صفحة الكاتب : رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

نظرة من نافذة الإنصاف : من هم شيعة أهل البيت (عليهم السلام)؟
رياض السيد عبد الأمير الفاضلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


بين يدي خدّام الدين، أهل التقرّب لله تعالى بطاعة أولياءه وحججه (عليهم السلام)، بين يدي مناقب شيعتهم، شيعة أهل البيت (عليهم السلام) هم من يبكون على الكرم والجود والعطاء إذا فارقهم، هم من يهرعون لفكّ حصار من حوصر في أيّ مكان، فهذا طبع جرى في عروقهم، وحمرة حسرة تكتوي بها أفئدتهم، هم الذين لا يبقى لهم قلب إذا سمعوا بعطشان يستسقي، هم من ينصرون الحقّ على الباطل،  ويغيثون الملهوف، ويكسون العريان.

        هم من إذا نودوا لدفع ملمّة لبسوا قلوبهم على دروعهم لا يهابون أحداً من أعداء الله تعالى، شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) اهل التضحية والفداء، وعنوان يستحقّ أن يتأمّل العاقل في زراعتهم في الدنيا لأجل الفوز بآخرة عظيمة، يصبرون على حرّ الحديد حتى الشهادة، ولكن لا يصبرون على صغير ضلّ عن أهله، او حيف وقع على ضعيف، ولو للحظات يسيرة، فجرحهم لا يبرء.

        أخلاقهم تسير أمامهم كما يسير النور امام القناديل، صغارهم لا تشبه الصغار وكبارهم فاقت بالكبار، تراهم يقدّمون الرقاب دون الدين، فهذا عرق ينبط فيهم ورثوه من ساداتهم، يرفعون شعار التوحيد ويفهمونه من نور الولاية، لا تأخذهم السياسة عن هويتهم،  ولا تشغله، السلطة عن أئمّتهم، لهم صفات لا تعدّ تعلّموها من سادتهم (عليهم السلام أجمعين)، تفوح من وجوههم السماحة، ومن سمتهم السجاحة، يصلون رسول الله بحفظ وصيّته، لا يقبلون من غير الله تعالى ولا يحكمون بظنّ ولا قياس، لهم في كلّ ذكرى دمعة على المبادئ والقيم، ولهم مجالس ينصرون بها المظلوم، لا يجاملون ولا يداهنون، أنصار الإمام الحسين (عليهم السلام)، يخدمون دينهم وحجج ربّهم.
          يحبهم لهم أولياء الله تعالى حيث الامام الصادق عليه السلام: عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابنا ، عن إبراهيم بن عقبة ، عن معاوية بن وهب قال : استأذنت على أبي عبد الله عليه السلام فقيل لي :
        أدخل ، فدخلت فوجدته في مصلاه في بيته فجلست حتى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربه ويقول :
         " يا من خصنا بالكرامة وخصنا بالوصية و وعدنا الشفاعة وأعطانا علم ما مضى وما بقي وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا اغفر لي ولإخواني ولزوار قبر أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) الذي أنفقوا أموالهم و أشخصوا أبدانهم ، رغبة في برِّنا ، ورجاءً لما عندك في صلتنا ، وسروراً أدخلوه على نبيك صلواتك عليه وآله ، وإجابة منهم لأمرنا ، وغيظاً أدخلوه على عدونا أرادوا بذلك رضاك ، فكافهم عنا بالرضوان ، واكلأهم بالليل والنهار ، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذي خلفوا بأحسن الخلف ، وأصحبهم واكفهم شر كل جبار عنيد ، وكل ضعيف من خلقك ، أو شديد ، وشر شياطين الإنس والجن ، وأعطهم أفضل من أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم ، وما آثرونا به على أبنائهم وأهاليهم و قراباتهم ، اللهم إن أعدائنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا وخلافا منهم على من خالفنا ، فارحم تلك الوجوه التي قد غيَّرتها الشمس ، وارحم تلك الخدود التي تقلبت على حفرة أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، وارحم تلك الأعين التي جرت دموعها رحمة لنا ، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا ، وارحم الصرخة التي كانت لنا ، اللهم إني أستودعك تلك الأنفس ، وتلك الأبدان حتى نوافيهم على الحوض يوم العطش .فما زال يدعو وهو ساجد بهذا الدعاء، فلما انصرف قلت: جعلت فداك لو أن هذا الدعاء الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله عز وجل لظننت ان النار لا تطعم منه شيئا أبداً ، والله لقد تمنيت أني كنت زرته ولم أحج ، فقال لي : ما أقربك منه فما الذي يمنعك من زيارته .
 ثم قال : يا معاوية ولم تدع ذلك ، قلت : جعلت فداك لم أدر أن الأمر يبلغ هذا كله ، فقال : يا معاوية من يدعو لزواره في السماء أكثر ممن يدعو لهم في الأرض . لا تدعه لخوف من أد فمن تركه لخوف رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان بيده. أما تحب ان يرى الله شخصك وسوادك ممن يدعو له رسول الله صلى الله عليه وآله، أما تحب أن تكون غداً ممّن تصافحه الملائكة؟
فماذا تريد أن أقول عن شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) بعد هذه العناية؟
         هم الفرقة الناجية، والمذهب الحقّ إنّ الحبّ في الله تعالى والرحمة التي نراها بين خدام الامام الحسين (عليه السلام) وزواره فاقت حبّ المال والأولاد، ومن الشواهد على ذلك أنّهم بذلوا أموالهم وسخّروا إمكاناتهم لأجل هذا الحبّ والولاء، ولم يمنعهم عن الخدمة والزيارة فقد الأهل والأولاد، والأخلاق التي يحملها خدام الامام الحسين عليه السلام أكثر بكثير من معجزة الخدمات العجيبة التي بلغت مبلغاً لولا أنّنا رأيناها لما صدّقنا، لا عجب هكذا يكون من عرف حقّ أهل البيت (عليهم السلام)، وجعلهم قدوة.
        سيأتي اليوم الذي يعرفهم العالم بأكمله، وتكون في العراق عاصمة إمام الكون بأسره.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رياض السيد عبد الأمير الفاضلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/08/17



كتابة تعليق لموضوع : نظرة من نافذة الإنصاف : من هم شيعة أهل البيت (عليهم السلام)؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net