صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه وما يبحثون
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  
لامتلاك القدرة لمعرفة حقيقة المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، لا بد أولا أن تضبط الغاية التي تبحث من أجلها، هل السعي هو لطلب الحقيقة، أم لبحث جامعي، بمعنى لمكسب، لأن أغلب هذه الأكاديميات تحتاج إلى من يرشدها إلى سبيل الهداية، وما دامت الجامعة مرتبطة بالدولة وسياسة الحزب الحاكم، يكون السعي ارتزاقي لنيل شهادة التخرج ولنسأل: 
ـ ما هي مرتكزات المصادر التي يعتمد عليها في بحث مؤسساتي؟ 
 لا بد التقييد بمصادر علماء الجمهور أما الكتب الأخرى المعتبرة فلا قيمة لها عندهم، يقول أحد الباحثين أنا تركت البحث عن المهدي صاحب السرداب وولادته المزعومة وغيبته وغيبياته وما ورد من أوصافه ومواقفه الكثيرة والتي لو جمعتها لاحتجت إلى رسائل، ولا يمكن أن التفت إليها لأن لا وقت لدي. 
 عن أي مهدي هو يبحث، وهو ناكر لوجوده قبل أن يبحث عنه؟ 
وتحامل على جميع الكتب التي ذكرت المهدي وحقيقة وجوده، إن كان من كتب الشيعة أومن كتب الجمهور، شن هجوما واسعا على كتاب ينابيع المودة وهو للحافظ بن سليمان القندوزي الحنفي، كتاب البرهان في علامات مهدي آخر الزمان لعلي بن جسام الدين المتقي الهندي، طفر فيما طفر كتاب البيان من أخبار صاحب الزمان محمد بن يوسف الشافعي، وكتاب تحديث النظر في أخبار الإمام المنتظر لمحمد بن عبد العزيز بن مانع من علماء نجد، كيف استطاع أن يحذف عشرات الكتب والمصادر أغلبها لعلماء أهل الجمهور؟  
كتاب القندوزي وحده يحمل مكتبة بأسماء تلك الكتب ومؤلفيها، عدد ضخم 183 مؤلف في مصدر واحد، ويرى أنها لا تدخل ضمن محاور البحث العلمي الجاد، ترك موضوع المهدي عند الشيعة وذهب إلى أن العلوم السرية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ولأهل البيت عليهم السلام هي بدع من بدع الشيعة، واعتبر أن تلك الغيبيات تروى بأسانيد مكذوبة، حذف علوم أهل البيت ومن يكتب لأئمة أهل البيت سلام الله عليهم، وأغلب علماء الجمهور، لمجرد أن قلبه لا يرتاح لهذا المعنى واعتبر الحديث مكذوبا 
 لأن قلبه لا يرتاح لهذه الأحاديث المروية عن النبي باعتباره يشعر بها بأنها مزورة عن قصد وعمد. 
 لنقرا ما هو الحديث الذي قلب الباحث الدنيا صريخا من أجله، حديث شريف يقول (لن تهلك أمة أنا أولها وعيسى بن مريم آخرها والمهدي في وسطها) هذا الحديث موجود عند الترمذي والنسائي وأحمد وموجود عند السيوطي في الجامع الصغير وبحثنا عن الحديث متجاوزين من ذكرهم، 
مثل أحمد بن محمد الدمشقي عن النبي ذكر المهدي في الوسط وقال المناوي عن هذا الحديث أراد النبي صلى الله عليه وآله الوسط أنه سيصلي المهدي وسيصلي المسيح خلف المهدي ويقول صلى الله عليه وآله وسلم (منا الذي يصلي عيسى خلفه) وهناك نصوص مروية عن أبي هريرة عن أبي سعيد الخدري وذكر الحديث عن عبد الله بن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، لن تهلك أمة أنا أولها وعيسى بن مريم في آخرها والمهدي في وسطها، ورد الحديث مسندا في مسند أحمد عن أبي الشـيخ في " عواليه " وأبي نُعيم في " مناقب المهديّ "، والشافعي وابن المغازي والديلمي في فردوس الأخبار وابن عساكر وفوائد السبطين والصواعق المحرقة، وأما مفهوم الوسطية لا تعني فترة زمنية بين ظهور الإمام المهدي وبين نزول عيسى عليه السلام. 
 الإمام يظهر أولا ثم ينزل المسيح عليه السلام ويصلي خلف المهدي عجل الله تعالى فرجه، وأغلب المصادر التي نكرها هي مثبتة وثابتة وليس من العلمية تجاوزها أو الشك في عقيدة من أعتقد في صحة الحديث، أي كتاب أعتقد بصحة الحديث هو عند هذا الباحث الأكاديمي كذب واسانيد موضوعة والدليل قول بن تيمية الذي يعتبرها من المكذوبات، أين البحث عن الحقائق والباحث يسأل هل الفكرة لها أصل أم لا؟ 
ويسألني ما هو الحد والحديث مترامي الأطراف؟  
هو يتحدث بحرية وكأن علماء أهل الجمهور لا يؤمنون تماما بالمهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه المنقذ الموعود أساسا، وهذه تعد قمة الإجحاف وأما من عمل لاستغلال هذه الفكرة فهم لا يحملون الموضوع أي مسؤولية بل يذهب بهم المنصف إلى زاوية أخرى، خصص باب المنكرون لفكرة المهدي، ويذهب في هذا الباب إلى اختلاق عدة أمور غير دقيقة، المشكلة حين يذكر الباحث المغوار أنه اعتمد في هذه الدراسة على صحابي واحد أي أنه اعتمد على مصدر واحد، القصد الواضح في هذا الجهد الأكاديمي هو إنكار فكرة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ولهذا ترك الموضوع جانبا وانحاز إلى مدرسة واحدة بعينها ليضعف لنا الحديث، وكتب في مقدمة البحث أني اعتمدت على مصادر علماء الجمهور حتى ضعيفها والارتكاز العلمي على الروايات التي تكذب كل ما ورد في الفكرة.
ويرى أن معظم المؤيدين تجاوزوا على الحقيقة، فالحديث حسب رأيه لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يجوز جعل نسبتها إليه، حكم متعسف وقطعي وكأن الكاتب نصب نفسه حاكما على التأريخ، هو من يمنح المنع والجواز، يعلمنا ما يصح وما لا يصح بحكم قطعي دون أن يترك لنا شيئا. 
علينا أن نقرأ

ما يؤمن وأن نقر بما يؤمن، والحقيقة بعيدة عن فعله التحقيقي، فالكتابة عن المهدي المنتظر عليه السلام لا يمكن أن تنجح دون الإيمان به وبدوره وبالاحاديث النبوية المسندة للنبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، ولا بد أيضا أن يمثل الباحث الإنصاف وليس من حقه إعطاء الجزم بالحكم القاطع الذي يغبن الراي الاخر والأهم ألا يحول الموضوع المهدوي إلى موضوع سياسي وتسييس قضية المهدي واردة في هذا المسعى الأكاديمي


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/05/05



كتابة تعليق لموضوع : المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه وما يبحثون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net