صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

: الامام الصادق في كتاب موازين الهداية للدكتور أبو لحية (ح 6)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حلقات السلسلة تمثل مقتطفات عن الإمام الصادق عليه السلام في كتاب الدكتور أبو لحية وتشمل الفقرات التالية: علاقة الاسلام والايمان، الأمة، الكفر والايمان، المؤمنين والجنة، الايمان والدنيا، المؤمن والايمان، درجات الايمان، نقصان الايمان وتمامه، درجات ومنازل القرآن، الزنا، لبس وروح واسهم الايمان، دعائم وأصل الاسلام، شروط العمل الصالح، الشرائع، أولي العزم، طبقات المحبين والموالين، السبق بين المسلمين، الابتلاء، بلاد الشرك، الحب والبغض، الأعمال، الشيعة، الأصحاب وصحبة الامام، الامام علي، الروافض، وصايا الإمام الصادق.

جاء في كتاب موازين الهداية ومراتبها المؤلف للدكتور نور الدين أبو لحية: أصل الاسلام ودعائمه: عن علي بن عبد العزيز قال: قال الإمام الصادق: ألا اخبرك بأصل الإسلام وفرعه وذروته وسنامه؟ قال: قلت: بلى جعلت فداك قال: أصله الصلاة، وفرعه الزكاة، وذروته وسنامه الجهاد في سبيل الله، ألا اخبرك بأبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تحط الخطيئة، وقيام الرجل في جوف الليل يناجي ربه ثم تلا: ﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾ (السجدة 16)) عن سليمان بن خالد قال: قلت للإمام الصادق: جعلت فداك أخبرني عن الفرائض التي افترض الله على العباد ما هي؟ فقال: (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة، والخمس، والزكاة، وحج البيت، وصوم شهر رمضان، والولاية فمن أقامهن وسدد وقارب، واجتنب كل منكر دخل الجنة) أي اقتصدوا في الأمور كلها واتركوا الغلو فيها والتقصير. عن عيسى بن السري قال: قلت للإمام الصادق أخبرني بدعائم الإسلام الذي بنى الله عليه الدين لا يسع أحدا التقصير في شيء منها، الذي من قصر عن معرفة شيء منها فسد عليه دينه، ولم يقبل منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه، وقبل منه عمله، ولم يضره ما هو فيه بجهل شيء من الأمور إن جهله فقال: (نعم شهادة أن لا إله إلا الله، والإيمان برسوله صلى الله عليه وآله وسلم والإقرار بما جاء من عند الله، وحق من الأموال الزكاة، والولاية التي أمر الله بها ولاية آل محمد)، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية) عن إبراهيم المخارقي قال: وصفت للإمام الصادق ديني فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رسول الله، وأن عليا إمام عدل بعده ثم الحسن والحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن على ثم أنت، فقال: رحمك الله، ثم قال: (اتقوا الله اتقوا الله اتقوا الله عليكم بالورع، وصدق الحديث، وأداء الامانة، وعفة البطن والفرج: تكونوا معنا في الرفيق الاعلى).

عن كتاب موازين الهداية ومراتبها المؤلف للدكتور نور الدين أبو لحية: عن معاذ بن مسلم قال: أدخلت عمر أخي على الإمام الصادق فقلت له: هذا عمر أخي وهو يريد أن يسمع منك شيئا فقال له: سل ماشئت، فقال: أسألك عن الذي لايقبل الله من العباد غيره ولايعذرهم على جهله، فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلی‌ الله‌ علیه ‌وآله‌ وسلم والصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان، والغسل من الجنابة، وحج البيت، والإقرار بماجاء من عندالله جملة، والائتام بأئمة الحق من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فقال عمر: سمهم لي أصلحك الله، فقال: علي أميرالمؤمنين والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي والخير يعطيه الله من يشاء.. فقال له: فأنت جعلت فداك؟ قال: يجري لاخرنا مايجري لاولنا، ولمحمد وعلي فضلهما، قال له: فأنت؟ قال: هذا الأمر يجري كما يجري الليل والنهار قال: فأنت؟ قال: هذا الأمر يجري كما يجري حد الزاني والسارق، قال: فأنت جعلت فداك؟ قال: القرآن، نزل في أقوام وهي تجري في الناس إلى يوم القيامة قال: قلت: جعلت فداك أنت، لتزيدني على أمر. عن هشام بن عجلان قال: قلت للإمام الصادق: أسألك عن شيء لا أسأل عنه أحدا بعدك أسألك عن الإيمان الذي لايسع الناس جهله، فقال: (شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، والإقرار بماجاء من عندالله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان والولاية لنا والبراءة من عدونا وتكون مع الصديقين).

وعن شرط العمل الصالح يقول الدكتور أبو لحية في كتابه: قال الإمام الصادق: (إنكم لاتكونون صالحين حتى تعرفوا، ولاتعرفون حتى تصدقوا، ولاتصدقون حتى تسلموا أبوابا أربعة لايصلح أولها إلا بآخرها.. إن الله تبارك وتعالى لايقبل إلا العمل الصالح ولايتقبل إلا بالوفاء بالشروط والعهود ومن وفى لله بشروطه، واستكمل ما وصف في عهده، نال مما عنده، واستكمل وعده، إن الله عز وجل أخبر العباد بطرق الهدى، وشرع لهم فيها المنار، وأخبرهم كيف يسلكون، فقال: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى" (طه 82)، وقال: "إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ" (المائدة: 27)، فمن اتقى عز وجل فيما أمره لقي الله عز وجل مؤمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم. هيهات هيهات فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا فظنوا أنهم آمنوا وأشركوا من حيث لايعلمون، إنه من أتى البيوت من أبوابها اهتدى، ومن أخذ في غيرها سلك طريق الردى، وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله، وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله، وهو الإقرار بما نزل من عندالله.. إن الله قد استخلص الرسل لامره، ثم استخلصهم مصدقين لذلك في نذره فقال: "وَإِنْ مِنْ امة إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ" (فاطر 24)، تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل إن الله عز وجل يقول: "فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ" (الحج 46).. وكيف يهتدي من لم يبصر، وكيف يبصر من لم ينذر.. اتبعوا رسول الله صلی‌ الله‌ علیه ‌وآله‌ وسلم وأقروا بما أنزل الله عز وجل، واتبعوا آثار الهدى فانها علامات الامانة والتقى، واعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم وأقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن، اقتصوا الطريق بالتماس المنار، والتمسوا من وراء الحجب الاثار تستكملوا أمر دينكم، وتؤمنوا بالله ربكم).

وعن الشرائع التي أعطيت للرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقول الدكتور نور الدين أبو لحية: قال الإمام الصادق: (إن الله تبارك وتعالى أعطى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى: التوحيد، والإخلاص، وخلع الانداد، والفطرة والحنيفية السمحة، لارهبانية ولا سياحة، أحل فيها الطيبات، وحرم فيها الخبيثات ووضع عنهم إصرهم، والاغلال التي كانت عليهم، فعرف فضله بذلك ثم افترض عليها فيه الصلاة والزكاة والصيام والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحلال والحرام، والمواريث والحدود والفرائض والجهاد في سبيل الله وزاده الوضوء وفضله بفاتحة الكتاب وبخواتيم سورة البقرة والمفصل وأحل له المغنم والفئ، ونصره بالرعب وجعل له الأرض مسجدا وطهورا، وأرسله كافة إلى الابيض والاسود والجن والانس، وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم ثم كلف مالم يكلف أحدا من الأنبياء أنزل عليه سيفا من السماء في غير غمد، وقيل له: "قَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ" (النساء 84)).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/24



كتابة تعليق لموضوع : : الامام الصادق في كتاب موازين الهداية للدكتور أبو لحية (ح 6)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net