صفحة الكاتب : زاهر حسين العبدالله

حوارية (١٠١) كيف أنصر المظلوم؟
زاهر حسين العبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


استاذي الكريم:

 مع الانفتاح الإعلامي في هذا الزمان وتطور أدواته ووسائله حتى بات العالم كما يقال قرية صغيرة فأصبحنا 

 نسمع ونرى بواسطتها شعوبا وأقواما هم إما أخوة لنا في الدين أو نظائر لنا في الخلق يحل علينا ما يحل عليهم من الظلم والاضطهاد ما أدمى العيون وأكلم الفؤاد ما أفقدهم بسببه أبسط مقومات الحياة الكريمة من ماءٍ وزادٍ ومأوى. 

أستاذي: إن ديننا الحنيف قد أوجب علينا مساعدة هؤلاء والوقوف معهم ونصرتهم الأمر الذي يصعب القيام به على الفرد المؤمن لأسباب خارجة عن إرادته.

وهنا أستاذي الكريم يكمن

 ☝️هذا السؤال: ماذا على المؤمن القيام به لرفع التكليف الشرعي عنه تجاههم؟ 

أخوك أبو أحمد.

✋الجواب بسمه تعالى

💡مقدمة هامة:

إن الإسلام شرع لنا جملة من القيم والفضائل ومكارم الأخلاق ومن اهمها التواد والتراحم والإخاء فأصبحت سعادتنا واحدة وحزننا واحد كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تذويب كل أنواع الطبقية بين أفراد المجتمع فجعل عنوانها الإخاء بين المهاجرين والأنصار جسد هذه القيم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال (مثل مؤمن لا يرعى حقوق إخوانه المؤمنين كمثل من حواسه كلها صحيحة، فهو لا يتأمل بعقله، ولا يبصر بعينه، ولا يسمع بأذنه، ولا يعبر بلسانه عن حاجته، ولا يدفع المكاره عن نفسه بالإدلاء بحججه، ولا يبطش لشئ بيديه، ولا ينهض إلى شيء برجليه، فذلك قطعة لحم قد فاتته المنافع، وصار غرضا لكل المكاره، فكذلك المؤمن إذا جهل حقوق إخوانه فاته ثواب حقوقهم، فكان كالعطشان بحضرة الماء البارد فلم يشرب حتى طفى... فإذا هو سليب كل نعمة، مبتلى بكل آفة) (١)

فتكمن أهمية الإحساس بمشاعر المظلومين والمحتاجين في مدى قربها من الرحمة التي أودعها الله في كل خلقه فمن يملك قلباً سليماً من ملوثات الدنيا فإنه يرى الناس صنفين كما أشار أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لمالك الأشتر النخعي رضوان الله عليه حيث

قال : وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم. ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق يفرط منهم الزلل..(٢)

من خلال الحديثين الشريفين تبرز أهمية الشعور بالآخرين والحرص على رفع الظلم عنهم فجواب سؤالك يبدأ من هنا 

س: ماذا على المؤمن القيام به لرفع التكليف الشرعي عنه تجاههم؟

الشرعية الإسلامية اعطتنا ضابطة عامة بعد أن أدركنا أهمية الرحمة والمودة والاهتمام بأمر الآخرين لأن نداء الفطرة السليمة تدعو لذلك وتحث عليه وقد أشار النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله في حديث بالغ الأهمية وهو (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، ومن سمع رجلا ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم ) (٣)

فيكون الواجب الشرعي تجاه المظلومين والمستضعفين هو نصرتهم بقدر استطاعته ووفق إمكانياته بدون تهور واندفاع بل بعقل وحكمة كما ورد في الرواية 

الإمام علي (عليه السلام): إذا رأى أحدكم المنكر ولم يستطع أن ينكره بيده ولسانه وأنكره بقلبه، وعلم الله صدق ذلك منه، فقد أنكره. (٤) 

🕯️فعلينا بعد كل هذه التوجيهات من أهل البيت عليهم السلام مايلي :

١- نصرة إخواننا المظلومين بكل ما نستطيع كل على حسب موقعه دون تهور ولكن وفق المسموح له من إمكانيات. 

٢- نصرتهم بالقلم والرسائل والوسائط لرفع الظلم عنهم وتذكير الناس وحثهم على أبسط الأمور في نصرتهم 

٣- الدعاء لهم في ظهر الغيب والتصدق عنهم لدفع أمواج البلاء عنهم. 

٤- عدم الإصغاء إلى المحبطين بعدم النصرة بكلمة أو مقطع ومحاولة تشويه النصرة الذي يتوقعها إخوانك المظلومين. 

٥- إعداد مجالس الدعاء والمناجاة لخلاص المظلومين في كل مكان. 

٦- تميز الحق من الباطل فمن يحمل روح الشر تجده ظالم ومن يحمل روح الخير تجده المظلوم. 

٧- إن لله سبحانه وتعالى ساعات إنتقام من الظلمة المتكبرين تجدها بين حنايا دعوة المظلوم فلا حجاب بينها وبين مجيب الدعاء ومفرج الهم والغم والكرب والحزن       
  ٨- وعد الله الصادق أتي لا محالة وعلينا انتظاره على يد المخلص الموعود مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلا بعد أن مليت ظلماً وجورا 
المصادر :

(1) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٤ - الصفحة ٢٨٣٧.

(2) نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج ٣ - الصفحة ٨٤.

(3) وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ١٦ - الصفحة ٣٣٧.

(4) ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج ٣ - الصفحة ١٩٥٠


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر حسين العبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/10/28



كتابة تعليق لموضوع : حوارية (١٠١) كيف أنصر المظلوم؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net