صفحة الكاتب : د . وسيم وني

أطفال فلسطين ضحية آلة القتل الإسرائيلية ..
د . وسيم وني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها كيان العدو الإسرائيلي على قطاع غزة إلا أن آلة القتل لا تفرق بين شيخ وطفل وإمرأة ومدني وتصوب جم نيرانها تجاههم بدون رحمة أو وازع من ضمير ، بجرائم يندى لها جبين الإنسانية  ولم تسجل بالتاريخ وخاصة ما يتعرض له الأطفال في غزة من قتل وعنف وترويع وترهيب .

 

وبالطبع ليس آخرها قصف العدو الإسرائيلي المتعمد لمدرسة الجاعوني في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة والتي تضم العدد الأكبر من النازحين من أبناء شعبنا الفلسطيني، وبرغم تزويد وكالة الأنروا لقوات العدو الإسرائيلي لاحدثيات المدارس التي تؤوي النازحين الفارين من آلة القتل الإسرائيلية إلا أن كيان العدو لا يوجد لديه حرمة للدم الفلسطيني وأقدم على ارتكاب مجزرة جديدة عن سابق تصميم وتدبير راح ضحيتها أكثر من ستة عشر شهيداً وإصابة خمسين آخرين جلهم من الأطفال .

 

و بلا ريب لا يوجد أي مبرر لاستهداف المدارس التي تؤوي النازحين واستهداف المدنيين فيها وبشكل خاص الأطفال سوى أن هذا الكيان لديه قاعدة هي أن كل ما على أرض غزة هو مستهدف ويتفنن في قتل المدنيين واستهداف المنشآت المدنية  ليزيد من معاناة شعبنا الفلسطيني وفي تحد صارخ للمجتمع الدولي برمته وللقوانين الدولية .

 

ومن أجل حماية الأطفال فقد أسبغت القواعد الدولية حماية خاصة للأطفال في النزاعات المسلحة، وجعلت من تجنب المساس بهم واجباً على الأطراف المتحاربة، بوصفهم من المدنيين المتمتعين بالحماية الدولية، وجعلت هذه الاتفاقيات المساس بهم جريمة يعاقب عليها القانون؛ فنصوص القانون الدولي الناظمة لذلك مثل اتفاقيات جنيف الأربع وبروتوكوليها الإضافيين لعام 1979، واتفاقية حقوق الطفل لعام 1989، والمعروفة باتفاقية طوكيو وملحقاها الاختياريين، تعدّ نصوص حماية للطفل، وتحرم المساس به، وتصف خارطة طريق للتعامل معه أثناء الحروب، غير أنّ العدو الإسرائيلي لا ينصاع عادة لقواعد القانون الدولي بالعموم، ومنها ما يتعلق بالأطفال

فاستهداف الجيل الناشئ من الفلسطينيين بالأسر والقتل بات واضحًا بأنه هدف على الأرض، ولو لم يكن معلناً على وسائل الإعلام.

 

لقد استهدف العدو الإسرائيلي الأطفال بشكل منظم في قطاع غزة ففي كل ساعة تقتل إسرائيل أربعة أطفال وأصبح لدينا أكثر من خمسة وأربعين  ألف طفل أيتام الأب  والأم  وبلغ نسبة  الشهداء من الأطفال تبلع أربعة وأربعين بالمئة من مجمل الشهداء في قطاع غزة في مشهد يثير القلق ويضاف إليها حرب التجويع التي تمارس على الأطفال بشكل خاص واستشهادهم نتيجة الجفاف ونقص الماء والطعام والدواء.

 

وبالطبع يفرض القانون الإنساني على كيان الاحتلال التوقف فوراً عن استهداف المدنيين وخاصة الأطفال والامتناع عن ارتكاب هذه الجرائم اللاإنسانية والانصياع للقوانين الدولية التي تحمي الأطفال والمدنيين أثناء الحروب، كما أن المسؤولية كبيرة على الهيئات القانونية  والدولية  في حماية الأطفال والمدنيين ومحاكمة إسرائيل على جرائمها المنظمة والتي تهدف بشكل لاريب فيه بإبادة شعبنا الفلسطيني وتجريده أرضه وأرض آباؤوه وأجداده.

 

 وأخيراً إنّ ازدياد استهداف الأطفال الفلسطينيين سواء بالقتل والسجن والتشريد وغير ذلك من الممارسات، واتباع سياسة التخويف المبكر للأطفال لردعهم عن أيّة أعمال مقاومة مستقبلية لممارسات الاحتلال، وزرع الخوف بداخلهم، ليس محض الصدفة، إنّما هو نتاج إرهاب دولة منظم ذات جذور دينية قائمة على التطرف في كل أفعالها، لذا فإنّ انعدام الردع يسهم في تمادي المجرم ونشره القتل أينما حل ، ودم الفلسطيني طفلاً أو شاباً أو إمرأة، لا يزال بلا رادع حقيقي يمنع من استمراء إراقته، لذا لا بدّ من  رفع الصوت عالياً بالمحافل الدولية  لفضح جرائم الاحتلال ومحاكمة قادته وجنوده عن جرائمهم تجاه الأطفال الفلسطينيين... فأطفال فلسطين ضحية آلة القتل الإسرائيلية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . وسيم وني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2024/07/10



كتابة تعليق لموضوع : أطفال فلسطين ضحية آلة القتل الإسرائيلية ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net