من اصدارات الشؤون الفكرية العتبة العباسية ( كتاب الزواج عقد مقدس وثمار طيبة للكاتب  حسن الهاشمي ) 
علي حسين الخباز

 فاعلية  اختيار  مثل  هذا الموضوع  في هذا الوقت بالتحديد مهم جدا ، أذ شهدت الاسرة حالات متنامية من الطلاق  وارتفاع سن الزواج  وتطوير انواع   من الزواج  لاتحقق هدفه السامي  في بناء الاسرة وتغيرت  الكثير من مفاهيم الزواج  ، فالزواج  نصف الدين  وحصن حصين بمعنى  ان  الاستاذ الهاشمي  نظر الى معطيات  الزواج   التدين / الاستقرار النفسي / حفظ الانساب /  الذرية الصالحة  / فالاسرة  تقوم بوظائفها  الفكرية  والنفسية  والامن الاجتماعي  وهوية فكرية  وثقافية  ووظائف اجتماعية  رعاية وتربية  مع  الاشباع  الغريزي  وتناسل  طبيعي ، بينما  ينظر الى تداعيات  الزنا  ،  من انحراف خلقي  وضياع انساب  وشيوع  الامراض وتفكك الاسر ومحق الدين  وردم  الفضائل ومكارم الاخلاق   ثم  النشأ القصدي  هو  التنشئة الاجتماعية أي  العملية  التي يتم بها انتقال الثقافة  والقيم من جيل الى جيل واكساب  الفرد اناه  السلوك في مجتمعه  ، ويرى الباحث  الهاشمي  ان  التفريط  بصاحب  الدين  والخلق  يساعد على انتشار  أوبئة  الفتنة  والفساد  مما سيؤدي  الى شيوع  مظاهر التفكك في البناء  الاسري  وضعف  المشاعر  الفطرة المعبرة عن المودة  والتراحم الاسري ،  وأختفاء مظاهر  التكافل  والتعاون وبروز  الفردية  والانعزالية  ورأت بعض التيارات الفكرية  المهزوزة ان  الاسرة شكل  من اشكال  السيطرة  الابوية السلطوية  وفي الاسلام  يكون الزواج  اساس الاسرة  وتشكل  منها دوائر القربى في الصهر والنسب  وهناك محرمات  لضبط  مسارات التكامل  الاجتماعي  منها  محرمات  النسب ومحرمات  المصاهرة  ومحرمات  الرضاع ، والتحريم  المؤقت  مانع خاص ينتهي  التحريم بزواله  يحرم الجمع بين الاختين  ، يحرم زواج زوجة  على عصمة  زوج أو عدة  ، ويحرم  الزواج من غير الكتابية  ويحرم  على المسلم  ان يجمع  في عصمته أكثر من أربع زوجات  في وقت واحد ،  ونظرا لأهمية  عقد الزواج  ولما  يترتب عليه من اثار جعل في مقدمته  الخطبة / الرضا /  وتعدد الزوجات فهو مباح وله ضروب  الحاجة مثل  عقم الزوجة  والمرض والحروب  والسعي الاجتماعي  لأكثار النسل ،  كان للاعلام  دور كبير في تغيير مفهوم  الاسرة في عالمنا  العربي والاسلامي  وغدت الافلام  والمسلسلات  مصدرا لانتاج  القيم والمعايير الاجتماعية  التي تناقض  البنية  المعرفية  الاسلامية  مما أثر  سلبا  في شخصية  الفرد  المسلم ، بينما  الاسلام رفع  منزلة  المرأة ولم يجعل  ماديات  المهر  ثمنا لها ، ويتكافىء  الزوجين  معنويا  ويتم البناء السليم للأسرة  ، القائم على طبائع  الفطرة والتعاون  وحفظ  المكانة  والطاعة ، والعمل  على ضوء  الوحي الالهي   والهدي   النبوي  والنهج  الامامي  لأهل البيت  عليهم السلام

الموضوع السابق قراءة في كتاب "السيد السيستاني مرجعية الجهات الأربع للأرض"

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat