صفحة الكاتب : بتول ناصر وادي

دمعة العباس: فخر لا يسقطه الزمن
بتول ناصر وادي

 هل يُعقل أن تنحني عين العباس، التي شهدت كل أهوال كربلاء، لتهبط منها دمعة يملؤها الضعف؟ لا، لا يمكن. دمعة العباس ليست دمعة حزن، بل دمعة عز لا تنحني أمام الزمن. هي دمعة تسطر تاريخًا، دمعة تحمل في طياتها شرف التضحية، دمعة ترفرف فيها قوة لا تنطفئ، فهي لا تسقط إلا على قلب ينبض بالثبات والإصرار.

الدمعة التي تجدد العهد

إذا أردنا أن نعرف مكان سقوط تلك الدمعة، فلنذهب إلى أرض المعركة  بزمن داعش حين ظن العالم أن العراق سيكون ضحية جديدة لطغيان ظن الجميع أنه لا نهاية له. هناك، حيث يتقدم رجال الحشد، حاملين نفس العزيمة التي حملها العباس، لن تجد سوى رجال كتبت أجسادهم بالنضال، وقلوبهم بالوفاء. دمعة العباس سقطت في لحظة انتصار، حين وقف هؤلاء الأبطال في وجه الطغاة، رافعين الراية نفسها، ممهدين درب النصر كما فعل هو ذات يوم. هي دمعة العهد المتجدد، دمعة سقطت على أرض تجدد فيها التاريخ، ودُوّنت بماء العز والكرامة.
في اللحظة الحاسمة، حيث يتناثر الصوت وتغرق الأرض في صمت، تلتقي الدمعة مع النصر. لا شيء سوى أبطال يقاتلون بشجاعة، يتقدمون بلا تردد كما فعل العباس يوم عبر نهر الفرات ليجلب الماء لأخيه الحسين. عبوره كان رمزًا في ذلك اليوم، أما عبورهم هو تجسيد لتلك الروح العظيمة. "لبيك يا حسين"، ترددها شفاههم، وكأن العباس يقودهم من جديد، يحرك السيوف، ويرتفع راية العز.

دمعة العزيمة التي لا تتوقف

دمعة العباس اليوم ليست دمعة ماضٍ انقضى، بل هي دمعة الحاضر الذي لا ينحني. هي دمعة تشرق على أرض تحمل في جوانبها رجالًا خُلقوا من نفس العباس، من عزيمة الحسين، ومن حلم الشرف الذي لا يخبو. دمعته سقطت، و هي تُعيد كتابة التاريخ، وتروي قصة فخر لن يسقط أبدًا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بتول ناصر وادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/18


  أحدث مشاركات الكاتب :

    • التاريخ يصرخ: من قتلني؟!  (المقالات)



كتابة تعليق لموضوع : دمعة العباس: فخر لا يسقطه الزمن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net