حوار افتراضي مع عدي بن حاتم الطائي
بارعة مهدي بديرة
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
بارعة مهدي بديرة

أعرف بحق أنك اكتسبت اسم شيعي بجدارة، وكنت تعلن اعتزازك بهذا الانتماء، حتى صار كبيرهم يخشاك ويخشى مواجهتك، حتى على سبيل التحاور لذلك كان معاوية يحذر من حوله (إياكم وعدي)، كنت دائما اشتاق لأعرف أخبار تلك المقابلات التي حين أقرأها أشعر بخشوع الانتماء، وبهجة النفس بالرضا:
ـ حدثني يا أبا طريف عن الذي حدث عند معاوية وردك على ابن الزبير وأنا أدرك أن الأبطال تخجل عند ذكر مواقفها، فقال لي ومرارة الابتسامة على شفته دخلت يوما على معاوية وكان عنده ابن الزبير وأنا رجل خبرته المواقف، عرفته أنه سيحاول التنكيل بي لأن عيني ذهبت يوم الجمل، ومثل ما توقعت فابن الزبير لا يتحمل وجودي دون أن يشاكس التواريخ، كنت أعرف أنه يحمل قلبا لا ينظف على سيدي أمير المؤمنين عليه السلام، وينقصه أن يعوض خساراته بالتنكيل بأي موقف من المواقف المشرفة بحق مولاي أمير المؤمنين، يريد أن يتقرب بكرامتي إلى معاوية ويرتضيه على حساب المواقف سألني أين ذهبت عينك يا أبا طريف؟
سؤال فيه رائحة الشماتة ونزق الهوى والحقد الوبيل، فلم يبق لما أخفيه أو أخبيه لغد آخر، أجبته يوم فر أبوك منهزما فقتل وضربت على قفاك وأنت هارب وإنا مع الحق وأنت مع الباطل، هو لا يجهل الأمر ليسألني، هو يعرف أني عدي بن حاتم الطائي رئيس قبيلة الطي ومن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن شيعة أمير المؤمنين عليه السلام، صاحبته في جميع حروبه، وهو يعرف أني من أعوان الحسن عليه السلام ويدرك أني ما تركتهم يوما، ومعاوية أيضا مثله يعرف أني كنت أحرض الناس بأن يلتحقوا بجيش الإمام الحسن عليه السلام ليحاربوا معاوية ويقاتلوه ويلعنوه، ويعرف ابن الزبير وكذلك سيده معاوية مكانتي عند النبي صلى الله عليه وسلم كان يوسع لي المجلس في نفسه، وولاني على صدقات قبيلتي طي وأسد، أنا كنت مع إمامي في كل المواقف حتى في موقفه مع خلفاء السقيفة حيث أراد أن لا يكسر شوكة الإسلام بفرقة، إلا في خلافة عثمان أعلنت موقف المعارض هو يعرف وسيده معه أني كنت من أبطال الجمل جمعت 13,000 راكبا من قبيلتي لنصرة الإمام في معركة الجمل وعندما أمر الإمام بعقل جمل قائدتهم هجمت نحوه وقتل ولدي طريف، وهو يعرف وسيده أني حامل راية صفين فقد دفعها لمولاي أمير المؤمنين، وأرسلني إليه لادعوه وقومه إلى الله وكتابه وإلى الجماعة ويوم النهروان كنت أقاتل بعين واحدة حين فقدتها في معركة الجمل وفي النهروان قتل ابني طرفة فدفنته هناك في النهروان، هم يعرفون من أنا.
قال معاوية ما فعل الطرفات يعني أولادي الشهداء طريف طراف وطرفة أجبته بحزن قتلوا مع أمير المؤمنين عليه السلام، فقال لي ما أنصفك علي إذ قدم أبناءك وأخر أبناءه، هذا الرجل معاوية يريد ويحلم أن يرانا منكسرين نحن شيعة علي عليه السلام قادته، إنه يدرك ما يقول ويعي الغمزة في قوله أجبته:
ـ بل أنا ما أنصفته إذ قتل سلام الله عليه وبقيت بعده، قال لي معاوية حينها أما أنه قد بقيت قطرة من دم عثمان، لهذا حذرته الإساءة لعلي عليه السلام والله يا معاوية أن قلوبنا التي أبغضناك بها لفي صدورنا وأن أسيافنا التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا، ولئن أدنيت إلينا من الغدر فترا لندين لك من الشر شبرا، وأن حز الحلقوم وحشرجة الحيزوم لأهون علينا من أن نسمع المساءة في علي عليه السلام.
هم يعرفون من أنا يوم نادى الإمام عليه السلام أنشد الله من شهد يوم غدير خم ألا قام، أريد من سمعت أذناه ورات عيناه فقمت ومعي 16 رجلا فقال هاتوا ما عندكم فرويت للناس شهادتي قلت لهم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من والاه وعادي من عاداه)
تركني وعاد إلى مثواه وما زلت أسمعه يصيح (من كنت مولاه فهذا علي مولاة اللهم وال من والاه وعادي من عاداه)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat