الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

مع الإمام المهدي في غيبته / ٧
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

الانتظار هو حالة تتصف بها جميع الموجودات ، وفلسفة تنطلق منها هذه الحياة ، لأنها صفة ملازمة للأشياء وهي تبحث عن كمالها وتتجه نحو دوائر أهداف وجودها ، فلكل شيء كماله وانتظاره الخاصّ به ، قريباً كان الكمال او بعيدا ، عسيراً كان الانتظار أم يسيرا ، قال تعالى ( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) يس ٣٨ ، وقال تعالى ( يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ) الانشقاق ٦.

فثنائية ( الانتظار والغَيّبة ) لا تقتصر على انتظار المؤمن لفرج إمامه في عصر الغيبة الكبرى وإن كان هذا الانتظار المقدس من أوضح وأهم تجلّياتها ومعانيها ، كونه من أهم كمالات هذه النشأة - الدنيا - والواقعة على عتبة كمال نشأة الآخرة .. وإنما هي ثنائية تشمل كل غيب مُنتظَر ، قال تعالى ( وَيَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلّهِ فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ) يونس ٢٠ ، فلاحظ كيف قرنت الآية الانتظار بالغيب ..!

فالانتظار اذن هو تكامل تدريحي وسيرٌ على مراقي درجاته ، وهو أهمّ الأعمال وأفضلها على الإطلاق ، ولهذا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله : ( أفضل العبادة انتظار الفرج ) ميزان الحكمة ج١ ص١٨٢.

فنحن نعيش - عند التدقيق - ضمن دوائر متعددة من الانتظار ، لها مركز واحد وأقطار تتسع طرداً مع الابتعاد عن هذا المركز ، وكل دائرة تعتبر فَرَجاً للتي أصغر منها وإنتظاراً وجزءً من تكامل التي أكبر منها .. وهكذا..

فوجودنا دائرة ودرجة ، والالتحاق بخط الانبياء دائرة ودرجة أوسع كمالاً منها ، والإيمان أوسع منهما .. الخ

واستطيع القول- جرياً مع هذا التشبيه - أن أوسع هذه الدوائر في هذه الحياة هي الدائرة التي ينتهي انتظارها بفرج الإمام المهدي ، فهي غاية كمال البشرية والتي لا تحويها دائرة ولا يكبرها قطر إلا دائرة لقاء الله في الآخرة الذي هو على نهاية الكدح الربوبي للبشرية وهدفه الأسمى ..

ولا يخفى على اللبيب ان دوائر ودرجات الانتظار والتكامل في قبالها درجات تسافل والعياذ بالله .. فكما أن هناك دوائر خير وسموّ ورفعة في الدرجات هناك دوائر سوء وتهاوي في الدركات ، قال تعالى ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ) الطلاق ١٢.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/02/28



كتابة تعليق لموضوع : مع الإمام المهدي في غيبته / ٧
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
ط£ط¯ط®ظ„ ظƒظˆط¯ ط§ظ„طھط­ظ‚ظ‚ : 8 + 2 =  



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net