المشي الى مواضع العبادة من الآثار المكتوبة
يحيى غالي ياسين
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يحيى غالي ياسين

الطاعة شيء والأثر الذي يخلّفه المكلّف في طريقه الى الطاعة شيء آخر ، وكل منهما طاعة وعبادة مستقلّة ولهما سجلّهما الخاص ..
فمما ورد في تفسير قوله تعالى ( وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ) :
√ الحديث الأول : عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنهما قال : خلت البقاع حول المسجد ، فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد ، فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه - وآله- وسلم فقال لهم : ( إنه بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد ) ، قالوا : نعم يا رسول اللّه قد أردنا ذلك ، فقال صلى اللّه عليه - وآله- وسلم : ( يا بني سلمة : دياركم تكتب آثاركم ، دياركم تكتب آثاركم ) . أخرجه أحمد والإمام مسلم .
√ الحديث الثاني : عن أبي سعيد الخدري قال : كانت بنو سلمة في ناحية من المدينة فأرادوا أن ينتقلوا إلى قريب من المسجد فنزلت : { إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم } فقال لهم النبي صلى اللّه عليه - وآله - وسلم : ( إن آثاركم تُكتب ) فلم ينتقلوا . أخرجه ابن أبي حاتم والترمذي .
√ الحديث الثالث : عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال : كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد فأرادوا أن يتحولوا إلى المسجد فنزلت { ونكتب ما قدموا وآثارهم } فثبتوا في منازلهم " أخرجه الطبراني .
√ الحديث الرابع : وروى ابن جرير عن ثابت قال : مشيت مع أنَس رضي اللّه عنه فأسرعت المشي فأخذ بيدي فمشينا رويداً ، فلما قضينا الصلاة قال أنَس : مشيت مع زيد بن ثابت فأسرعت المشي ، فقال : يا أنَس أما شعرت أن الآثار تكتب ؟ .
نفهم من هذه الأخبار أن للسعي والمشي للطاعة أثر يُكتب ، وأن مقدّمة الطاعة طاعة ، وأن للبعد المكاني عن مواقع العبادة له فضله وبركته ، ولنا في مشي ائمة أهل البيت الى بيت الله الحرام أسوة حسنة كذلك ..
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat