لقاء بل حوار، بل ضيافة هوية، مجلة صدى الروضتين اعلام العتبة العباسية المقدسة في زيارة الكاتب والمؤرخ سعيد رشيد ابو زميزم، وابو زميزم تعني صاحب الابل الكثيرة، وجدناه قلبا ينبض تاريخا كربلائي الهوية وعشقا حسيني السمات ، حين تولد في بيت فيه مكتبة من المؤكد ان العلاقة ستكبر بينكما بكل مودة والفة( كان ابي رحمه الله يرى مستقبلي عبارة عن مكتبة كبيرة ، ورثت منه حب كربلاء ومحبة الناس والضمير الحي ومكتبة عامرة، نبوءة ابي تمخضت عن (110) كتاب طبع منه خمسين كتابا وترجمت الى لغات الاوردو والفارسية والإنجليزية)، للعمق الكربلائي قدرة تجاوز الأزمنة والأمكنة بمعنى ان كربلاء هي التي توثق التاريخ اختر زمانك فيها وكل مكان هي فيه كربلاء،
قصاصات الجرائد اعمدة للمستشرقين والعلماء والخطباء الغربيين صارت كتابا اعشقه ( الامام الحسين شاغل الدنيا) طبع في بيروت وصدى الروضتين لا تبحث عن اسم ومواليد ولقب وكنية ونسب تبحث عن السيرة الفاعلة فكرا وابداعا ، تأليف عشرين كتابا عن الحسين عليه السلام وخمسة مؤلفات عن زينب سلام الله عليها، الحسين في الشعر المسيحي واليهودي والصابئ هذه هي السيرة الحقيقية للسعي الانساني كتاب( نساء حول الحسين) و(رجال حول الحسين) وكتاب (نساء حضرن واقعة الطف) اربعون امرأة حضرن الطف،( بحثت في مرقد شريفة بنت الحسن وادركت حقيقة نسبها هي ابنة الحسن عليه السلام) نريد ان نكتب شيئا يختلف عن السيرة الذاتية ، نكتب عن الرؤية ومصادر تاريخية لها صداها جعلتنا وكأننا نبحث عن كنز ، كتاب ال ابي طالب رموز الشهادة بدئنا بجعفر الطيار ،علي بن ابي طالب ،الحسن والحسين عليهم السلام ، ان تجلس امام مؤرخ بحجم سعيد ابو زميزم تدرك معنى ان يكون الانسان كربلائيا ،حياته هوية والتاريخ معناه،( طبعت في بيروت كتاب دول الشيعة، ثورات الشيعة عبر التاريخ والذي تمخض عن تهديد اربك حياتي وعرضني لحملات ابتزاز تنوعت الكتب بالأساليب كي لا يكون التاريخ متحفا ميتا، بل نافذة تطل على مستقبل امة، رؤية شاملة لتجربة ثرية، ومضات فكرية تعرف لنا الكثير من الاثر الكربلائي التاريخي والمعاصر، كربلاء تعود الى العهد البابلي ارض مقدسة فيها عدد من المعابد وهذا دليل على قدسيتها ، كور بابل/ حرم الاله/ و اسماء عبرية، نبوخذ نصر ازاح اليهود على اطراف بابل فانتشرت اللغة الآرامية وكربلاء لها عشره اسماء تقريبا، كانت ممرا يمر الى سوريا وكانت دليل القوافل التجارية قبل الاسلام وقبل المسيح ، رؤية تاريخية تروي (الطار) كان بحرا يصب فيه نهر الفرات العظيم ، يرتبط بهور ابو دبس النجف هور الديوانية هور الناصرية، شط العرب قوافل من الهند تحمل الاحجار الكريمة وتأتي الى كربلاء الدليل انهم وجدوا هياكل حيتان وهذا الامر يدل على صحة وجود البحر
شباب صدى الروضتين ، تأثروا كثيرا بتلك الومضات وعشقوها وتفاعلوا معها وكانه يحدثهم عن سيرة حياته حين يحدثهم عن كربلاء، نهر العلقمي طمر عدة مرات وأعيد لها الحياة على يد عضد الدولة البويهي وعلى صدقة ابن مزيد الاسدي ومحمود غازان في القرن السابع ، القنطرة البيضاء هناك من قصر عمرها قصدا او جهلا على اساس ان سليمان القانوني حفر النهر سنة 940 هـ ، القنطرة موجودة قبل سليمان القانوني صلى عندها الامام علي بن ابي طالب عليه السلام سنه 35 هـ،
ركائز اساسية في تاريخ الباحث والمؤرخ سعيد ابو زميزم ، حين تناثرت أسئلة الشباب وكانت الأجوبة ومضات رائعة
(مرقد عون بن عبد الله)
مرقد عون بن جعفر بن عبد الله الطيار ابن زينب عليها السلام كان لعبد الله عون الاصغر وعون الاكبر عون الاكبر هو ابن زينب عليها السلام بعثه الحسين الى المسيب ابن نجبة يدعوه و عشيرته الى نصرة الحسين عليه السلام تصدت له سرية من قوم بني امية قتلته، دفن في مرقده، استأذن حبيب بن مظاهر الاسدي ليسمح له بالذهاب الى بني اسد ودعوتهم للنصرة واخذ معه عون الصغير واجتمع مع العشيرة، تطوع تسعون مقاتلا حاصرهم الجيش اثر وشاية فقتلوه ودفن مع الشهداء، والمؤرخ عبد الرزاق الحسني يقول قمت بالتحقيق حول نسب عون اتصلت بكبار العلماء بعد بحث كبير اكتشفت انه فعلا مرقد عون ابن جعفر بن عبد الله وعون هو ابن زينب عليه السلام،
رحلتنا مع كربلاء الثقافة طريق القراءة والنور برغم الزمن المر والحصار السلطوي وخنق الصوت كنا قراء جيدين ،(اليوم الانفتاح اثر على الحراك الادبي هذه وجهة نظري ليس كل ما ينشر في الفيس بوك صحيح معلومات كثيرة غير دقيقة، الناس شغلتهم الحياة وطلب المعيشة ومع هذا الامل يبقى كبيرا باتباعه للبيت عليهم السلام،)
نرسم ابعاد التجربة بالأثر المكاني،
( البذرة الاولى)
البيت ومكانة اب يشتري لطفله دفترا وقلم ويقول له اكتب تاريخ كربلاء وانا اعلمك ما تريد، انتج مسعاه زهوا يرفع الراس، والجد احد خدمة العباس عليه السلام ، يتفرغ لحفيده ليجيب عن كل اسئلته والأخوة رحم الله من مات منهم وحفظ من بقى يتبادلون الكتب افاق روحية تستنطق المكان
***
(الصحن)
من بنى منائر صحن الحسين؟
هو احمد بن حسن الجلائري عام 765هـ ومنارة العبد بناها مرجان الدين العبد احد ولاة الجلائرين سنة 735 هـ،
لماذا هدمت المنارة ؟
يشاع انها هدمت لميلان فيها ، والحقيقة وجدت الاوقاف ان جميع املاك مرجان الدين في بغداد هي وقف للحسين عليه السلام فشكلوا لجنة لتهديم المنارة سبيلا لمصادرة املاكه
استطاعت الومضات ان تشد انتباه الشباب وتقدمهم الى دائرة المكان وقدسية المشاعر، وكل معلومة لها دلالة قبر الحسين عليه السلام ليس احجار وتراب بل هي قلوب
***
( السرداب)
سلالم تؤدي الى قبر الحسين عليه السلام اغلقت عام 1954 م
عمق القبر سبعة امتار تحت الارض وبني في العهد الجلائري
لماذا اغلق السرداب؟
فيضان كبير تعرضت له بغداد، ملك فيصل الثاني ارسل مهندسين اكتشفوا بحيره الرزازة لتكون منفذا لهذا الفيضان ،كانت عبارة عن واحة صغيرة فتحوا ثغرة على الرزازة، بعد فترة زمنية معينة امتلأ البيوت الكربلائية بالماء، استثمر سادن صحن الحسين وجود المهندسين ففحص التربة وجدوا رطوبة، لذلك اغلق السرداب الى اليوم
(شهداء واقعه الطف)
اجمل ما في واقعة الطف الحسيني انها تتنامى فكريا وتصل الى ذروة العطاء كونها ترفض الجمود 1440 سنة و قضايا كثيرة الى اليوم هي بحاجة الى تأمين وتعمق وقراءات جديدة لان بعد استشهاد الواقعة، عاثت الانظمة ظلما وجورا ،اعلنت حقدها على الحسين ونهضته المباركة بدء من العهد الاموي ،العهد العباسي، السلجوقي، المغولي، العهد العثماني، الصدامي، وهذا الامر يحتاج الى مضاعفة الجهود، والبحث الدائم مثلا عدد الشهداء المعلن اعلاميا 72 شهيدا ، لو نتأمل في هذا المبحث سنجد العدد الحقيقي حسب قول الامام الباقر عليه السلام 145 شهيدا ،كانت مسيرة الحسين الى كربلاء عبر اربعة وثلاثين موقعا، وكل موقع يزداد العدد وهؤلاء ينقسمون الى عدة اقسام معنوية منهم من قاده طمعه للسلطة ومنهم من هو مؤمن ايمان حقيقي بانه مع الحسين عليه السلام باي حال يكون ، حين وردت اخبار الفرزدق تململ القوم وكلما تتوضح الصورة يقل العدد وصل الى كربلاء معه ستمائة شخص فقط، وليلة العاشر عندما اعطاهم الحسين عليه السلام الحل من البيعة بقي مع الامام الحسين 72 مقاتلا اضافة الى 32 مقاتل كانوا في صفوف ابن سعد انقلبوا على ذواتهم والتحقوا بالحسين عليه السلام ومجموعه مقاتلين التحقوا من البصرة جماعة العبدي والتحق الحر واخيه والتحق الهفهاف الراسبي اخر شهداء واقعة الطف ومن اصحاب الحسين 28 صحابيا سمعوا حديث كربلاء من النبي صلى الله عليه واله وسلم وطلب منهم نصرة الحسين سلام الله عليه
**
(النبوءة)
على المؤرخ ان لا يكتفي بقراءة الماضي بل عليه ان يرى الغد وقراءة المستقبل، والقراءة الواعية كانت حاضرة في نبوءة زينب عليها السلام، لتريهم كربلاء على حقيقتها ،مستقبلها فقد زودت التاريخ بمعرفة لا يمتلكها العقل البشري حينها ، ولو وعى المجتمع تلك الكلمات الزينية وهي تخاطب السجاد عليه السلام (لا يجزعنك ما ترى فو الله ان ذلك لعهد من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم الى جدك وابيك وعمك ولقد اخذ الله ميثاق ناس من هذه الامة لا تعرفهم فراعنة هذه الارض وهم معروفون من اهل السماوات انهم يجمعون هذه الاعضاء المتفرقة فيوارونها وهذه الجسوم المضرجة وينصبون لهذا الطف علما لقبر ابيك سيد الشهداء عليه السلام لا يدرس اثره ولا يعفو رسمه على كرور الليالي والايام وليجتهدن ائمة الكفر واشياع الضلالة في محوه وتطميسه فلا يزداد اثره الا ظهورا وامره الا علوا
***
وأما نحن فكان لنا في هذا القول حسن الختام ..مع السلامة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat