الجامعة التقنية الوسطى تخصص : قسم علمي لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة
باسل عباس خضير
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
باسل عباس خضير

يتم استخدام مصطلح الاحتياجات الخاصة Special needs في التشخيص ألسريري والتطور الوظيفي لوصف الأفراد الذين يحتاجون إلى مساعدة بسبب إعاقة ، والتي قد تكون طبية أو عقلية أو نفسية ، وهذا مصطلح واسع ويشمل أي من الصعوبات المختلفة مثل الإعاقة ( الجسدية أو العاطفية أو السلوكية أو التعليمة أو ضعفها ) التي تتسبب في أن يطلب الفرد خدمات إضافية أو متخصصة مثل تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة و حتى ترفيههم ، وذوي الاحتياجات الخاصة جزءا لا يتجزأ من كل المجتمعات فهم من الذكور والإناث ومن الصغار والكبار ومن مختلف فئات المجتمع بكل الاعمار ، واحتياجاتهم البسيطة او المعقدة قد تنشا لأسباب وراثية منذ الولادة او من عوامل تتطور فيما بعد للإصابة ببعض الأمراض او عند تعرضهم للحوادث والحوادث غالبا ما تكون من الأسباب المهمة للإعاقات ، وحسب إحصاءات منتشرة فان هناك أكثر من مليار شخص في العالم لديهم شكل او أكثر من الإعاقة ، وغالبا ما لا يحصل الأشخاص ذوي الإعاقات على الرعاية الصحية اللازمة ، فربما نصف الأشخاص المعاقين لا يمكنهم توفير تكاليف الرعاية الصحية مقارنةً بثلث الأشخاص من غير المعاقين ، ولا يختلف العراق عن غيره من البلدان في وجود ذوي الاحتياجات الخاصة وهم يشكلون ما لايقل عن 10% من السكان نظرا لتعرض البلد إلى ظروف أنتجت ولا تزال تنتج الإعاقة سواء ما يتعلق بالجوانب البيئية و الاجتماعية او الحروب والحصار والحوادث والنزاعات وغيرها من الأسباب .
ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة لا يمكن أن تتم غالبا من قبل الفرد وعائلته او من إمكانياتهم الذاتية نظرا لطبيعة متطلبات وتعقد وتكاليف وندرة تلك المتطلبات ، وذلك يستدعي تدخل المجتمع وبالذات الدولة بكل أشكالها لإسناد هذا الموضوع ، وعلى المستوى العالمي يتم إنشاء هيئات ومؤسسات ومستشفيات تعنى بالموضوع ، وفي بلدنا حظي هذا الموضوع باهتمام الدولة في عددا من المجالات العلاجية والمادية والاجتماعية وحسب توفر الإمكانيات ، وقد تم تشكيل هيئة حقوق ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة وترتبط بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية ولها علاقات محلية وخارجية ومع مختلف الجهات للقيام بأعمالها كلما أمكن ذلك ، وفي هذا الخصوص تتم الاستفادة من خبرات وإلامكانيات الدولية ومنها منظمة اليونيسيف في مجالات عديدة ومنها تنفيذ مشروع الربط الشبكي بين مركز البيانات والدوائر والأقسام التابعة للهيئة لتقديم أفضل الخدمات للمستهدفين أينما يكونون ، كما إن هناك منظمات غير حكومية N G O تنشط في هذا المجال ، وعلى مستوى التعليم الجامعي التقني الحكومي في بغداد يبرز دور احد أقسامها العلمية في هذا المجال ، إذ يُعد قسم تقنيات العلاج الوظيفي من الأقسام العلمية المهمة في المعهد الطبي التقني بغداد ( احد تشكيلات الجامعة التقنية الوسطى ) ، تأسس القسم عام 1993 تحت مسمى "فرع رعاية المعاقين"، وشهد عدة تغييرات في تسميته حتى اعتمد التسمية الحالية "تقنيات العلاج الوظيفي" بدءًا من العام الدراسي 2024-2025 ، و بموجب موافقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وجاء تغيير الاسم تلبيةً حاجة سوق العمل واستجابةً لمطالب وزارة الصحة التي أكدت على ضرورة وجود اختصاص العلاج الوظيفي ، يهدف القسم إلى تأهيل تقنيي العلاج الوظيفي للعمل في مجالات التأهيل الطبي والنفسي والمجتمعي من خلال إعداد ملاكات متخصصة تسهم في مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على تحقيق الاستقلالية والاندماج في المجتمع .
و يحمل خريجو القسم لقب "تقني علاج وظيفي"، ويتولون مهاماً متعددة تشمل : تقييم قدرات ذوي الإعاقة باستخدام أدوات تخصصية لتحديد الخطط العلاجية المناسبة وفق احتياجاتهم الفردية ، تنفيذ برامج العلاج الوظيفي لمساعدة المصابين بإعاقات بدنية أو سمعية أو بصرية أو عقلية أو المصابين بالتوحد على أداء الأنشطة اليومية بشكل طبيعي ، تدريب المستفيدين على استخدام المعينات والأجهزة التعويضية لتحسين جودة حياتهم ، تعليم مهارات الرعاية الذاتية مثل الاستحمام واللباس وتناول الطعام والنظافة الشخصية لتعزيز استقلاليتهم ، تصميم وتطوير الأدوات المساندة التي تسهم في تسهيل أداء المهام اليومية وتدريب المرضى على استخدامها ، المشاركة في برامج التأهيل الشامل التي تشمل التأهيل الوظيفي والنفسي والمجتمعي والطبي والمهني ، العمل ضمن الفرق الطبية في المستشفيات ومراكز التأهيل الطبي ووحدات العلاج الوظيفي وأقسام رعاية أطفال التوحد وصعوبات التعلم، ومستشفيات الأمراض النفسية والإدمان، وضع وتنفيذ البرامج العلاجية بالتعاون مع المختصين والمنتفعين لضمان تحقيق أفضل النتائج ، ويتمتع خريجو قسم تقنيات العلاج الوظيفي بفرص عمل واسعة في القطاعات الحكومية وغي الحكومية الصحية والتأويلية ، حيث إنهم مؤهلون للعمل في : مستشفيات ومراكز التأهيل الطبي التابعة لوزارة الصحة العراقية في بغداد والمحافظات ، وحدات العلاج الوظيفي ( الحرفي ) وأقسام رعاية أطفال التوحد وصعوبات التعلم ، مستشفيات الأمراض النفسية والعقلية والإدمان ،و يشكل خريجو هذا التخصص إضافة نوعية للقطاع الصحي ، كونهم يساهمون في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز قدرتهم على العيش باستقلالية ، مما يجعل هذا التخصص من المجالات الحيوية التي تلبي احتياجات المجتمع .
ونحن نتكلم عن هذا القسم العلمي لا يفوتنا أن نذكر بان عدد مخرجات هذا القسم لا تتناسب مع مجمل احتياجات ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف الإعاقات لا قصورا من الجامعة او المعهد وإنما استنادا للطاقات الاستيعابية للقبول ، فالجامعة أدت واجبها في رعاية هذا القسم ولكن ننتظر من الجامعات الحكومية والأهلية أن تتبنى افتتاح أقسام مماثلة تتولى قبول وتخريج الطلبة في هذا التخصص المهم ، فأصحاب الاحتياجات الخاصة الذين لايقل عددهم عن 10 ملايين في بلدنا تتطلب جهدا وطنيا في مجال رعايتهم وتقديم ما يحتاجون إليه من إسناد بنشاط جمعي يشترك به الجميع بمختلف الفعاليات ، وهي ليست مسالة تعاطف معهم فحسب وإنما من باب الإيفاء بالواجبات الوطنية والإنسانية ، فهم وعوائلهم بحاجة لتسهيلات مختلف المجالات لأعانتهم وتقديم ما يحتاجونه من رعاية واحتضان لكي يكونوا منتجين ولو بالحد الأدنى بدلا من تركهم ( عالة ) على عوائلهم والمجتمع بشكل عام ، وتلك الفعاليات والنشاطات يتوجب أن لا تكون فردية او عشوائية وإنما منظمة ضمن خطط واستراتيجيات تستوعب كل الاحتياجات ، إنها ليست مهمة مؤقتة وإنما وظيفة تحتاج لإدخالها لحيز التطبيق بأسرع ما يكون .
ملاحظة : تمت الاستعانة بالإعلامية أسراء الطائي لتوفير معلومات عن عمل القسم
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat