صفحة الكاتب : رياض سعد

متى تتعلم ( دونية ) الاغلبية العراقية من تجربة الدرزي قاسم الفيصل ؟!
رياض سعد

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كُلُّ إِنْسَانٍ يَنْحَازُ غَرِيزِيًّا إِلَى أَهْلِهِ وَقَوْمِهِ حِينَ يُحَاصِرُهُمُ العَدُوُّ، وحِينَ يُهَدِّدُهُم خَصْمٌ , فَالوَلَاءُ لِلأَصْلِ سَجِيَّةٌ , حَتَّى المُهَاجِرُ الَّذِي تَبَاعَدَ عَنْ وَطَنِهِ لَا يَمْلِكُ إِلَّا أَنْ يُوَاجِهَ حَنِينَهُ بِمُوَاسَاةِ أَرْضِهِ وَدَفْعِ الضرر عَنْهَا بكل الوسائل المتاحة والطرق الممكنة ... ؛ فالمواطن الغيور والشخص الاصيل ينسى خلافاته ويتناسى خلافه مع ابناء جلدته , اذا تعرضوا للخطر الخارجي او التآمر الداخلي , لذا تراهم يحبون من احبه المواطن والوطن , ويبغضون من ابغضه المواطن والوطن , ولم يخرج المرتزق الدرزي الاعلامي قاسم الفيصل عن هذه القاعدة ؛ فقد سخر قلمه طيلة الاشهر الماضية التي اعقبت سقوط نظام بشار الاسد ؛ في التحريض والتأجيج ضد مختلف طوائف سوريا وعندما وصل الأمر للدروز حيث ينتمي ومع قبح ما قاوموا به من الاحتماء بالكيان الصهيوني ؛ أعلن التوقف عن الكتابة لكي لا يتعرض للحرج , ولكي لا يتهم بخيانة الاهل والاصحاب .

أَمَّا دُونِيَّةُ الْأَغْلَبِيَّةِ الْعِرَاقِيَّةِ، فَلَا نَدْرِي مَاذَا تُرِيدُ وَإِلَامَ تَطْمَحُ؟!

فهؤلاء الذين يدعي بعضهم القومية والاخر الوطنية والثالث الالحاد والرابع الاسلاموية والخامس الثقافة والفكر والحيادية والموضوعية ... الخ ؛ لا يعجبهم العجب العجاب ؛ فهم ضد التجربة الديمقراطية والعملية السياسية والتداول السلمي للسلطة , وضد حقوق الانسان اذا تعلق الامر بالأغلبية ومعها اذا تعلق الامر بالإرهابيين , وكذلك هم ضد الحريات العامة والدينية والشخصية , ولم يهتموا بكل المكاسب والانجازات الوطنية , ولم يقفوا مع ابناء جلدتهم قط , وسخروا اقلامهم الصفراء ضد كل ما يمت للهوية الوطنية والاغلبية العراقية بصلة , وحولوا كتاباتهم وبرامجهم الاعلامية الى سلاح فتاك ينخر بجسد الاغلبية العراقية الاصيلة , وحرضوا اعداء الخارج والداخل على اراقة الدم الذي يجري في عروقهم النجسة مثله , وتكالبوا مع الاعداء ضد ابناء طائفتهم ؛ يحرضون عليهم القاصي والداني بحجة مقاومة المحتل تارة , وبذريعة انهاء النفوذ الايراني تارة اخرى , وتحت شعار محاربة الفساد ثالثة , والله يعلم واحرار الاغلبية انهم مرتزقة كذابون وشرذمة مريضة حاقدة .

نعم ان "دُونِيَّةُ الأَكْثَرِيَّةِ" تَتَرَنَّحُ بَيْنَ نَقْضِ المَبَادِئِ وَالتَّمَسُّكِ بِهَا!

فَهُمْ يَرْفُضُونَ الدِّيمُقْرَاطِيَّةَ وَالحُرِّيَّاتِ وَالتَّنْمِيَةَ بحجة الوطنية ويطالبون بعودة الدكتاتورية بذريعة السيادة ، وَيَنْقَادُونَ وَرَاءَ شَرَاذِمَ الطَّائِفِيِّينَ وَالبَعْثِيِّينَ المُنْهَزِمِينَ، كَأَنَّهُمْ يَتَعَمَّدُونَ تَصَيُّدَ أَخْطَاءِ الحُكُومَةِ حَتَّى لَوْ كَانَتْ مُحِقَّةً!

بَلْ يُصِرُّونَ عَلَى تَشْوِيهِ سُمْعَتِهَا بِأَسَالِيبَ أَقْذَعَ مِمَّا يَفْعَلُهُ أَعْدَاؤُهَا؛ فَهُمْ يُحَارِبُونَهَا لِكَيْ يَثْبُتُوا أَنَّهُمْ "أَكْثَرُ مَلَكِيَّةً مِنَ المَلِكِ نفسه "!

وَالأَغْرَبُ أَنَّهُمْ يَتَعَامَوْنَ عَنْ مَوَاقِفِ أَسَيادهم من الطائفيين والبعثيين والمشبوهين حِينَ تُطْلِقُ أَحْيَانًا إِشَارَاتِ تَقْرِيبٍ مَعَ الحُكُومَةِ او اشادة منهم ببعض القرارات والانجازات ، بَلْ يُصِرُّونَ عَلَى تَشْوِيهِ سُمْعَتِهَا بِعُنْفٍ يَفُوقُ أَعْدَاءَهَا، كَأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ إِثْبَاتَ وُجُودِهِمْ بِـ"مُبَالَغَةِ العَدَاءِ"!

وَلَيْسَ هَذَا كُلُّ شَيْءٍ؛ فَحِقْدُهُمْ لَا يَقِفُ عِنْدَ حُدُودِ السِّياسَةِ، بَلْ يَمْتَدُّ لِيَضُمَّ الشِّيعَةَ وَكُلَّ مَنْ يَخْتَلِفُ مَعَهُمْ فِي الرُّؤْيَةِ... ؛ وَهَؤُلَاءِ "الدُّونِيُّونَ" يَنْقَسِمُونَ إِلَى:

1. مُرْتَزَقَةٍ: يَبِيعُونَ اصَوْاتَهُمْ واقلامهم لمن يدفع أكثر ؛ وبغض النظر عن العناوين والمبادئ والاعراف والقيم والمثل الوطنية والانسانية .

2. مُنْسَلِخِينَ عن الهوية الجمعية والبيئة الاجتماعية : يَحْمِلُونَ عُقَدًا نَفْسِيَّةً تَجْعَلُهُمْ يُبْغِضُونَ أَهْلَهُمْ، وَيَرَوْنَ فِي تَشْوِيهِ مُجْتَمَعِهِمِ انْتِصَارًا لِذَاتِهِمِ المَهْزُومَةِ وتاريخهم المرير .

هَذَا النَّوْعُ الثَّانِي هُوَ الأَكْثَرُ خُطُورَةً؛ فَهُوَ لَيْسَ خَطَأً او اشتباها فِكْرِيًّا يناقش فحسب ؛ بَلْ عِلَّةٌ نَفْسِيَّةٌ , وسَرِيرَةُ نَفْسٍ مَرِيضَةٍ تَتَطَلَّبُ مُعَالَجَةً عَاجِلَةً قَبْلَ أَنْ تَتَحَوَّلَ إِلَى جُرْثُومَةٍ تُفْسِدُ جَسَدَ المُجْتَمَعِ ؛ وسرطان ينهش جسد الاغلبية من الداخل .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض سعد
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/22



كتابة تعليق لموضوع : متى تتعلم ( دونية ) الاغلبية العراقية من تجربة الدرزي قاسم الفيصل ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net