صفحة الكاتب : زاهر الخفاجي

الى جبلِ الصبر..
زاهر الخفاجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  إليكِ اكتب يا سيدتي ومولاتي يا أمّ المصائب، يا من تجرعتِ ألم الفراق، وسُقيتِ كأس المر، وأنت تشهدين ذبح إمامك سيد الشهداء (عليه السلام)، وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام) على رمضاء كربلاء، قد ارتوت من دمائهم سيوف الكفر والنفاق بأي كلمات، وقد ودعتِ تلك الأجساد الطاهرة وانت تساقين مع النساء والاطفال أسيرة الى أرض الشام من قبل اتباع الشيطان، كيف رمقتِ بنظرتك الأخيرة جسد الحسين (عليه السلام) موزع الأشلاء محزوز الرأس، وكيف ودعتِ كفّي صاحب لوائه كفيلك ابي الفضل العباس (عليه السلام)، يا لها من لحظات عصيبة مرت عليك كأنها دهر من الأسى تقطعت منها نياط قلبك الأسير، لكنك برغم تلك المصائب، ضربتِ أروع أمثال الصبر على البلاء، محتسبة عند الله تعالى مرددة قولك المأثور: "يا رب، إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى".

 فكنتِ الجبل الشامخ الذي صمد بوجه الصعاب، بالرغم من هول المصيبة التي يشيب منها الولدان وسط تعالي صيحات النساء وبكاء الأطفال في فقد احبتهم، وكنتِ الصوت الهادر والاعلام الحق لنهضة أبي الأحرار (عليه السلام)، لتقفي كالطود الشامخ أمام ولاة الفسق والفجور، وأنت تلقين خطبتك العصماء، وترددين كلمات أدمت القلوب وأدمعت العيون مزلزلة عروش الطغاة، وكاشفة زيف أولئك المتبجحين بالدين، لتكملي مسيرة تلك النهضة المباركة لسيد الشهداء (عليه السلام) التي حفظت دين جدكم (ص) الحق من الانحراف متجاوزة كل المحن والآلام.
 لقد كنت يا مولاتي بحق السيدة الأولى في تلك النهضة المباركة، وانت اليوم النموذج الأمثل لكل نساء العالم، فأنت العفيفة الطاهرة الصامدة الصابرة العالمة غير المعلمة، التي وقفت بكل ثبات وايمان بقضاء الله وقدره في مواجهة جحافل المرتزقة والمرتدين، مستصغرة جموع النفاق من حولك لتلقي كلمات أصابت الأعداء في صميمهم، وألقت الرعب في قلوبهم.
 وها هي نساء الحق اليوم تسير على خطاك، وتزف الأزواج والأخوان والأولاد قرباناً لتراب الوطن الغالي بكل صبر وإيمان.. فسلام عليك يا سيدتي ومولاتي يوم ولدت، ويوم التحقتِ بالرفيق الأعلى، ويوم تبعثين حية شاكية الى ربك ما أصابك من القوم الظالمين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر الخفاجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/04/02



كتابة تعليق لموضوع : الى جبلِ الصبر..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net