صفحة الكاتب : د . فاضل حسن شريف

عقيدة الزيدية والقرآن الكريم من سورة النساء (ح 13)
د . فاضل حسن شريف

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



جاء في موقع الزيدي عن عقيدة الخلود في ميزان الثقلين (كتاب الله – أهل البيت): قال الله تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" (النساء 93). الشّاهد: وهُنا سلوا أصحاب الشفاعة وعدم التخليد لأهل الكبائر من أهل القبلَة، وقولوا لهُم: أيشفَعُ الرّسول صلى الله عليه وآله وسلم في رجلٍ من المُسلمين قتل أخاه المُسلم متعمِّداً بغير وجه حقّ؟ إن قالوا: نعم، وهُو قولُهُم. فأعيدوا عليهم المَسألة لتأكيد الوقوع في المحظور: هل تقولون أن ذلك القاتل سيخرجُ من النّار؟، إن قالوا: نعم، وهُو قولُهم. فقولوا لهم: فقد كذّبتُم الله تعالى في قولِه في حقّ كل مَن يقتُل نفساً مؤمنةً متعمِّداً: "فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" (النساء 93)، وكذبتم على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما زعمتُم أنّه يشفَع لَمن لعنهُ الله وأعدّ له عذاباً أليما، "وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ" (الأنبياء 28).

جاء في صفحة الزيدية والرد على شبهاتهم: تفضيل نهج الإمامية على مذهب الزيدية بالأدلة الشرعية (الحلقة الثالثة) للكاتب مروان خليفات: الدليل الثالث: الإمامة نصٌ إلهي ونبوي ولا دليل على القيام بالسيف والدعوة: القرآن هو المصدر الأساس الذي ينبغي رد كل خلاف إليه، وعرضه عليه، وحين ننظر في كتاب الله نجده يقرر بلسان عربي مبين: الأنبياء الأئمة: ذكر القرآن إبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام، وفي القرآن ذكرٌ لبعض الأئمة، فمنهم داود وسليمان عليهما السلام. قال تعالى: "يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق" (ص 26) وقال تعالى: "وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة" (البقرة 251) يشير الله عز وجل في موضع آخر أن الملك بيده، وقد آتى الأئمة من آل إبراهيم الملك العظيم، فضلا عن علم الكتاب والحكمة، قال تعالى: (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا * أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا" (النساء 53 - 54) ومنهم طالوت، قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ" (البقرة 246) الله هو من بعث طالوت وهو من جعله خليفة سلطانا، ولو كانت الحاكمية بالاختيار واشهار السيف والدعوة، لقال الله لهم ذلك وبينه لهم. ولكنها سنة الله لا تتغير كما في الموارد العديدة التي أشرنا إليها، فالله هو من يعين خليفته في الأرض ويؤتيه ملكه كما في آخر الآية: "وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" (البقرة 247) وفي الآية تأكيد على التعيين والنص، بقوله: "إن الله اصطفاه عليكم" (البقرة 247) ولم يجعل للقوم طريقا للإختيار، ثم بين تميزه بالعلم والقوة الجسدية، ويفهم من هذا، أن خليفة الله والإمام يكون أفضل الناس وأكملهم، بل أعلمهم في زمانه، وإلى هذا القيد اشار المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بخصوص عترته وخلفائه: (ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم). وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار: قد يقال: إن الله كما جعل أئمة يفعلون الخيرات فكذلك جعل أئمة يدعون إلى النار، قال تعالى: "وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار" (القصص 41) لكن هذا النقض ضعيف وغير وارد أصلا، فقوله تعالى: "وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار" (القصص 41) هو بخصوص فرعون وجنوده، وهذا واضح من سياق الآيات التي جاءت قبلها، ومعناه إن الله صير فرعون وجنوده بعد أن اختاروا الضلال والغواية بارادتهم مثالا لفراعنة وطغاة الزمان يدعونهم إلى النار بما اختاروه من طريق الشر. قال السيد الطباطبائي: (ومعنى جعلهم أئمة يدعون إلى النار، تصييرهم سابقين في الضلال يقتدى بهم اللاحقون ولا ضير فيه لكونه بعنوان المجازاة على سبقهم في الكفر والجحود وليس من الاضلال الابتدائي في شئ) تفسير الميزان، ج 16 - ص 38. ينبغي الالتفات إلى أن جعلهم أئمة يدعون إلى النار، ليس من الجبر في شيء، بل جعلهم في النار بما اختاروه من ضلال، بالرغم من رحمة الله بهم وارساله نبيه إليهم وإقامته الحجة عليهم، أما جعل الله أئمة يهدون بأمره، أي صيرهم في مقام، طاعتهم مفروضة على الناس، ومن يعصي أمرهم، فهو آثم، فالفرق واضح بين الآيتين.

جاء في موقع الكاظم الزيدي عن حديث الافتراق وهل له أصل في كتب الزيدية: فيما يخصّ حَديث الافتراَق، أو حَديث الفرقَة النّاجيَة، ففيه عدّة أمور: الأمرُ الأوّل: الحَديث لهُ طُرق روايَة كثيرَة، وقَد تلقّته الأمّة والعترَة بالقَبول، وللمُتأخرين من عُموم الباحثين لهُم فيه مقَال، وأكتُب هُنا ما ظهرَ لي من بحثِ واستقراء وخوفاً من ردّ الأحاديث معَ قبولها التّأويل. الأمرُ الثّاني: أنّ إنكَار وتصحِيح الأحادِيث ليسَ بالتشهّي، فوعيدُ الله سُبحانَه وتعالى ثابِت لمَن خالفَ أوامر الله تَعالى، فلا يُنكرُ أحدٌ هلاكَ من كانَ في اعتقادِه أو فعلِه ما يُوجبُ الفِسقَ أو الكُفر "لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا، وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا" (النساء 123-124)، فالعمَل الصّالح والاعتقَاد شرطُ دُخول الجنّة. الأمرُ الثّالث: وهُو الذي يجعلُ البعض يتبنّى إنكَار هذا الحَديث، وتشمئزُّ نفسُه منه، لمّا كان الحقّ والنّجاة هُو في فرقَة واحدَة من الفِرق الإسلاميّة، وغيرُها هالكٌ في النّار، والأمرُ عندِي أكبرُ من ذلك وله تأويل بدون أن يُضعّف الحديث، وتأويلُه ينطلقُ من فَهم أمرَين يرتّب أحدُهما على الآخَر: الأمرُ الأوّل: (ستفترقُ أمّتي إلى ثلاٍث وسَبعين فرقَة كلّها هالكَة إلاّ فرقَة واحدَة)، فيكونُ المَعنَى: (ستفترقُ أمّتي)، اختلافاً في المنهَج والتّأصيل والتّلقّي، (إلى ثلاث وسَبعين فرقَة)، إلى ثلاث وسَبعين منهَجاً، (كلّها هالكَة) أي كلّ هذه المناهِج خاطئة تؤدّي إلى عقائد فاسدَة تؤدّي إلى النّار في تأصيلِهَا لِمَا يترتّب عنهَا، (إلاّ فرقَة واحدَة)، يكون منهجُها هُو المُنهج الحقّ، لأنّ الحقّ في الأصول والتّوقيفيّات من الشّريعَة لا تتعدّد. خُلاصَته: أنّ النّجاة والهلاك، واستحقَاق الجنّة أو النّار، هُو كمَا قالَ الإمام المرتضى محمّد بن الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين، عندمَا سُئلَ عن هذا الحَديث والفرقَة النّاجيَة، فقَال: (فَهُم المُؤمنُون بالله ورَسُولِه، النّاسبُون له إلى مَا نسب إليه نفسَه، المُبرِّئون له من شبه خلقه، المثبتون لعدله، النّافون الظلم عنه، القائلون بالحق فيه، المُصدِّقون بِوعدِه، المقِرُّون بوعيده، المتبِّعون لسنة نبيه، المقيمون لما افترض الله عليهم من أحكامه، المقتدون بكتابه، الآمرون بأمرِه، المنتهون عن نهيه، العَاملون بطاعته، المُوالون لأوليَائه، المُعادون لأعدائه، المُجاهدون في سَبيلِه، فَهُم النّاجون من عذابه، المُستوجبون لثوابه، صَبروا يسيراً من دهرهم، فسُرّوا كثيراً في آخرتهم، قد أمنوا الخزي والنيران، واستوجبوا الرضا والرضوان، في جنات النعيم مخلدون، "فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ" (هود 108)). *والمَنهج الصّحيح هُو مَا قاله رسول الله ص في الحَديث الصّحيح المُتواتر: (إنّي تاركٌ فيكم ما إن تمسكّتم به لن تضلّوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بَيتي، إنّ اللّطيف الخَبير نبّأني أنّهما لَن يفترقَا حتّى يردَا عليّ الحَوض)، فمنهَج أهل البَيت آ، منهجٌ مُلازمٌ للقرآن الكَريم، ومنهجُ القرآن لن يضلّ أبداً. الأمرُ الثّاني: وهُو مترتّب على ما قبلَه، أنّ النّجاة مُترتّبَة على الاعتقَاد بذاتِ المَنهج الذي يُوصلُ الإنسان إلى القَبول الإلهيّ والرّضا الإلهيّ في جُملَة الاعتقَاد، فقَد يذهبُ بعض أهل العِلم إلى جُملَة حسنَة يُتفّق عليهَا في العَقيدة، ولكنّ تفاصيل أقوالهِم تُنافي تلك الجُملَة، كمَن يقول: الله لا يُشبه الأشياء، ولكنّه بيد وقَدم وعَين وصُعود ونُزول، أو أنّه على صورَة آدَم أو على صُورة شابّ أمرَد، فهؤلاء قَالوا بجُملَة حسنَة في الاعتقَاد وهي نفي التّشبيه ولكنّهم فرّعوا منهَا عقائد فاسدَة تؤدّي إلى تجزئَة الذّات الإلهيّة وتشبيهِهَا وهي أقوال عظيمَة جدّاً، فهؤلاء فرقةٌ فاسدٌ منهجُها، ولكن هل يهلكُ أصحابُها هذا يَعودُ إلى الله سُبحانه وتَعالى وإلى حقيقَة وأبعاد إخلالهِم بأوجه النّظر والتدبّر وعَدم استغلالهِم للعقل الذي أودِعَ فيهِم واجتهادهِم في إصابَة الحقّ من عدمِه بالتّقليد، فالحُكم على عَين الأشخاص تهليكاً أخرويّاً أمرهُ إلى الله تعالى إلَّا أنْ يظهَر عنادٌ واضحٌ وتجنّ سافِر، فأمّا الظّاهرُ لنَا والذي نستطيعُ أن نَحكُم بِه فهُو فسادُ هذا المَنهج ومُخالفته للَعقل وللكتاب وللسنّة، نعَم! وأنبّه أنّ مَن كاَنت مناهجهُم مُخالفَة للمنهَج الصّحيح فإنّهم على خطرٍ عَظيم، وكذلك لا يُغفَل جانبُ الأعمَال الصّالحَة فإنّ الاعتقَاد بالمنَهج الصّحيح لا ينفعُ مع ارتكاب المُحرّمات والإصرار عَليهَا. هذا ما توجّه إليه الجَواب في حَديث الفرقَة النّاجيَة، والله أعلَم.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . فاضل حسن شريف
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/04/13



كتابة تعليق لموضوع : عقيدة الزيدية والقرآن الكريم من سورة النساء (ح 13)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net