حوار افتراضي مع حارث الاعور الهمداني
بارعة مهدي بديرة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بارعة مهدي بديرة

البحث عن النقاء لا يعني مجاملة الحرف وافتراضية المكانة، التواريخ شاهدة وروح البساطة هي الدليل،
قلت افاجئه بجرأة السؤال
:ـ هل تغضبك كلمة الاعور حين يناديك به احد؟
اجابني بكل هدوء :ـ انا لا اغضب و لا ازعل ولا اقلق ولا يهمني شيء، لقد نلت من الحياة كل ما اريد،
قلت مستغربة كيف ؟ وغبطت الرجل لهذه الثقة العالية وكأني ارى فرحة تلميذ معفي بكل الدروس قبل الامتحان ،يبدو ان الوصف كان حقيقيا، هو ما يشعر به الحارث الهمداني ،
نعم انا الحارث بن عبد الله الهمداني المعروف بالأعور، وانت تعرفين اني من قبيلة همدان وهي من القبائل التي نزلت الكوفة قادمة من اليمن ولها بطون كثيرة، قلت اشاركه الحديث كلنا يعرف ان هذه القبيلة عرفت بالتشيع للإمام علي عليه السلام وقبل ان يبتدئ الكلام قلت ونعرف انك من خواص امير المؤمنين ومن اوليائه ومحل عنايته واهتمامه ومن كبار التابعين ومن اوعية العلم ومن افقه علماء العصر وتعلمت من امير المؤمنين علما جما، ابتسم لي وقال ومع هذا تسالين هل تغضبك كلمة الاعور؟
قمت بجرأة كاتبة تريد الوصول الى اقصى ما يمكن الوصول الى عمق الموضوع هذا السؤال لا علاقه له بالمكانة بل بالحالة النفسية بعضهم لا يتقبل هذه الاوصاف وان كانت حقيقية بعد هذا انت اثرت فضولي بهذه الثقة العالية بالنتيجة قال:ـ سأحدثك عن قصة مذهلة دخلت يوما على امير المؤمنين في نفر من الشيعة ، وكنت فيهم وانا مريض نهض الي وقال كيف نجدك يا حارث
قلت : نالَ منّي الدهر يا أمير المؤمنين، وزادني وجعا اختصام أصحابك ببابك، قال : ( وفيمَ خصومتهم ؟ ) قلت : في شأنك والثلاثة من قبلك، فمن مفرِط غال ومقتصِد وال ومن متردد مُرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم ؟ قال ( عليه السلام ) : ( فحسبك يا أخا همدان، ألا إنّ خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي . قلت : لو كشفت ـ فداك أبي وأُمي ـ الريب عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا .
قال : ( فذاك فإنّه أمرٌ ملبوس عليه ، إنّ دين الله لا يُعرف بالرجال بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله، يا حارث، إنّ الحقّ أحسن الحديث والصادع به مجاهد، وبالحقّ أُخبرك فأرعني سمعك ثمّ خبّر به مَن كان له حصافة من أصحابك، ألاَ إنّي عبد الله وأخو رسول الله وصدّيقه الأكبر، صدّقتُه وآدم بين الروح والجسد، ثمّ إنّي صدّيقه الأوّل في أُمتكم حقّاً، فنحن الأوّلون ونحن الآخِرون، ألاَ وإنّي خاصّته يا حارث، وصنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرّه، أُوتيتُ فهم الكتاب وفصل الخطاب وعلم القرآن، واستودعتُ ألف مفتاح، يفتح كل مفتاح ألف باب، يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد،: وأُمددت ـ بليلة القدر نفلاً، وإنّ ذلك ليجري لي ( والمتحفّظين من ذريتي ) كما يجري الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وأنشُدك يا حارث لتعرفني ووليي وعدوّي في مواطن شتّى، لتعرفني عند الممات وعند الصراط وعند الحوض وعند المقاسمة .
قلت : ما المقاسمة يا مولاي ؟ قال : مقاسمة النار أقاسمها قسمة صحاحاً ،أقول : هذا وليي [ فاتركيه ] وهذا عدوّي [ فخذيه ] (٤٠) . ثمّ أخذ أمير المؤمنين بيد الحارث فقال : يا حارث، أخذتُ بيدك كما أخذ رسول الله بيدي فقال لي ـ و [ قد ] اشتكيتُ إليه حسدة قريش والمنافقين ـ : إنّه إذا كان يوم القيامة أخذتُ بحبل الله أو بحُجزَته ـ يعني عصمة من ذي العرش ـ وأخذتَ أنت يا علي بحجزتي، وأخذتْ ذرّيتك بحُجزَتك، وأخذتْ شيعتكم بحُجزَتكم، فماذا يصنع الله عزّ وجلّ بنبيّه وماذا يصنع نبيّه بوصيه ؟ خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة، أنت مع مَن أحببت ولك ما اكتسبت ) . قالها ثلاثاً،: وقمت يجرّ ردائي جذلاً، لا أُبالي وربّي بعد هذا متى لقيتُ الموت أو لقيني .فهل في الامر اعور ابصر عين رعاها الله سبحانه، قلت له يا سيدي الحارث مثلما نلت شرف هذا الولاء انا سافخر اني التقيت في يوم ما ،
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat