام علي عليهما صلوات الله، أرادت السقيفة وقادتها تنميط الفكر الديني، وتسطيح مفهوم الدين, بينما الزهراء عليها السلام سعت في خطبتها لاستنهاض وعي الأمة، وعي المخاطب، وعي المسلمين الأنصار والمهاجرين.
وفي حساب الوعي هي انتصرت لأنها غرست اليقظة وحققت الصحوة في الأمة وحققت ما أرادت الزهراء عليها السلام، والدليل هذه المهرجانات والمؤتمرات العلمية وتحقيق ثقافة الولاء لأهل البيت عليهم السلام، مشروع العتبة المقدسة له عدة مهام منها إحياء الموقف الفاطمي الشجاع وترصين الوعي العام، وخلق الامتداد الروحي، أرادت اسقاط الشرعية عن خلفاء السقيفة، ولولا هذه المعارضة لكان التمادي أخذ عمق انحراف أكبر، لذلك نجد اليوم الإعلام يريد أن يمرر انتفاضة فدك على أنها مادية، وانتصار الزهراء عليها السلام كان انتصارا معنويا، وكلما يؤذن المؤذن نعرف طعم انتصارها وانتصار أئمة أهل البيت عليهم السلام الذي بدأ بموقف سيدة نساء العالمين مولاتنا الزهراء سلام الله عليها إلى يوم الدين.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat