(مذكرات أقدم مدرس تاريخ في كربلاء الأستاذ عبد الرزاق الحكيم) (النصب التذكاري)
اسعد عبد الرزاق هاني
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
اسعد عبد الرزاق هاني

موعد اللقاء بالأستاذ عبد الرزاق الحكيم صار عندي من المواعيد التي انتظرها بلهفة.
حاول بعض الإخوان من المعلمين بالمشاركة معنا في جلساتنا التي صارت حديث حي المعلمين، وجميع تلك المحاولات باءت بالفشل لكون الدكان صغير لا يحتمل أكثر من وجودنا، وأحيانا يتواجد ابنه ثامر لإدارة الدكان ولاعتبارات أنه محل رزق، ومنه باب يطل على داخل البيت والأهم أن الأستاذ قافل على مواضيع كربلاء، ليس هناك شيء من مكابدات الحياة والشكوى والسوق، أغلب أحاديث المعلمين تدور عن السوق وغلاء وأسعار الطماطم
أتذكر في يوم من الأيام دار الحديث عن شيء أهملته كربلاء تماما، وهو بموقع متميز مكانه في قلب كربلاء، ساحة الميدان، قلت له أستاذ
- قرأت عن وجود نصب تذكاري كان موقعه في الميدان القديم ابتسم لي وقال
- لهذا الإهمال أسباب كثير وإلا النصب له أثر قيم، وكان فعلا في موقع متميز وسط الميدان القديم، قلت
- عجبا ليس له أي صورة أو رسم، لا أحد يعرف معنى النصب ومحتواه، أجابني:
- أقيم النصب تخليدا بنشر القانون الأساسي للبلاد، قلت هذا يعني أن الحكومة العثمانية هي التي أقامته، ابتسم لي وقال:
- الحكومة شيدت هذا النصب في منطقة الميدان وكتب على جانب من جوانب النصب (15 تموز) تخليدا لذكرى انقلاب السلطان عبد الحميد، وكتب على جهاته الأربع شعار الحكومة العثمانية، (أخوت/ مساوات/ حريت/ عدالت) وكانت تقام بالقرب منه سوق الهرج المزاد، ومعاملات البيع والشراء المباشر بالمزاد العلني، وقد أقيم على أنقاض هذا النصب بناية البلدية فيما بعد والتي عرفت (بالقرات خانة)، سالته
- أستاذ وما قصه القانون الأساسي للبلاد، وهل له علاقه بحياة النصب في كربلاء، قال
- عملة الربط وإرادة وحقيقية بمعنى أن الحكومة التي شيدت النصب التذكاري في كربلاء، هي نفسها الحكومة التي هدمته لتشيد فوق رفاته (القرات خانه) أي بلديه كربلاء، أولا علينا أن نعرف قصه قانون الأساس لأول دستور عثماني في عهد السلطان عبد الحميد هو الذي قام النصب من أجله.
هاجس الإصلاح السياسي والقانوني ولا سيما الدستوري منه ملازم للدولة العثمانية أن كان حقيقة أو ادعاء، ولعل محاولة وزير خارجية الدولة العثمانية (رشيد باشا في عام 1839) إدخال أحكام دستورية في نظام الدولة في عهد السلطان عبد المجيد الأول (1839-1861) هي أول محاولة جادة في هذا الاتجاه، ولكن لم تلق طريقها للنجاح.
وفي عهد السلطان عبد العزيز (1861-1876) قام مدحت باشا، وكان وزيراً للعدل، باقتراح دستور على السلطان، فما كان من الأخير إلا أن أمر بعزله فوراً من الوزارة.
وتولى مدحت باشا الصدارة العظمى (رئاسة الوزراء) في عهد السلطان عبد الحميد الثاني (1876-1909)، فعهد إليه السلطان تأليف لجنة لإعداد دستور للبلاد، فأعدّت اللجنة دستورا ونشرته تحت اسم "قانون أساس" في 23 ديسمبر/ كانون الأول 1876، وفي هذا التأريخ أو قريبا عنه صمم النصب ورفع في كربلاء، وضم الدستور الجديد الذي تأثر واضعوه بالدستور البلجيكي والروسي 12 قسماً و119 مادة، وأصبح دستوراً رسمياً للدولة، ونص على أن الإسلام دين الدولة وعلى إنشاء مجلسين للنواب والشيوخ وأناط وضع الميزانية بمجلس النواب وأقام الحكم في الولايات على أساس اللامركزية.
وبعد إحدى عشر شهراً من الحياة النيابية أوقف عبد الحميد العمل بالدستور، ولهذا أمرت الحكومة بهد النصب الذي عمر أشهرا قليلة في أكثر تقدير ثمانية شهر، ولهذا لم ينظر المختصون بالتأريخ له أثرا مهما سوى أنه كان يشغل مكانا ممتازا قلب المدينة.
رحت في يوم الثاني أقص قضية النصب على طلابي، وإذا الطلاب يطالبونني بصورة النصب، في حينها لم يكن هناك كاميرات، للأسف
موعد اللقاء بالأستاذ عبد الرزاق الحكيم صار عندي من المواعيد التي انتظرها بلهفة.
حاول بعض الإخوان من المعلمين بالمشاركة معنا في جلساتنا التي صارت حديث حي المعلمين، وجميع تلك المحاولات باءت بالفشل لكون الدكان صغير لا يحتمل أكثر من وجودنا، وأحيانا يتواجد ابنه ثامر لإدارة الدكان ولاعتبارات أنه محل رزق، ومنه باب يطل على داخل البيت والأهم أن الأستاذ قافل على مواضيع كربلاء، ليس هناك شيء من مكابدات الحياة والشكوى والسوق، أغلب أحاديث المعلمين تدور عن السوق وغلاء وأسعار الطماطم
أتذكر في يوم من الأيام دار الحديث عن شيء أهملته كربلاء تماما، وهو بموقع متميز مكانه في قلب كربلاء، ساحة الميدان، قلت له أستاذ
- قرأت عن وجود نصب تذكاري كان موقعه في الميدان القديم ابتسم لي وقال
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat