صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

ألسنا على الحق ..؟
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

النجاحات الكبيرة التي يحققها بعض الأشخاص في المواقف الصعبة ، والقرارات المهمة التي يتخذها الشخص في الأمور المفصلية .. عبارة عن أحكام مستندة الى مباني عقلية وفكرية أو اعتقادات قلبية .. قد برهن عليها ذلك الشحص في وقت سابق وأختمرت ونضجت لديه بحيث صارت جاهزة للتطبيق وأداء أحكامها المتفرعة عنها حال تحقق موضوعاتها ..

فلا ينتظر الفرد من نفسه عبور تلك المواقف واتخاذ القرارات الناجحة وهو فارغ من تلك المباني والأحكام والقوانين المسبقة ..!

ولو رجعنا الى نصوص كربلاء لإنتزعنا الكثير من تلك القوانين التي كانت وراء الشخصيات الفذّة للطف والبطولات الخارقة والمواقف الخالدة .. فمواقفهم ليست ارتجالية او طارئة وإنما لها أصول أستنهضها بهم أبو عبدالله عليه السلام بعد علمه بأصل وجودها ..

ولنا في علي الأكبر انموذجاً واضحاً وعظيما ، على مستوى الأصل والمستند أو الموقف والدور الذي أدّاه في كربلاء بحيث ترشح أن يكون أول سعداء بني هاشم في الطف .. وهذا ما يشرحه لنا النص الآتي :

" لمّا ارتحل الحسين بن علي من قصر بني مقاتل ، خفق وهو على ظهر فرسه خفقة ، ثمّ انتبه وهو يقول : « إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجِعُون ، والحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين » ، كرّرها مرّتين أو ثلاثاً . فقال علي الأكبر : « ممّ حمدتَ الله واسترجَعت » ؟. فأجابه : « يا بُنَي ، إنِّي خفقتُ خفقة فعنّ لي فارس على فرس وهو يقول : القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نُعِيت إلينا » .

فقال علي الأكبر : « يا أبتَ ، ألَسنا على الحق » ؟ فقال : « بلى ، والذي إليه مَرجِع العباد » .
فقال علي الأكبر : « إذاً لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموتُ علينا » ، فأجابه الإمام الحسين(ع) : « جَزَاك اللهُ مِن وَلدٍ خَير مَا جَزَى وَلَداً عن والِدِه » .

( ألسنا على الحق ) هذا القانون الأكبري الذي أنتج له حكم ( إذاً لا نبالي .. ) وأدّاه في عرصات كربلاء في أعلى مستويات الأداء .. آجركم الله


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/30



كتابة تعليق لموضوع : ألسنا على الحق ..؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net