صفحة الكاتب : سعد جاسم الكعبي

الحكومة ستواجه الشعب عاجلا أم اجلا!!
سعد جاسم الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عديدة هي الأزمات المستفحلة والمستعصية في بلادنا ،فمن تصاعد سعر صرف الدولار ومرورا بتزايد نسب البطالة إلى تهاوي القطاع التربوي والتعليمي وانهيار الصناعة الوطنية وانعدامها وليس انتهاء بالكهرباء،فاليوم في عهد حكومة الخدمة الوطنية نشهد أزمة خطيرة متمثلة بانقطاع الماء وهي أزمة تعادل كل ما مضى وتهدد الوجود الإنساني في العراق برمته أن اتسعت.

حكومة محمد شياع السوداني التي جاءت بهالة كبيرة كونها ستشكل نقلة نوعية بالخدمات ،وسوق لها من ألفها بأنها حكومة الخدمة الوطنية وان الناس ستشعر بالفرق بينها وماسبقتها من حكومات لتركيزها على تقديم خدمات للمواطن يفتقدها منذ عقود،فضلا عن نيتها اقتلاع إس الفساد والاطاحة برموزه.

و هاهي اليوم قد تجاوزت نصف عام بأشهر من عمرها ولم يلمس المواطن سوى التراجع الكبير بالخدمات لابل نشوء أزمات مستحدثة وتصاعد أسهم الفاسدين وهيمنة الأحزاب على مقدرات البلاد انفصالها.

السوداني عمل في اتجاهين، الأول سياسي وهو الوعود التي تم تثبيتها عليه في ورقة تشكيل على تحالف (إدارة الدولة) وهي مجموعة من الطلبات والرغبات للكتل المشاركة في الحكومة بمواقفها السنية والشيعية والكردية ،ومن تلك النقاط وهي إجراء انتخابات مبكرة خلال مدة سنة وإجراء انتخابات مجالس المحافظات وتشريع قانون النفط والغاز بسقف زمني مدته ستة أشهر وتضمين حصص المحافظات المنتجة للنفط وتطبيق اتفاقية سنجار وغيرها.

اما الاتجاه الثاني فهو شعبي فهو تحقيق رغبات للعراقيين الطامحين لتنفيذ خطط اقتصادية وخدمية حقيقية. السوداني وضع ضمن برنامجه الوزاري الإجراءات التي من شأنها تحسين الواقع الاجتماعي والاقتصادي في البلد.

المواطن البسيط كان يأمل كثيراً من هذه الحكومة مثل تعديل الأوضاع الاقتصادية وحل مشكلاته كالبطالة بتوفير فرص عمل للشباب وتجفيف منابع الفساد وتحسين الخدمات المقدمة فضلا عن السيطرة على سعر صرف الدولار وتقالباته التي تنبئ بأزمة خطيرة قد تطيح بالحكومة وأحزابها بوقت أسرع مما متوقع.

وعود محمد شياع السوداني في العمل على مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين،حتى الآن لم يتحقق منها سوى نزر بسيط وغير مؤثر فضلا عن وجود فجوات وخلل كبير في المنهاج الحكومي، وهو غياب التوقيتات الزمنية لإنجاز كل ملف فيه، فالبرنامج الحكومي بحاجة إلى كادر بشري هائل لتنفيذه، ذاك أن الوزارات قائمة على منظومات فاسدة وتتحكم بها حيتان المال والأحزاب السياسية،والطبقة السياسية التي جاءت برئيس الوزراء إلى منصبه في حكومة هي جهات متهمة عن تراكم الفساد عبر 19 عاما، وبالنتيجة هذا الأمر ربما سيجعله في لحظة تصادم بينه وبينها إذا أراد مكافحة الفساد بجدية أكثر وبصورة أوسع.

حكومة الخدمة الوطنية رغم اهتمامها ببعض المشاريع وتعبيد بعض المناطق و«تركيع » مناطق أخرى لكنها وبعد نحو تسعة أشهر مازالت تراوح مكانها لأبل زاد الطين بلة بأزمات جديدة مثل تقلب سعر الدولار وانقطاع الماء عن جزء كبير من العاصمة بالرغم من تعذر الأمانة بانخفاض مياه دجلة بنسبة وصلت 60% او أكثر من مستواه الاعتيادي،وهذا أمر ينذر باتساع هذا القطع لكافة أنحاء العاصمة الأخرى بدلا من مناطق شمالها التي تعاني الآن،كما أن الجوع والفقر سيزداد إذا استمرت حيتان المصارف المعاقبة أمريكيا بشراء الدولار من السوق الموازي بأسعار تضع المواطن العراقي المحدود الدخل في مهب الريح ، والأدهى أنها تطالب بتعويضات الحكومة رغم وتركها بتهريب الدولار لدول معاقبة دوليا.

بالنتيجة الحكومة ستجد نفسها بمواجهة الشعب أجلا ام عاجلا إذا استمرت في ادائها الحالي.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد جاسم الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/07/27



كتابة تعليق لموضوع : الحكومة ستواجه الشعب عاجلا أم اجلا!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net