بالنسبة للمسلمين كيف ينظرون للعلاقة مع امريكا ؟ هذا السؤال حسب الارضية التي تبنى عليها العلاقة ، هنالك حكام مسلمين عملاء لا يعنيهم مصلحة بلدهم او المنطقة بقدر ما يعنيهم الكرس ، هنالك دول موقعهم الجغرافي يخدم مصالح امريكا ، هنالك دول فيها من الخيرات الكثيرة ، امريكا كونت لنفسها اعداء سواء على المستوى الايديولوجي ،او الاقتصادي ، او العسكري ،وهذا يجعلها كسب اكبر عدد من الحكام العملاء لها ولا تتوانى في احداث جرائم وارهاب بواسطة الـ سي أي ايه والتاريخ يشهد عليهم بالكثير .
من خلال قراءة الوضع في المنطقة العربية نجد ان الشيعة سواء كانوا حكومة او شخصيات مؤثرة محل قلق كبير لهم والسبب ان الثقة مفقودة بالبيت الابيض ولا يمكن الركون اليهم ، فلماذا لا تقطع العلاقة وكل يذهب الى حال سبيله ؟ هذا لا يخدم امريكا لانها دولة متجبرة وارهابية بامتياز ،
وعن تاريخ التواصل الامريكي الشيعي ومن خلال قراءتي للكتب التي تطرقت لهذه الجنبة التاريخية وجدت عدة مواقف تستحق ان نذكرها منها على سبيل المثال :
ايام التسلط العفلقي على العراق وتأزم العلاقة بينهم وبين السيد محسن الحكيم ذكرت المصادر او من عاش تلك الفترة ان السيد مهدي الحكيم كان قد وصله عرض من الأمريكان حول استعداد أمريكا لمساعدتهم من أجل تسنم الحكم في العراق في مقابل البعثيين. وقد نقل السيد مهدي الحكيم ذلك إلى السيد الصدر بهدف إطلاعه على ما يجري، فأجابه قائلا: وأي حكم هذا؟! إسلام أمريكي ؟!).
كما وذكر الشيخ حسين الكوراني في لقاء المنار معه انه "كان السيد مهدي الحكيم الله سباقاً إلى الاتصال مع الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين من أجل إقامة حكم معهم، وقال يقول لحزب الدعوة: «إذا نجحت فالنجاح لكم، وإذا فشلت فالفشل علي " ، لاحظوا كلمة سباقا ، اعتقد ان هذا التواصل هو الذي قام الامريكان بنقله للعفالقة وعلى ضوئه اتهموا السيد مهدي الحكيم بالتجسس لغرض الانقلاب .
ومن اساليب امريكا الخبيثة فقد زار السفير الأمريكي في بغداد السيد محسن الحكيم الذي فوجئ به في بيته بمعية جمع من كبار مسؤولي السفارة.
وفي هذا اللقاء وجه السفير الأمريكي سؤاله إلى السيد الحكيم الله قائلاً: «ماذا تريدون من الحكومة القائمة؟ ولم تعارضونها ؟ ثم أطال السفير في الحديث عن النظام القائم وأراد الخروج بنتيجة يقنع بها السيد الحكيم ، فقال: «هذا الوضع هو أفضل صورة للوضع السياسي في العراق.
وكان السيد الحكيم له ملتزماً الصمت إلا أنه عمد إلى رسالته العملية (منهاج الصالحين) وسلمها إلى السفير الأمريكي قائلا: «هذا ما نريد.....
وقد تصور المبعوث الأمريكي أنه وجد ضالته، إلا أن بعض مرافقيه قال له بعد خروج الوفد: إن هذه رسالة فقهية.. والمقصود منها المطالبة بتطبيق أحكام الإسلام).
هذا يعني ان امريكا وضعت في حساباتها ان الشيعة لا يحق لهم ان يحكموا .
وفي مذكرات الشيخ محمد مهدي الاصفي ذكر راي للشيخ محمد مهدي شمس الدين بانه يرغب ويجوز ومن الافضل بناء علاقات مع امريكا واوربا وشرح رايه مستدلا ببعض محطات الائمة عليهم السلام ، الا ان الشيخ الاصفي رد عليه ردا عنيفا رافضا أي تعامل مع امريكا لانها بلد ليست لها مصداقية اطلاقا وانها لا تدفع الا لتاخذ وما تريده هو نسف مبادئ الاسلام وعلاقات مع الكيان الصهيوني .
اعتقد وفي نفس الفترة ذكر مختار الاسدي في كتابه الصندوق الاسود ان الدكتور علي العضاض ممثل رئيس المجلس الاعلى في اوربا وامريكا كان يشجع على ان تكون هنالك علاقة مع امريكا لغرض ان تتماشى امور المجلس وقد رد عليه مختار الاسدي بقصة الاسد والشقاوة لا يليق ذكرها .
طبعا هذا الموقف من امريكا هو بسبب مقولة السيد الخميني ان امريكا الشيطان الاكبر لذا اصبح التعامل معها خط احمر وهنا ما فتأت امريكا من عمل الدسائس والفتن في ايران
ناصر قنديل الاعلامي اللبناني ذكر انه سنة 2008 عرضت امريكا على ايران ان تمنحها كل ما تريد من رفع حصار ومساعدات مالية وفسح المجال لكل التعاقدات مع الشركات وحتى تصنيع الاسلحة مقابل عدم معاداة الكيان الصهيوني ، نقل العرض الشيخ رفسنجاني للسيد الخامنئي فاجابه السيد هذا العرض الامريكي بسبب قوتنا ام لنواياه الحسنة ، اجابه الشيخ مؤكدا لقوتنا ، فقال كلما زدنا قوة ستزداد عروضهم .ورفض العرض ، واخر مرة رفض السيد الخامنئي استلام رسالة ترامب التي جاء بها مسؤول ياباني
ذكرت الاخبار ان امريكا عرضت امتيازات لليمن من حيث رفع حصار ودعم اقتصادي واعتراف دولي ورفع اسم انصار الله من قائمة الارهابيين وجاء الرفض اليمني لهذا العرض .
وحتى قامت امريكا بالتواصل مع شيعة لبنان بان يسلموهم الحكم في لبنان على ان يوقعوا على ضمانة عدم الاعتداء على الكيان رفض الشيعة لاجل بقية اطياف الشعب اللبناني وعدم الثقة اطلاقا بالكيان الصهيوني .
واخيرا موقف المرجعية العليا في النجف التي رفضت رفضا قاطعا اللقاء بالحاكم القذر بريمر بعد عدة وساطات وهذا يؤكد ان امريكا ليست دولة ذات مصداقية ، وفي نفس الوقت امريكا لا تترك كل من لا يعترف بالكيان الصهيوني ، ودائما تكون اوراق امريكا في المنطقة عملائها ضعاف النفوس خصوص حكام بعض العرب .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat