(قراءة في خطبة الجمعة لسماحة السيد أحمد الصافي) (7 رجب 1440 هـ الموافق 15/ 3/ 2019)
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز

تعمل خطب الجمعة على توظيف الرؤى الفكرية والمضامين الشعورية المؤثرة عبر اقتباسات وتناصات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة والبحث عن مكنون الرموز التاريخية اليافعة، من أئمة أهل البيت عليهم السلام واصحاب الرسالة، يكون اختيار الرمز أولا للاحتفاء به ثم الكشف عن البنى الكامنة وراء تلك الشخصية، وتحليل المواقف والرؤى والانعكاسات الحية والمؤثرة من أجل خلق وعي إنساني قويم.
نجد أن سماحة السيد أحمد الصافي بدأ الخطاب بالتهنئة، وهذه التهنئة لها مضمون فكري واجتماعي معبر عن وحدة الانتماء الإنساني والروحي لما يمتلك الرمز العلوي المقدس من تجليات وجوده المبارك عبر التأريخ وبما تعكس هذه الشخصية من تصورات ومعان ومعتقدات ارتبطت بهذه التهنئة كونها وافق تاريخها تاريخ الولادة الميمونة، يبدأ منها التعريف بمميزات الشخصية، وليد الكعبة المشرفة، شخصية استثنائية وما تركه من تراث وسيرة حياة مقدسة جديرة بالمراجعة، والتأمل في صفحاتها المشرقة.
استوقفتني جملة يانعة قالها سماحة السيد أحمد الصافي في الخطاب (سنتأمل بعض صفحات سيرة الإمام علي عليه السلام المشرقة) توقفت عند مفردة (بعض) ربما نظنها تابعة لحالة الانتقاء والموائمة مع المناسبة، جميع الصفحات مشرقة، لكن بمقدار ما وصل إلينا ولا شك أن هناك أشياء كثيرة في حياته لم تصل إلينا، ويعني سعى لتوضيح معلومة مهمة هي أن المسار الحياتي (المنجز) لهذا الإمام أكبر بكثير من المدون التاريخي
يحقق الخطاب الوعظي ثراء فنّيا ومعنويا متميزا لارتكازه على سيرة أمير المؤمنتين عليه السلام، أجد أن موضوع التهنئة قضية فطنة توضح للناس مديات العلاقة بينه وبين الله تعالى، والإمام علي عليه السلام له سمات ترتبط بالرسالة المحمدية ارتباطا جوهريا، لذلك يبسط لنا عملية التواصل ويكوّن أواصر التأثير الوجداني، وله دلالة معنوية على رؤية الكثير من الأمور بغير ما نراها، فهو المعلم والمرشد والمفكر الإنساني والحكيم وصاحب الحضور في جميع مفاصل السيرة.
سماحة السيد أحمد الصافي ذهب إلى روح السيرة العلوية، إلى ذروة العطاء السخي، إلى لحظة الشهادة والجملة المعبرة عن وعي الواقع بكل اشكاله، الواقع الحياتي والسياسي، الاجتماعي، وهو ذروة العطاء (فزت ورب الكعبة) ليتأمل في دلالات هذه الجملة المؤثرة، والتي تعني أن الحياة لديه عبارة عن امتثال للرسالة المحمدية، طاقة فريدة لم تكن لغير علي عليه السلام، أن يحملها، كان يستشرف المستقبل بعين البصيرة، لهذا نجد أن التهنئة التي وجهها الخطاب للعالم الإسلامي، تكمن في الإشارة إلى قوة صبره عليه السلام، وتحمله من أجل الإسلام.
وقراءة الكثير من المعاني
(المعنى الأول)
/العلم/
قدم لنا الإمام علي عليه السلام الكثير مما يعيننا على طاعة الله سبحانه تعالى، والعلم مدعاة إلى الطاعة، والطاعة تحتاج إلى علم، ولا طاعة بلا علم، ربما لم تكن واقعة بعين الله سبحانه،
(المعنى الثاني)
/النعوت والصفات/
مولى الموحدين، سيد الأتقياء، قسيم الجنة والنار، لم تعط من الناس ولا هو أعطاها لنفسه، وقد عد البعض أكثر من ثلاثمائة آية نزلت في حق علي عليه السلام وكلها بالتعظيم لشأنه، نتبرك بما وردنا من تراثه الزاكي واعتماد الخطاب على مقاربات الرمز مع الوعي العام، توجه نحو المعنى الساعي لجوهر الوعظ المؤثر وقادر أيضا على تعميق الدلالة وتقويم السلوك ويعبر عن رؤية الباحث الخطيب.
(المعنى الثالث)
/التقوى/
الموقف الفكري اتجاه قضية التقوى، أقرب الأعمال لله سبحانه تعالى، يفعل ما يريد الله ويتجنب ما يريدنا الله أن نتجنبه، وأشار سماحة السيد الصافي إلى موضوع مهم يشد الانتباه إليه، قضية التقوى كمفردة
معنى التقوى وآثار التقوى، وماهية العلاقة بيننا وبين الله سبحانه تعالى، التقوى مرتقى الأنبياء والأولياء والعلماء والصلحاء لله تعالى، ويحرص أمير المؤمنين ألا يقع مسلم في الذنب
(المعنى الرابع)
/العصمة/
قدرة الخطاب على تقديم فكرة واضحة من خلال ربط الرمز التاريخي وسيرته ومعناه، وتنشيط دوره في الحياة المعاصرة الآن، وهذه مهمة الفعل التواصلي ولها دور في إرساء الفكر المعصوم، والعصمة هي رحمة حفظت لنا التشريع والقرآن الكريم، ويذهب الخطاب إلى المواعظ التي تعصم الإنسان من الزلل، والتي أساسها وجذرها النقي القلب السليم.
الإنسان لا يملك العصمة الكاملة لكنه يملك العقل والقلب السليم، ويمتلك رسالة هداية وأئمة معصومين، ينيرون له السبيل، كلمة من كلمات الإمام علي عليه السلام تنمي الروح عند الإنسان وتمنحه إمكانية التعبير للأفضل.
(المعنى الخامس)
/المعاهدة/
الاحتفاء بمولد الإمام علي عليه السلام، له معنى وله أثر ولهذا لاحتفاء توجهات بصيغ الالتزام، قراءة السيرة المباركة لأمير المؤمنين عليه السلام أحاديثه، خطبه، وصاياه، كل هذه الأمور عبارة عن معاهدة لأمير المؤمنين البقاء في ركبه الميمون، سائلين الله
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat