صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

( محاورة مع شاعرة الإمام الرضا عليه السلام الشاعرة وفاء الطويل ....تاروت ) 15
علي حسين الخباز

 حين يعتمر الشوق قلب شاعر ، يحمل الحزن فرسا جموحا ، ويقتحم الصورة الشعرية والصوت ومعناه على ظل بيت ،

الحزن هو ثمار النضج في زمن يطل على النخيل  ، ويعشق المطر، بعد حزن عاشوراء  لا شيء  يقال ، وهناك من يدرك البهجة في الحزن يقظة وقصيدة ،فهل يا ترى يفيض حزن القصيدة على عوالم شاعر لتبدأ عنده  القصيدة بالسلام،

** 
:ـ سؤال حساس يستدعي التأمل العميق في ماهية الشعر، وفي العلاقة بين "الحزن" و"القصيدة" و"البيت الشعري" باعتباره وحدة النبض المتوهج في جسد النص.

القصيدة في أصلها بناء لغوي وهي كيان حي، يتنفس من رئة الشاعر، وينطق بمشاعره.
والحزن جوهر من جواهر العاطفة التي يخلق الشعر منها.
إن القصيدة الحزينة تمثل كنه وجود الشاعر، مشاعر الشاعر سواء كانت حزن أو فرح هي طيف يسكن المفردة، وينساب في الإيقاع، ليترجم الشعور.
و"البيت الشعري" قلب القصيدة ونبضها، لذلك حين يحتضن الحزن يتحول من هيكل لغوي إلى كيان، يصبح البيت مرآة لمكابدات الشاعر
كيان يتجاوز وزنه العروضي، نجده مثقلا بإشارات تتجاوز ظاهره
هنا... يفيض الحزن من البيت إلى ما وراء حدوده، للنص، للقارئ، للذاكرة، لذلك نجد أن هناك قصائد خالدة.
الحزن الحقيقي يخترق كل الحدود يجعل النصّ كلّه ينصهر من الوجع، هو لغة ناطقة، ومن ثم فالقصيدة الحزينة هي تجلٍ لأرقى المشاعر الإنسانية، وتجسيد لجمر مستتر بين طيات اللغة.

"تسبيحة الحزن"

كُلَّمَا طَافَت عَلَى طَيْفِ الخَيَالِ
كَبِدٌ سُمَّتْ.. بَكَتْ عَيْنُ المَوَالِي

تَمْخَضُ الرُّوحُ أيَا زَهْرَاءُ هَـٰذِي
مُهْجَةُ المَسْمُومِ فُتَّتْ بِاعْتلِالِ

هَا هُنَا تَسْبِيحَةُ الإسْلامِ تَنْعَى
وَهُنَا طَيْبَةُ حَيْرَى بِالسُّؤَالِ 
☆☆☆☆☆
غَدَرُوا بِالمُجْتَبَى يَا وَيحَ قَلْبِي 
إِنَّ مِنْ هَولِ البَلَا قَدْ طَارَ لُبِّي 
 
وَبِسُمٍّ قَدْ قَضَى فَالرُّوحُ ثَكْلَى 
يَا جُفُونِي لِمُصَابِ السَّبْطِ صُبِّي 
 
يَا رِياحَ الحُزْنِ فِي لَيلِ المَآسِي 
حَيثُمَا كَانَ عَزَا الطَّاهِرِ هُبُّي 
☆☆☆☆☆
إِنَّهُ الثِّقْلُ وَعِدْلٌ لِلكَتَابِ
قَبَسُ النُّورِ وَمِيزَانُ الصَّوَابِ

فَاطِمِيٌّ أَحْمَدِيٌّ هَاشِمِيٌّ
مُضَرِيٌّ عَلَوِّيٌ وَتُرَابِي

دُونَهُ الكَونُ خَوَاءٌ لَيتَ شِعْرِي
أيُّ شَيءٍ يَجْبُرُ اليَومَ مُصَابِي

☆☆☆☆☆
يَا جُرُوحَ الرُّوحِ نُوحِي بِشُجُونِ
وَالطُمِي الخَدَّ عَلَى القَلبِ الحَنُونِ

وَاسْكُبِي الوَجْدَ بِأَحْدَاقِ اللَّيَالِي
فَكَرِيمُ الآلِ فِي كَفِّ المَنُونِ

قَبْرُهُ المَهْدُومُ حَتَّى اليَومَ يَشْكُو
وَجَعَ الوَحْشَةِ فِي الدَّهْرِ الخَؤُونِ
☆☆☆☆☆ 
بُؤْتِ بِالخُسْرَانِ يَا جَعْدَةُ بُؤْتِ 
أَوَ بِالمَالِ وَبِالوَعْدِ وَثِقْتِ 
 
خَلْفَ إِبْلِيسِكِ بِالشَّرِّ اسْتَتَرْتِ 
فِي شِرَاكِ النَّارِ بِالجُرْمِ وَقَعْتِ 
 
وَلَقَدْ زَادَتْ دَيَاجِيكِ اسْوِدَادًا  
فَاخْلُدِي فِي دَرَكٍ مِنْهُ خُلقْتِ


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/07/30



كتابة تعليق لموضوع : ( محاورة مع شاعرة الإمام الرضا عليه السلام الشاعرة وفاء الطويل ....تاروت ) 15
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net