صفحة الكاتب : زاهر الخفاجي

ويبقى الحسين
زاهر الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 ما إن حطّت أقدام الإمام الحسين وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام) أرض كربلاء، حتى بدأ العد العكسي نحو فاجعة ستهزّ العالم، وتغيّر مسار الزمن بأحداثها الدموية وتضحياتها الجسيمة، كيف لا وبطلها سيد شباب أهل الجنة، وحفيد خاتم الأنبياء والمرسلين(ص).
 هذا الامام العظيم الذي أبى الضيم، وضحّى بنفسه وأحبّته من أجل إعلاء كلمة الحق، ونصرة دين الله، ودين جدّه، بعدما بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة في ظلّ حكم بني أمية الذين حاولوا بشتى الطرق تحريف مبادئه وتغيير مساره؛ لتبرير أفعالهم المشينة من فسق وفجور، فكانت مشيئة الله تعالى أن يكون دم أطهر خلقه ثمنا لتصحيح ذلك المسار.
 واجه الإمام(عليه السلام) العدو بثبات وإيمان بقضاء الله وقدره، رغم علمه بما سيلاقيه من جيش يزيد وأعوانه, نُصبت الخيام في قلب الصحراء، تلفحها حرارة الشمس، وهي تترقب نصيبها من تلك الملحمة العظيمة، فجمع (عليه السلام) أهل بيته ينظر اليهم باكيا وهو يقول: «اللهم إنّا عترة نبيك محمد صلواتك عليه، قد أخرجنا وأزعجنا وطردنا عن حرم جدنا، وتعدت بنو أمية علينا، اللهم فخذ لنا بحقنا، وانصرنا على القوم الظالمين». 
 لقد كان يوم الطف يوما عظيما أقدم فيه بنو أمية على قتل الإمام الحسين(عليه السلام)، وانتهاك حرمته، ومما زاد في بشاعة هذه الجريمة انه لم يُقتل في المعركة بل ذُبح صابرا محتسبا لما حلّ به وبأهل بيته وأصحابه، فكانت نتائج تلك الفاجعة العظيمة الحفاظ على أصول الدين وفروعه، وهو ما بيّنه قول الإمام زين العابدين (صلوات الله عليه) في جوابه لإبراهيم بن طلحة، حينما سأله بعد رجوعه بالعائلة الثاكلة للمدينة كأنه شامت: «يا علي بن الحسين من غلب»، فأجابه(عليه السلام): «إذا أردت أن تعلم من غلب، ودخل وقت الصلاة، فأذن ثم أقم».


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2022/02/21



كتابة تعليق لموضوع : ويبقى الحسين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net