وأنا أعدّ وجبة الفطور، مرّت عليّ آيات الحوارات التي تدور بين أهل الجنة وأهل النار، فتوقفت عندها متأملة. يا الله! كم هو مشهد مهيب، عظيم فوق التصور! أن ينادي أهل النار أهل الجنة، يستجدونهم قطرة من النعيم الذي فاتهم، فيجيبوهم بقول فصل لا رجعة فيه. أو حين يستنجدون بمالك، خازن النار، فلا ينالون منه إلا الرد القاطع: “إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ”.
وكأنني أعيش هذا الحوار للحظة، أسمع أصواتهم، وأشعر بحسرتهم. كم هو مرعب أن يكون الفارق بين النعيم والعذاب مجرد قرار في الدنيا! لو تدبر الإنسان هذه المشاهد حقًا، لكفته ليوقن بعظمة الله، ولأدرك أن الغيب الذي أخبرنا به في كتابه الكريم ليس مجرد كلمات تُتلى، بل هو واقع لا محالة، وكأنه يحدث أمام عينيه الآن.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat