سماحة السيد عبد الرزاق المقرم والفعل الإبداعي
علي حسين الخباز

 عالم يعلم أن تاريخه الإسلامي وتراثه تراث أئمة أهل البيت عليهم السلام، قد أحيط بمداخلات قصدية كل همها العبث الكامل بهذا التاريخ وتشويهه، وجعلوا الكثير من الأمور المسلم بها تاريخيا محط الشبهات، وصلت إلى درجة أنهم يتنكرون لمرجعياتهم إذا أقرت بأي فضيلة لإمام معصوم. 
إن أحد وعاظ السلاطين من المرتزقة قبل أيام وفي فضائية من فضائيات التمويه العبثي يصرح أن غزوة الخندق بدعة شيعية وضعت للتنكيل بصحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والتركيز على خذلانهم في مواجهة عمرو بن ود العامري، حين وقف بطوله وتحدى الجميع، وجعل الإمام علي عليه السلام هو الفارس الوحيد الذي رد على عمر بن ود العامري، بارزه وأراده قتيلا وهذه القضية معروفة عند جميع المذاهب، حتى اليهود يقرون بها، والخوارج لم ينكروها على أمير المؤمنين عليه السلام، فهو يرى أن لا وجود لغزوة الخندق ولا وجود لمبارزة أساسا ويرى أن لا واقع حياتي لعمرو بن ود العامري، ومثل هذه الأراجيف كثيرة. 
 وكان مصيرنا أن نبقى في موقع ردة الفعل ونحن بحاجه إلى صناع الفعل والسيد آية الله السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم هو أول من تصدى ليرسم ملامح الفعل القوي المبدع ليسد به الثغرات كتابة وتحقيقا 
هذه العبارة شدتني للبحث عن حياة هذا العالم الجليل السيد عبد الرزاق المقرم من مواليد النجف 1307 هـ، تتلمذ على يد آية الله ضياء الدين العراقي والمرحوم النائيني والأصفهاني والشيخ حسين الحلي والشيخ محمد جواد البلاغي ودرس الفلسفة على يد المرحوم الكمباني، لديه أكثر من 45 مؤلفا وكان الشيخ أحمد الوائلي رحمه الله من المتواصلين مع كتاباته، بقى لخاتمة حياته يقرا في مقتل السيد المقرم، والسيد المقرم وهو شاعر من الشعراء الكبار. 
يا أبا الفضل يا نور عيني الحسين  
                            ويا كافل الظعن يوم المسير 
 أتعرض عني وأنت الجواد  
                           وكنت لمن بالحمى يستجير  
وكانت من ضمن مميزات حياته أنه يتمتع بروح شعبية عالية وهو أحد مؤسسي موكب النجف الأشرف يوم عاشوراء في كربلاء المقدسة، كان السيد المقرم يلقي مقتل الحسين عليه السلام بنفسه ثم ينطلق الموكب وهو أمامهم، اقترح عليه السيد المرجع أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره) أما أن يكون ممثلا في بلد معين، وأما أن يطوف في بلدان كثيرة ليعلم الناس ولينور الناس فكان يعتذر عن الأمرين لكونه لا يحب الشهرة، ويريد أن يبقى في عوالم التأليف. 
عالم مثابر بالقراءة، كان لا ينام إلا سويعات، مكبا على دفتره على كتابه رسائل المرحوم الشيخ أحمد الوائلي. 
إيه عبد الرزاق يا ألق الفكر 
                          والروح والإيمان والأخلاق 
 إن قبرا حللت فيه لروض  
                             سوف تبقى فيه ليوم التلاقي 
 مستنيحا عطاء ربك أرخ   
                            رحت عبد الرزاق للرزاق 
أما مؤلفاته فهي كثيرة منها مقتل الحسين عليه السلام، والعباس عليه السلام، وعلي بن زين العابدين عليه السلام، والشهيد مسلم بن عقيل، والسيدة سكينة، وكتاب زيد الشهيد سلام الله عليه، والمختار الثقفي، وكتابه ميثم التمار، والإمام محمد الجواد، وكتاب محمد الرضا، والحسين والحسن المجتبى، وعمار بن ياسر، والمقداد الكندي، وأبو ذر الغفاري، وغيرها من الكتب. 
تُوفّي (قدس سره) في السابع عشر من المحرّم 1391ﻫ بالنجف الأشرف، ودُفن في داره. 
رحم الله سيدنا المقرم صاحب الفعل الإبداعي

الموضوع السابق الشيخ أبوالقيس كهية في وجدان الشعر العراقي: قصيدة "فخر البيات" ليشار البياتي أنموذجًا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat