ما الذي اصاب هؤلاء الذين يملأون أروقة البرلمان والقصور الرئاسية وهم يستمتعون بسن وتنفيذ قوانين تستنزف مقدرات هذا الشعب؟
ما الذي دهاهم وهم يبذلون قصارى جهدهم لأرضاء الخصوم؟
ما الذي جرى ليدعى (الجولاني) لتناول الملح والزاد في بغداد، حتى صار يلقب (بالسيد الجولاني)!؟
مالذي أصاب هذه الطبقة السياسية حتى نست أو تناست دماء الشهداء فجعلتها مجرد شعارات تستثمرها وقت الممارسة الديمقراطية؟
هذه السلطات لا هم لها سوى جباية الأموال، وممارسة سياسة استجداء رضا كل مجرم وقاتل وحاقد وطائفي مقيت، وعدم الثقة بمصادر القوة الحقيقية؟
لا شيء يدفعهم لقتلنا سوى المغانم وحب البقاء وإن كان بلا كرامة.. حتى وإن كان على حساب حياة اولئك المنتظرين لحكومة تعوضهم خسائر عقود من الزمن.
ما رأينا منكم خيرا ايها المتنعمون بخيرنا.. وانقطع الرجاء..
لا خير فيكم ولا أمل بصلاحكم فقد كنتم أسوأ خلف لأسوأ طاغية..
ستنقضي أعماركم وسط سطوة شركات الاستثمار عبيدا لا عتق لرقابكم.. وستنقضي في تمجيد المنتفعين منكم، ولعنة المظلومين تحت سطوة حكمكم..
يوما بعد يوم تتضح الصورة وتنكشف السحب عن حقيقتكم فأنتم العبيد للأجندات الخارجية وللشهوات، ولعشق المناصب، وأنتم العاجزون عن تعويض هذا الشعب لما فقده من حرية، وأمن، ورخاء.. وشعور بأنه ينبغي أن يعيش بكرامة..
لقد سلبتم منه استحقاقه في هذا العيش، واصبحتم السبب الأول في ضياع أمله بحياة مستقرة..
أكملتم بنجاح مسيرة البعث، وحققتم أهدافه وإن لم يكن العفالقة معكم..
بعتم البلد للمستثمرين، ومننتم عليه بقروض مصارفكم الربوية، واستحللتم دراهمه بجباية ظالمة وغرامات قاصمة لظهره، ولم تظهروا له احتراما يليق به في جميع مفاصل دولتكم.. فتعسا لكم..
ما زلت أتذكر كلمة قالتها مرجعيتنا العليا الرشيدة في إحدى خطب الجمعة: "إنّ انشغال الطبقة السياسيّة بالنزاعات والتجاذبات والاختلافات على المواقع والمناصب، أدخل البلد في دوّامةٍ من عدم الاستقرار والتخلّف عن بقيّة الشعوب وإهدار الطاقات والتأزّم النفسيّ للمواطن، إضافةً الى ضياع فرص تقديم الخدمات للمواطنين وتوفير فرص العمل والتطوّر له ".
غدا ستقترب الانتخابات من موعدها و سنشهد ذلك الحراك البائس للمرشحين في أروقة الفقر والبؤس، غدا سنشهد سماع تلك الوعود الكاذبة ونحن نعلم جيدا أن آخر شيء ستفعله أحزابكم في حياتها هو خدمة الفقراء كما ينبغي لكي لا تحترق الورقة الرابحة في الانتخابات..
عموما.. أنتم نسخ مكررة عن أسلافكم ولا نرجو منكم خيرا، وعند الله تجتمع الخصوم.
حسين فرحان
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat