تفاعلات الرمز الفاطمي في مهرجان روح النبوة السادس
افياء الحسيني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
افياء الحسيني

للرمز الفاطمي المقدس مملكته الفكرية الواسعة كونه يمثل البعد الانساني بما يمتلك من سمو فاعل يرتبط بدلالات النبوة والعمق الروحي ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (فاطمة روحي التي بين جنبي) لهذا المعنى كان المهرجان الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة في كل مولد فاطمي مبارك بعنوان روح النبوة؛ ليكون ظاهرة ثقافية مهمة وتنطلق أهمية تأسيسه بتشخيص سماحه المتولي الشرعي للعتبة العباسية السيد أحمد الصافي دام عزه، مشاركة وجدانية لتهنئة المولى صاحب العصر والزمان الحجة المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بمناسبة ولادة جدته الزهراء عليها السلام ، هو سعي لإدخال السرور على قلبه وقلب كل مؤمن يواليها بالمحبة والسلام ، و ليستعرض المهرجان السيرة المباركة لشخصية أعدها الله سبحانه تعالى إعداداً خاصاً، وعرفها أبوها سيد الرسل وخاتم الأنبياء بتعابير تتجاوز حدود المفهوم المدرك ودلالاته ومعانيه فقدم بطاقتها الشخصية بتعبير ملفت للنظر( يرضى الله لرضاها ويغضب الله لغضبها )وحضور مثل هذا المهرجان هو طلب الرضا من سيدة هذا المحفل العلمي الثقافي المبارك ، ولتكون المدخل لرضا الله سبحانه وتعالى وقراءة بعض المسارات المهمة لهذه السيرة المباركة ، لندرك أن تعريف النبي صلى الله عليه واله وسلم للزهراء عليه السلام ليس من باب العاطفة بل من صلب مهام الرسالة الإلهية ، وهذا المفهوم بذاته يشكل منصة فكرية تعمر له مهرجانات ثقافية، ومؤتمرات علمية ،لنفهم ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم، للزهراء سلام الله عليها ، والمعنى الآخر إن العتبة العباسية المقدسة ، لا يمكن أن يكون مهرجانها معني فقط بولادة الزهراء المباركة ، وإنما يشمل ما قدمته من اسهامات فكرية و إنسانية في عمرها القصير المرتبط بالله سبحانه وتعالى ،وعبر سماحة السيد الصافي في أكثر من نسخة من نسخ المهرجان الذي انطلق عام 2017 م، إن الشخصيات التي ترتبط بالله تعالى، تتمتع بقوة شخصية وصبر عالي وشجاعة ونبل واقدام ، مميزات الارتباط الالهي، ولنحمل في هذا المهرجان روحية الزهراء عليها السلام فهي ترى( أن الحياة بلا عفة لا قيمة لها )، احدى التجليات المؤثرة في فهم الإقتداء الروحي والمعنوي وليكن مهرجان روح النبوة عامراً بالعلم والمعرفة والقراءة والبحث في معانيها لنحصل على شيء ما بمقدار ما يسع أن نفهم الزهراء عليها السلام ، وهذا المهرجان هو وسيلة من وسائل رحمة الله ،
علي الخباز, [27/04/2025 07:01 ص]
قراءة البحوث المشاركة كشفت لنا عن فاعلية الرمز الفاطمي في تحقيق حيوية جذب المتلقي للتفاعل مع تلك النصوص البحثية، فسلكت عدة اتجاهات منهجية، منها الوصفية ومنها التحليلية لبيان دور الزهراء وطاقته التأثيرية، ولتعبر عن أعماق الواقع الفكري والروحي لما يحتاجه العنصر النسوي في الحياة المعاصرة ، ومن الباحثات من كانت وجهتها المضمون ،الخطاب الحجاجي لمواجهة الإنحراف الذي حدث في المجتمع بعد حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم ،لتكمل منهج أبيها ( المواجهة / رفض البيعة/ المطالبة بفدك/ إبراز المظلومية ) فكانت حياتها عبارة عن فعل حجاجي، وأخذت الخطبة الفدكية، الجانب الدراسي المهم كونها تشكل عالم لغوي مشحون بالعلم والمعاني الثقافية إمكانية تجسيد القيم الإسلامية ، انعكاس بنية الخطاب والتأثير الإجتماعي والثقافي، عرضت الخطبة ببعدين ، البعد الأول بلاغي بما يمتلك من بؤر فنية جمالية والبعد الثاني المعرفي الذي يعكس بلاغة الصور والخطاب ، وبعض المقاربات التداولية في الخطبة الفدكية ،منها ما عالجت المفاهيم العقائدية -في الخطاب الفاطمي وتصدي الإنحراف ،وبعض الوجهات الفكرية المعرفية التي تأملت في شخصية الأم العظيمة ، خديجة الكبرى و الإقتداء الفاطمي بحياة أم المؤمنين و إختراق المسكوت عنه ،والمخبوء في طيات التاريخ ، الشيء الحسن في تلك البحوث إنها لم تعتمد الرمز الفاطمي لمحاكاة الواقع الجامد وإعادة واستنساخ التاريخ ، بل قدمت قراءة فاعلة وناهضة ، والخطبة الفدكية كانت عبارة عن رموز لأفكار عبرت محدودية الواقع إلى شمولية إنسانية تجاوزت المألوف، لهذا اتجهت بعض البحوث لدراسة كمالات النفس البشرية للسيدة الزهراء عليها السلام وقراءة الأبعاد الرسالية للسيدتين خديجة والزهراء سلام الله عليهما، وسمات التحدي في مسيرتها الجهادية لأكثر من بحث من بحوث المهرجان، وأثر الزهراء في بناء شخصية المسلم وقدمت النمذجة الواعية عبر ثلاث سمات الإنسانية / الرسالية / الجهاد/ لمواجهة الواقع المعاصر الذي بات يحمل سمات تمييع الحجاب/ الجندرة/عمليات التجميل / ،والرمز الفاطمي المبارك له الكثير من العلائق الوجدانية والأفكار والدروس المعبرة عن فاعلية الوجود الرسالي ومنها ولدت فرادة النموذج الفاطمي القادر على كسر محدودية الرؤية، توجهت بعض البحوث إلى النموذج التربوي النوراني في شخصيتها وبناء المواطن المتوازنة نفسياً واجتماعياً ودراسة مراتب التقوى في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة والأساليب القرآنية لمواجهة الانحرافات والفتن ،دراسة الآيات والقواعد القرآنية التي ذكرت في الخطبة، وفهم الاقتباسات القرآنية المباشرة وغير المباشرة وبعض القراءات المستمدة في النص القرآني والمنهج التداولي في سورة الكوثر لعلاقتها في الوجود الفاطمي، 20 نص بحثي قدم في نسخة هذا العام امتلكت المقومات البحثية التي أهلتها للوصول الى منصة البحث نصوص مبدعة لامست شغفنا لتنامي المستوى البحثي من مهرجان لمهرجان، بوركت الجهود ومن المؤكد إن الزهراء عليها السلام كانت حاضرة ببركات وجودها المؤثر في الوجدان الانساني.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat