ضرر الفساد في أمثلة (ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (ح 41)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

مسألة حسابية عن اختلاس: رئيس دائرة تقاعد تعاون مع ثلاثة موظفين في دائرته على اختلاس نصف رواتب متقاعدين عددهم 200. مع العلم أن الراتب التقاعدي المخصص حسب القانون لكل متقاعد شهريا ألف دولار ولكن دائرة التقاعد تعطيه 500 دولار شهريا. وبعد عشر سنوات تم اكتشاف الاختلاس. كم المبلغ الذي اختلسه كل موظف ورئيس الدائرة، مع العلم أن رئيس الدائرة استلم نصف المبلغ الكلي المختلس والنصف الآخر استلمه الموظفين الثلاثة؟
الجواب: المبلغ الكلي المطلوب للمتقاعدين لعشر سنوات = 200 ضرب 12 ضرب 1000 ضرب 10 = 24000000 دولار = 24 مليون دولار. المبلغ الكلي المقدم للمتقاعدين لعشر سنوات = 200 ضرب 12 ضرب 500 ضرب 10 = 12000000 دولار = 12 مليون دولار. المبلغ المختلس = 24-12 =12 مليون دولار. نصف المبلغ المختلس استلمه رئيس دائرة التقاعد = 12/2 = 6 مليون دولار. باقي مبلغ الاختلاس للموظفين الثلاثة = 12-6 = 6 مليون دولار. كل موظف استلم مبلغ مختلس مقداره 6/3 = 2 مليون دولار. بسبب عوز المتقاعدين خلال 10 سنوات ربما يتوفى 50 شخص من المتقاعدين وافراد عائلاتهم ولم يقدروا على السفر للخارج ليتمتعوا مع مشاكل عائلية مختلفة. فهؤلاء الملعونين الاربعة في دائرة التقاعد كم من المنكر عملوا؟
تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: قوله تعالى عن الفساد "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد 25) لما ذكر سبحانه الذين يوفون بعهد الله ووصفهم بالصفات التي يستحقون بها الجنة عقبه بذكر من هوعلى خلاف حالهم فقال "وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ" قد ذكرنا معنى عهد الله وميثاقه وصلة ما أمر الله به أن يوصل "وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ" بالدعاء إلى غير الله عن ابن عباس وقيل: بقتال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم والمؤمنين عن الحسن وقيل: بالعمل فيها بمعاصي الله والظلم لعباده وإخراب بلاده وهذا أعم "أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ" وهي الإبعاد من رحمة الله والتبعيد من جنته "وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" أي: عذاب النار والخلود فيها.
وعن تفسير الميسر: قوله تعالى عن الفساد "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد 25) يوصل فعل، أما الأشقياء فقد وُصِفوا بضد صفات المؤمنين، فهم الذين لا يوفون بعهد الله بإفراده سبحانه بالعبادة بعد أن أكدوه على أنفسهم، وهم الذين يقطعون ما أمرهم الله بوصله مِن صلة الأرحام وغيرها، ويفسدون في الأرض بعمل المعاصي، أولئك الموصوفون بهذه الصفات القبيحة لهم الطرد من رحمة الله، ولهم ما يسوءهم من العذاب الشديد في الدار الآخرة.
جاء في موقع كيود عن الاحتيال المالي: تمكين الآخرين من استخدام البطاقات المصرفية: يعرضك السماح لشخص آخر باستخدام بطاقتك المصرفية، أو إجراء عمليات الدفع بدلًا منك -وخاصة عند نقاط البيع البعيدة عنك- لخطر الاحتيال المالي، ففي هذه الحالة، يمكن للشخص الذي يستخدم البطاقة القيام بعمليات غير مصرح بها، أو حتى الاحتفاظ بالمعلومات لاستخدامها لاحقًا بدون علمك. لذا من الضروري عدم تمكين أي شخص من استخدام بطاقتك إلا في حالات الضرورة القصوى، وضمان أنك الشخص الوحيد الذي يقوم بعمليات الدفع. التهاون في فتح الروابط الإلكترونية المشبوهة: غالبًا ما يستغل المحتالون البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي لإرسال روابط مشبوهة تحتوي على برامج خبيثة أو صفحات وهمية تهدف إلى سرقة المعلومات، ويؤدي فتح هذه الروابط دون التأكد من مصدرها إلى تثبيت برامج تجسس على جهازك، أو توجيهك إلى مواقع مزيّفة تقوم بسرقة معلوماتك عند إدخالها، لهذا السبب من المهم تجاهل الروابط غير الموثوقة، والتحقق دائمًا من هوية المرسل قبل التفاعل مع أي رابط. التسوق عبر مواقع غير موثوقة: أصبح التسوق الإلكتروني شائعًا في السنوات الأخيرة، ولكن استخدام مواقع غير موثوقة لإجراء عمليات الشراء قد يعرضك للاحتيال، فهذه المواقع تكون مزيّفة، وتهدف إلى جمع المعلومات المالية من المستخدمين دون تقديم أي سلع أو خدمات بالمقابل لذا يجب دائمًا التأكد من أن الموقع الذي تقوم بالتسوق منه يتمتع بسمعة جيدة، ويستخدم بروتوكولات أمان قوية، لحماية بياناتك. الاستعجال في تقديم المعلومات دون تحقق: إن الاستعجال في تقديم المعلومات الشخصية والمالية دون التحقق من الجهة التي يُتعامل معها هو خطأ آخر يؤدي إلى النصب والاحتيال المالي، فالمحتالون يستخدمون أساليب متعددة لإيهام الضحايا بأنهم يتعاملون مع جهات رسمية أو موثوقة، ومن ثم الحصول على المعلومات الحساسة بسهولة. لذا من الضروري التريث، والتحقق من هوية الجهة التي تطلب منك هذه المعلومات قبل تقديم أي بيانات.
جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى عن الفساد "وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۙ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" (الرعد 25) في الحقيقة يتلخّص فساد عقيدتهم في الجمل الثلاث الآتية: 1 ـ نقض العهود الإلهيّة: وتشمل المواثيق الفطرية والعقليّة والتشريعيّة. 2 ـ قطع الصلات: وتشمل الصلة مع الله والرسل والناس ومع أنفسهم. 3 ـ الإفساد في الأرض: وهو نتيجة حتمية لنقض العهود وقطع الصلات. أو ليس المفسد هو الذي ينقض عهد الله ويقطع الصلات؟ فهذا السعي من قبل هذه المجموعة من الأفراد بهدف الوصول إلى الأغراض المادّية، وعوضاً أن تصل بهم هذه الجهود المبذولة إلى الأهداف النّبيلة تُبعدهم عنها، لأنّ اللعن هو عبارة عن الإبتعاد من رحمة الله. ومن الظريف أنّ الدار هنا وفي الآية السابقة جاءت بصيغة مطلقة، وهذه إشارة إلى أنّ الدار الحقيقيّة هي الدار الآخرة، وأي دار ما عداها فانية وزائلة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat