إنَّ لهذا الشهر المبارك أثرًا كبيرًا في الصلاح والإصلاح الفردي والمجتمعي؛ بسبب هذه العبادة العظيمة الرائعة (الصوم)، والتي يجاهد الصائم بها النفس الأمارة ويحاول تهذيبها من كل ما لا يليق بها، فكانت تلك المحاولة في الأيام الثلاثين حيث إمساك الجوارح عن معصية الله تعالى، وحجبها عن القيام بذلك بمراقبتها في النهار، ومحاسبتها في الليل إلى السحر فالفجر، ليبدأ في تهذيبها في اليوم التالي مرة أخرى أكثر تشديدًا ومراقبة، والإحساس بطمئنينة ذلك، حيث راحة اللسان عن ارتكاب معاصيه الفردية والنوعية، والأذن وإمساكها عن كل سيئة قد يسمعها من الآخرين أو يستمع إليها، وهكذا البصر وجوارحه الأخرى، فيستبدل ذكر الله تعالى بلسانه عن ذكر أحوال الناس وخصوصياتهم، ويستبدل استماع نداء آيات كتاب الله تعالى عن استماع أحوال الناس وخصوصياته، ويستذكر قلبه آلاء الله ونعمه التي لا تحصى عن التفكير بوساوس مختلفة، ويستعد للعمل الصالح والبناء للنفس والأسرة والمجتمع عن التفكير بنفسه ورغباتها وشهواتها الخاصة.
ثم نرى ذلك الجد الأكبر في التوجه إلى المولى ليالي القدر حيث الدعاء والمناجاة، والصلاة والعهد لله تعالى بالعبودية والولاء، وغيرها من أعمال غايتها الصلاح والإصلاح، وليس إشغال اللسان أو الجوارح بأعمال لا غاية عالية مقصود منها سوى الطعام والشراب .. والسلام
٢٤ شهر رمضان ١٤٤٦هج
٢٥-٣-٢٠٢٥م
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat