لا القلبُ يسلو ولا الأيامُ تنسيني
أمَّ الفراتينِ أرضَ النخلِ والتينِ
لها الفؤادُ هوىً يشدو بلا كللٍ
شدو البلابلِ في أحلى التلاحين
يا موطن الشعر يشدو فيكَ مغتربٌ
ألا أصخْتَ إلى ترنيمِ حسونِ ( 1)
يا ليتَ شدوي على أذنيكَ تسمعهُ
فما استماعُكَ عن بعدٍ بمضمونِ
يا موطن المجدِ ضجَّ القلبُ منتفضاً
ألا ترقُّ على آهاتِ محزونِ !!!
ما كان في الأرض مثلي عاشقٌ كلفٌ
منكَ المودّة أستجدي كمسكينِ
إنّ المنافي وإنْ طابتْ جنائنُها
قلبي يحنُّ إلى أشجارِ زيتونِ
إلى نخيلكَ في الشطينِ شامخةٌ
كالغيد تزهو بأقراطِ العراجينِ
بين المنافي شبابي قد ذوى عطشاً
غير الفراتِ معينٌ ليس يرويني
ملّ اصطباري وصدري ضاقَ مختنقاً
من الترحلّ فيها والعناوينِ
ما بالهُ الدهر يأبى أن يساعفَني
كيما أشمَّ بها عطر الرياحينِ
إنّ التغرّب عن مغنى الصِّبا وجعٌ
منهُ نئنُّ وذبحٌ دون سكينِ
ولا يقاسيهِ إلا العاشقونَ لهُ
فهل يُعابونَ أضحوا كالمجانينِ ؟!!!
ما أطيب العيشَ بين الأهل في وطني
لكنْ ينغّصُهُ جورُ الفراعينِ
في موطن الثلجِ والأشواقُ جاحمةٌ
بين الجوانحِ ما كانتْ تدفّيني
ما لي سواكَ وإنْ طال الفراقُ بنا
بشمسكَ الدفءُ لا في دفءَ كانونِ
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat