موارد العرفان في دعاء عرفة (عَمِيَتْ عينٌ لا تراكَ عليها رقيبًا)
د . الشيخ عماد الكاظمي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . الشيخ عماد الكاظمي

يتضمن الدعاء معانٍ كثيرةٍ ينبغي التأمل فيها، ومن أهمها أنْ يستشعر الإنسان وهو في هذا اليوم أنَّ الله تعالى قريب منه يدعوه ويناجيه، ويسأله حوائجه، ويراقبه في السر والعلانية، ولا تخفى عليه خافية أبدًا، فلا يتصوَّر أنَّ الله عزوجل يغفل عن قول أو فعل يصدر منه مطلقًا، وأنَّ هذا الاستشعار يجعله حذرًا في كل حركة؛ لئلا يصدر عنه ما يؤدي إلى معصية المولى، وهذه المراقبة الشديدة تؤدي إلى الحذر التام، وهي إحدى مناهج تربية النفس مع الله من خلال مراقبتها، فالدعاء يؤكد على أنَّ العين التي لا ترى حقيقة وجود الله ببصيرتها فهي عمياء حقيقة من جهة، وأنَّ التهاون بمدى مراقبة الله له يعد استهانة به تعالى من جهة ثانية، ومشاركة الخوف من رقيب آخر فهو اتخاذ شريك من جهة ثالثة، فهذه الفقرة العرفانية المباركة بمثابة تنبيه للداعي من الغفلة أو الجهل، والدعوة إلى اليقضة والحذر، وديمومة ذلك.
اللهم اجعلنا نخشاك حق خشيتك، وعدم الغفلة عن معرفتك ووجودك يا رب العالمين🌷
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat