صفحة الكاتب : زاهر حسين العبدالله

حوارية ( ١٢٧ )ماذا نقول لمن يقول أن أخلاق غير المحجبة أفضل من أخلاق المحجبة ؟
زاهر حسين العبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

السائل :

السلام عليكم ورحمة الله سؤال شيخنا 

  أنا كنت داخلة في نقاش بخصوص الحجاب والعباية وكانت التي ضدي

 تقول: أن التي لا تلبس الحجاب تكون أخلاقها أفضل والتزامها أكثر في الدين. 

وتقول أيضاً: التي تكون كاشفة شعرها أخلاقها أحسن وملتزمة في الصلاة والصوم أكثر من المتسترة بالحجاب أو لابسة نقاب أو حجاب بشكل عام أي المحتشمة 

تقول هذا الكلام كي تتخذه مبرراً لها في كشف شعرها وخروجها غير محتشمة ومتقيدة بالحجاب الشرعي 

فما هو الرد المناسب الذي ينبغي أن تسمعه ؟

 

✋الجواب بسمه تعالى : 

 نحتاج جواب نقضي وتحليلي.  أما الجواب النقضي 

نقول : إذا كان هناك مُحجبات محتشمات ويلبسن النقاب أخلاقهن سيئة وغير ملتزمة بالصلاة والصيام بالمقابل بنفس المستوى والكمية هناك من غير المحجبات أخلاقهن سيئة وغير ملتزمة بالصيام والصلاة وغيرها من الفرائض الشرعية أيضا فإن قلتي لا المحجبة المفروض تكون أكثر إلتزاماً ويمنعها حجابها من الوقوع في المحرمات الأخلاقية والشرعية نقول الحكم الشرعي والالتزام بالأخلاق لا يفرق بين المحجبة وغير المحجبة 

💡الخلاصة: 

الالتزام بالحكم الشرعي والأخلاقي ليس متوقفاً على أفعال بعض غير المحجبات أو المحجبات فالذنب ذنب فعلته هذه أم فلعته تلك الأمر عند الله سبحانه سيان فلا فرق في بين كلا الأمرين . كما 

قال تعالى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ(٧)وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ(٨)}الزلزلة.

 

💭الجواب التحليلي : 

أختي اسمعيني بعين العقل والقلب معاً الله سبحانه وتعالى جعل أحكامه الشرعية لتنظم حياة الإنسان وتحفظ كرامته وتصونه من الانحراف الأخلاقي والقيمي والسلوكي ويحفظ حدوده فرسم خطاً واضحاً لمن أرادت خير الدنيا والآخرة وهو طريق الزهراء عليها السلام فنحن نأخذ هذه الأحكام نطبقها على أنفسنا والخطاب هنا لجميع النساء سواء كانت محجبة أو غير محجبة بلغة اليوم إن الله جعل لنا قانوناً يحفظ كرامة المرأة وعفتها وأخلاقها وعزتها دون قيد أو شرط فمن التزمت منكن بهذا القانون فازت بخير الدارين. فلا يجوز لنا أن نأخذ من هذا القانون ما يعجبنا ونترك مالا يعجبنا فتبع بذلك خطوات الشيطان من حيث نشعر ومن حيث لا نشعر فإذا أرادت المرأة أن لا تلتزم بهذا القانون تتخذ لها سبب ومُبرر كي تمارس ما يحبه هواها فترمي من التزمت بالحجاب والعفة  وأخلاقها السيئة فُتعمم فتكذب على نفسها بوسواس الشيطان 

بإن تقول هذه تقيّدت بالحجاب الشرعي فلم يمنعها من الخلق السيئ ولم يجعلها ملتزمة الفرائض. فيكون ذلك تبريراً لما تريد أن تخالفه من ذلك القانون الرباني . فإن الشيطان أخذ على نفسه عهداً أن يغوي الناس جميعاً حيث قال [ قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٣٩) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٤٠)] الحجر . فجاءه الجواب من الحق سبحانه وتعالى لهذا الملعون في قوله تعالى { قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ(٤١) إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ(٤٢) وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ(٤٣)}الحجر. 

هنا الله سبحانه وتعالى من بالغ رحمته على خلقه أن أعطاهم الأمان وقال لهم لا يستطيع الشيطان أن يُنفذ عهده لأنه لا سُلطان له عليكم وعليكن بشرط أن لا تتبعوه فتضلوا الطريق كما قال تعالى زيادة منه سبحانه وتعالى لحفظنا من مكر الشيطان حيث قال تعالى { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ وَ مَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَ الْمُنْكَرِ وَ لَوْ لا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ ما زَكى‏ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَ لكِنَّ اللَّـهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَ اللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(٢١)}النور . 

هنا الله سبحانه وتعالى يُحذرنا من اتباع الشيطان كي لا نقع فريسة سهلة في فخاخه ومكره بترك الحجاب والعفة ثم تتبعها خطوات خطيرة فيأمرنا بعدها بالفحشاء والمنكر وهو ترك الحجاب والستر ويعطيه مبررا مغلوطا أن بعض المحجبات أخلاقهم سيئة ولذا يحذرنا الحق سبحانه من مكره باستمرار. لأنه يُزيّن الذنوب والمعاصي كي تفعلها المرأة براحة وبدون تأنيب الضمير 

نقول لكي أختي الكريمة كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام ( وقال عليه السلام: أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله، فإن الناس اجتمعوا على مائدة شبعها قصير، وجوعها طويل، وساق الكلام إلى قوله عليه السلام: أيها الناس من سلك الطريق الواضح ورد الماء، ومن خالف وقع في التيه ) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٦٧ - الصفحة ١٠٧

فالمعتمد والمدار هو ما أراده الله سبحانه وليس ما يفعله الناس وما يريده الناس وما يفعله المجتمع بل كل المدار ما أراده الله سبحانه حتى لو خالفه المجتمع كله وليس المحجبات فقط كما تتوهم الأخت التي حاورتك.

☝️السائلة : 

طيب لو قالت لي وكيف أعرف الحكم الشرعي في أمر الحجاب من عدمه من القرآن الكريم ؟ وهل لي أن أفهمه وحدي وأفسره بما يناسب هواي أو فهمي ؟ 

 

✋الجواب : 

بل نأخذه بما أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحيث لو اتبعنا هذه الوصية لعصمتنا من الضلال والانحراف حيث قال روحي فداه ( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا:

كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.) وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٢٧ - الصفحة ٣٤.

ومن يفهم أحكام الله بشكل دقيق ويبرئ الذمة أمام الله هم مراجع الدين الذين اجهدوا وبذلوا أنفسهم في خدمة الإسلام والمسلمين حفظهم الله تعالى حيث 

قال تعالى 

{وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَ لْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى‏ جُيُوبِهِنَّ وَ لا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى‏ عَوْراتِ النِّساءِ وَ لا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَ تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(٣١)}النور

فالمتأمل في هذه الآيات الكريمة تشير لعدة لوازم غاية في الأهمية نختصرها 

في نقاط :

١-المرأة المؤمنة تغض بصرها عمّا حرم عليها من كل أي ما حرمه الله سبحانه وتعالى وما يثير شهوتها بأي حال من الأحوال.

٢-أن تحفظ نفسها بالستر الكامل والعفاف بلبس محتشم لا يظهر منها ما يثير الأجنبي عنها .

٣-ألا تبدي أي زينة منها مثل الشعر والجمال الخدين واليدين والساق وما أعلى من ذلك من باب الأولى من التبرج ونزع الحياء .

٤-أن يقتصر زينتها المقبولة من شعر وساق مما لا يثير الشهوة والريبة لإخوانها وأخواتها وإخوانها وغيرهم  ممن يرونهم ويحل النظر إليهن.

٥-أن تلبس الجورب ولا تضع السلسال أو الحذاء الذي يظهر الصوت أو المشية المايعة المثيرة لمن في قلبه مرض وغيره ممن أودع الله في نفسه غرائز الشهوة فلولا التهاون في الحجاب لما تجرأ أن ينظر إليكن أحد .

٦-يوصينا الله سبحانه وتعالى بالتوبة إذا اتبعنا رغباتنا وميولنا القريبة من طاعة الشيطان والبعد عن طاعة الرحمن. 

نكتفي بهذا القدر ثم علينا أن نلتزم بفهم الفقهاء والمراجع لحدود الحجاب كلاّ حسب تقليده فقد وضع المراجع حدود الحجاب في رسائلهم العملية.

 

❇️الخلاصة وجدانية:

إن الدنيا قصيرة جداً لا تستحق أن أعطي تبريرات لفعل المحرمات كي لا أخسر آخرتي بها فمن تُقدم طاعة الله سبحانه ورسوله وعترته الطاهرة في كل أفعالها وأخلاقها هي الناجية يوم القيامة ومن تختار معصية الله سبحانه بأقوال واهي مثل : فعلت ما يفعله الناس والمجتمع حتى لو كان مخالفاً لأوامر الله ونواهيه أو بقولها الدنيا تغيرت لازم نجاري الزمن فهذه ستخسر دنياها وآخرتها لماذا ؟ لأن أول من يتبرأ منك يوم لا ينفع مال ولا بنون هم من اتبعتيهن في دار الدنيا كما في قوله تعالى 

{ إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (٦٦) وَ قالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُا مِنَّا كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللَّـهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النَّارِ(٦٧)} البقرة . 

فعلينا أن نتقي الله ونحذر أشد الحذر ممن يريد هتك سترنا وحجابنا وعفتنا تحت مسميات براقة ومزخرفة ومنمقة تدغدغ مشاعر الأنا وترغب في المعصية وتبعد عن الطاعة المطلقة لله سبحانه نسأل الله بحق الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها أن يحفظ نساء المسلين والمسلمات في مشارق الأرض ومغاربهن فو الله صلاحك وحجابك وعفافك أن صَلح صلُح المجتمع وإن فسُد فَسَد المجتمع فعليكن مسؤولية حمل هذه الأمانة الصعبة في هذا الزمان فمن حملتها بحق جعلها الله في أعلى عليين ونقصد الحجاب والعفة في المظهر والجوهر في الشكل والمضمون وليس واحدا دون الآخر والحمد لله رب العالمين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر حسين العبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/09/05



كتابة تعليق لموضوع : حوارية ( ١٢٧ )ماذا نقول لمن يقول أن أخلاق غير المحجبة أفضل من أخلاق المحجبة ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net