صحيح أن مقام المرجعية العليا محفوظ بتسديد الله ورعاية وليّه الأعظم الحجة، منذ بدء الغيبة الى الآن، لكن هذا لا يعني إعفاء الأمة عن دورها في إبعاد المدّعين وتمكين المؤهلين، لأنه متعلق بصلاح الناس وحفظ دينهم وعدم اغترارهم حتى لو لم يؤثر على مقام المرجعية.
ومن الغريب أن يظن أحد أن ظاهرة الادعاء جديدة، ويستغرب تكذيب المدّعين ويحشّد المصطلحات التخويفية بحجة الفتنة وغيرها، فقد كان الادّعاء موجوداً في زمن الأئمة، خصوصاً في زمن السفراء الأربعة، ليس ادعاءً فقط، بل مخالفة الإمام ومحاربة وكلائه الذين وكّلهم بشكل واضح وبرسائل مختومة بختمه الشريف.
فمن لا يعرف العبرتائي صاحب المؤلفات الرنانة وعدد الحجج التي حجّها ماشياً وكيف ضيّعها لأنه اعترض على أن يكون الحسين بن روح وكيلاً للإمام دونه هو.
واستمر هذا الأمر في الغيبة الكبرى، واستمر علماؤنا بتكذيب أي ادعاء من شأنه الإخلال بهذا النظام، أو _الجهاز المرجعي_ كما يسموه استهزاءً واتهاماً، هذا الجهاز أسس له الإمامين العسكريين خير تأسيس، وعوّد إمامنا المهدي شيعته عليه.
ولو أردنا أن نحصي ما فعل هذا الجهاز من المفيد الى السيستاني وكيف حمل التشيع على ظهره حتى انحنى لأصيبت أيدينا بالشلل، لذلك هو محفوظ، لكن الكثير بحاجة الى تذكيرهم والعودة الى الأسس الصحيحة والاستفادة من التاريخ.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat