المهدي عجل الله تعالى فرجه والقرآن الكريم
انعام حميد الحجية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انعام حميد الحجية

يصر أغلب أكاديمي الحكومات على التركيز على قضية البحث في ظواهر الكلمة، كذلك نجدهم يصرحون أن القران الكريم لم يذكر اسم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف صراحة، بينما العرب تعتبر الكناية أبلغ من التصريح، وذكر القران الكريم: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ •
جاء في كتاب التفسير الطبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (حين خروج عيسى بن مريم عليه السلام) وفي صحيح البخاري عن النبي صلوات الله عليه وآله وسلم (كيفَ أنتم إذا نزلَ ابنُ مَريمَ فِيكُمْ وإِمامُكمْ مِنكُمْ.) وجاء في كتاب تفسير الطبري عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى أهل بيته (حين خروج عيسى بن مريم) وجاء في كتاب فتح الباري قال أبو الحسن الأبدي في مناقب الشافعي، تواترت الأخبار بأن المهدي من هذه الأمة وأن عيسى يصلي خلفه، وهذا التفسير ليس تفسير الطبري وحده وإنما ورد أيضا في تفسير السمعاني وتفسير الألوسي تأويل الآيات الظاهرة، الجزء الأول ورد في كتاب الأستربادي تفسير ﴿أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾. الانبياء 105 عن الإمام الصادق عليه السلام الصالحون هم أصحاب الإمام المهدي في آخر الزمان وفي قوله تعالى ﴿وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ فقد ورد في باب الغيبة للطوسي قال الإمام علي عليه السلام (هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ يَبْعَثُ اللَّهُ مَهْدِيَّهُمْ بَعْدَ جَهْدِهِمْ فَيُعِزُّهُمْ وَ يُذِلُّ عَدُوَّهُمْ) وجاء في كتاب التبيان للطوسي الكثير من الآيات وردت في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وجاء تأويل ذكر المهدي في 72 آية مسندة بروايات أهل البيت عليهم السلام في مصدر واحد ورغم صلافة أولئك الباحثين، إلا أنهم يضطروا احيانا أن يذكروا بمصادرهم الكثيرة، إن المسيح عليه السلام يصلي خلف المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، لكنهم يراوغون في تشخيصه تارة يقولون أنها وردت في الخلفاء الراشدين وتارة يتوجون أبي سلمة بأنه هو المهدي المنتظر، والترمذي ومجموعة من علمائهم نسبوها إلى معاوية بن أبي سفيان، وألطف ما في الأمر أنهم ذكروا حديثا رواه أحمد بن حنبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (وإنْ تُؤَمِّروا عليًّا -ولا أُراكم فاعِلينَ- تَجِدوه هاديًا مَهْديًّا، يأخُذُ بكمُ الطَّريقَ المُستقيمَ) عادوا ليضعفوه وقالوا إسناده ضعيفا وهو مدلس وقالوا فيه منكرا، وجاء في كتاب البداية والنهاية الجزء 8/ 184 أن بعض الشعراء توجوا سليمان بن عبد الملك بأنه مهدي المنتظر، ومع هذا ذكر ابن الأثير المهدي الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وآله سيخرج آخر الزمان، جميع هذه الأكاديميات بباحثيها وببحوثها المزركشة، تقر بوجود المهدي المنتظر في كتب الجمهور وتقر بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشر به، يقر ابن خلدون بظهور المهدي لكنه يغمز فيه، الإقرار بوجود الإمام المهدي لا يخدم مصالحهم فكتبوا بعض الشبهات في تسليم هذه الفكرة، منهم من يرى أن عيسى بن مريم هو المهدي الموعود، ومنهم من أنكرها باعتبارها موضوعة، لذلك خصصوا الكثير من العناوين للمنكرين لفكرة المهدوية وعناوين للمترددين ويذكروا الروايات التي ترى أن عيسى عليه السلام هو المهدي المنتظر وذكر بعض الأسماء الأخرى، والفارق كبير بين ما يدعيه كتاب الأكاديميات المسيسة وبين ما نريده من دلالات ما خوذة أغلبها من مصادر الجمهور، سنقرا للشيخ علي الكوراني العاملي بحثا من بحوثه عن عقيدة السنة في المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، يريدون في إعلامهم وثقافياتهم أن يصوروا للعالم أن عقيده المهدي المنتظر هي عقيدة خاصة بالشيعة، بينما هي عند علماء السنة عقيدة أصيلة لا فرق بين الجميع في ثبوت البشارة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الفرق الوحيد بيننا أننا نعتقد بأن الإمام الثاني عشر هو محمد بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه، المولود سنه 255 هجرية، وأن الله تعالى مد في عمره كما مد في عمر الخضر عليه السلام، حي غائب عن الانظار حتى يأذن الله لهم.
وعند علماء الجمهور لم يثبت أنه مولود، بل سيولد ويحقق ما بشر به النبي صلى الله عليه واله وسلم، وابن خلدون لم يجزم بنفي عقيدة المهدي المنتظر لكنه استبعدها وناقش عدد من أحاديثها، واعتبره العلماء ليس من أهل الاختصاص في الحديث، حتى يحق له الجرح والتعديل، ورد عليه المحدث أحمد بن الصديق المغربي في كتاب بعنوان (الوهم المكنون عند ابن خلدون) وثانيا كتاب (لا مهدي ينتظر بعد الرسول خير البشر) للشيخ عبد الله محمود رئيس المحاكم الشرعية في قطر، وتصدى له علماء الحجاز وردوا عليه، ومنهم العالم المحدث للشيخ عبد المحسن العباد مدرس بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، كتاب (الرد على من كذب الأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي)، واللطيف أن الشيخ عبد العزيز بن باز رئيس إدارة
البحوث العلمية والدعوة والإرشاد بين أن الأحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والشيخ عبد العزيز بن صالح إمام خطيب المسجد النبوي الشريف أن المهدي جاء ذكره في الأحاديث الصحيحة والباحث المسرطن يتبجح بأن الشيخ محمد رشيد رضا نكر القضية المهدوية.
مشكله الشيخ رضا أنه يمزج بين الروايات الصحيحة والضعيفة، ثم يبني عليها نتائجه ومن الطبيعي أن موضوع المهدي مع قدمه التاريخي وأهميته الاجتماعية لا بد أن يتعرض إلى الوضع والتحريف، ويبقى الحسن الصحيح له وضوحه التام، ولننتبه إلى أن هذا التضارب بين ابن خلدون والشيخ رشيد رضا، فأن ابن خلدون يقول: إن المشهور بين أهل الإسلام على مر العصور أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت عليهم السلام يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون ويسمى بالمهدي.
ويقول رشيد رضا أن المفكرين من المنكرين لقضية المهدي أكثر من المؤيدين، كان الباحث يريد أن يقول: إن كل هؤلاء الذين ذكرنا من أهل العلم على خطا وابن خلدون ورشيد رضا على صواب.
الأمر ليس اجتهاديا وإنما هو أمر غيبي لا يسوغ لأحد إثباته أو نفيه إلا بدليل من الكتاب والسنة النبوية، والدليل هو القران.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat