صفحة الكاتب : زاهر حسين العبدالله

حوارية (٦٨) لماذا تعظمون المراجع مثل السيد محمد الحكيم قدس نموذجاً..
زاهر حسين العبدالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

👈السائل: أخي الكريم لماذا تعظمون المراجع

أولاً: عندنا عدم إقامة العزاء ومجلس الفاتحة لأن المرجعية أمرت بذلك لوجود الوباء فهل نظرت أنها لم تلتزم بما تدعو الناس إليه.
ثانياً: كيف تصف المرجع الديني بنائب الأمام..
ثالثا: أثبت ذلك أن تستطيع واعتبرني ظال.

✋الجواب بسمه تعالى :
🕯️أولاً: لم أفهم سؤالك من أنتم حين تقول عندنا عدم إقامة العزاء ومجلس الفاتحة
لأن الأصل في الأشياء الإباحة مالم يأتي نص قرآني أو نبوي يصرح بخلاف ذلك
أما التجمعات التي لا تراعي الاحترازات الصحية وأيدت المرجعية رأي القطاع الصحي في أمرها للحد من الوباء والحفاظ على سلامة الناس فهي مشروطة أخي الكريم .
فلو فرضنا الكل اخذ اللقاحات ثم تجمعوا فهل هناك مانع ثم لو فرضنا أن هناك أناس لا تلتزم بالاحترازات فما ذنب المرجعية في عدم التزام الناس بأقوالها فوظيفتها الشرعية توجيه الناس أبوياً والناس بخيارهم يختارون ما يريدون. ثم آلا ترى أن الله سبحانه يُحرم الغيبة والنميمة والكذب والنظرة الحرم ورغم هذا تجد كثير من الناس لا يلتزم بتلك النواهي فهل نعاتب الله سبحانه في أن العباد خالفوا نهيه فهل هذا منطق يحتج به.

🕯️ثانياً : كيف تصف المرجع الديني بنائب الأمام..
الجواب : استفدنا هذا المعنى من أقوال الإمام الحجة عليه السلام  حينما قال في كتاب (إكمال الدين وإتمام النعمة) عن محمد بن محمد بن عصام عن محمد بن يعقوب، عن إسحاق بن يعقوب قال:
سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السلام): أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك - إلى أن قال: - وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله)(١)
وراة الحديث أجلى مصداق لهم هم الفقهاء العلماء وأقربهم المراجع العظام الذين بذلوا غاية الوسع في العلم والتعلم منذو نعومة اظفارهم فلم يلعبوا ولم يتمتعوا ولم يلتذوا بنعيم الدنيا الفانية مِثْلنا بل أثروا العلم على العيش الرغيد والزهد والصبر على الجوع على الركون للراحة في متع الحياة وسهر الليالي في البحث والتحقيق على الكسل والركون للنوم وتورعوا عن الحرام كبيره وصغيره حتى شهد لهم القاصي والداني بالفضل والرفعة والبعد عن الدنيا كما نص الإمام الحجة عليه السلام (.. فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه.. )(٢)
وإن كان هذا الحديث ضعيف من حيث السند إلا أنه صادق الدلالة ويبين الحديث الأول وشارح لمحتواه وهو أن العلماء هم حجة في زمن الغيبة على الناس ليأخذوا معالم دينهم وهذا مطلب ينسجم مع سيرة العقلاء في رجوع غير المختص إلى المختص وبذلك يكون هو نائب الإمام الحجة عليه السلام في غيبة الإمام لأنه دليل ومرشد للناس على حلال الله وحرامه ومستحبة ومكروه ومباحه .
فالنيابة العامة هنا أمر طبيعي لأنهم أهل التخصص في العلوم الشرعية والعاقل من يرجع في أي شان في الحياة إلى أهل التخصص ولا يذهب حيث يريد بهواه أن شاء الله تعالى اجبتك والسلام واشكر لطفك على السؤال

👈السائل : أخي الكريم
الرواية المنسوبة للأمام عن طريق الحجة المعصوم والتي بدايتها وأما الحوادث الواقعة .....
لماذا تبتر الرواية ولا تكملها فيها دلالة واضحة على أن رواة الحديث ليس المراجع المجتهدين ...راجع الرواية كامله لطفا وليس أمراً.. وشكرا لردودكم

✋الجواب :
عجيب كنت تسأل تريد تفهم والآن تقول لماذا تبتر الرواية وأن المراد ليس هم المجتهدين؟! ورغم ذلك بخدمتكم سأرسل أدلتي على كلامي بالمصادر مثل كتاب بحار الأنوار  (باب مواعظ القائم عليه السلام وحكمه)
مما كتبه عليه السلام جوابا لإسحاق بن يعقوب إلى العمري - رحمه الله - أما ظهور الفرج فإنه إلى الله وكذب الوقاتون، وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله... ألتفت هنا ـ
هذا الجزء من كلامه أرواحنا فداه عام لكل زمان ومكان إن كانت عندك دراية في علم الحديث حيث الإمام يعطي إطلاق عام قبل أن يجيب على السؤال ثم يعطي التشخيص لسؤال السائل وهذا الأسلوب له شبيه في القرآن الكريم في قصة نبي الله يوسف عليه السلام حين سألاه السجنين عن تأويل رؤياهما في أن أحدهما يعصر خمراً والآخر تأكل الطير من رأسه فلم يجبهما مباشرة وإنما أعطاهم قواعد التوحيد لكي يعطيهم أن ما سيقوله هو فيض من الله سبحانه ثم أول رؤياهما كذلك مولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام فمنهجه وأسلوبه قرآني فهو يعطي القاعدة في التعامل مع الحوادث الواقعة في الحياة ثم يبين الحكم الشرعي المشخص في الخارج
تعال نكمل الحديث بعد أن أعطى القاعدة العامة وهي-
أما في الحوادث الواقعة بمعنى اي حادث جديد من شبهة أو لبس أو قضية في غيابي ارجعوا إلى المختصين الذين تعلموا علومنا ووعوا أحكامنا وعرفوا قواعد كلامنا ثم فرّعوا فيها حسب مقتضيات الحال والزمان ثم بلّغوا الناس بأمانة وحرص وتقوى وخوف من أن يفتوا بغير علم لكيلا يدخلون نار جهنم التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

👈السائل: لحظة قبل أن تكمل من كلفهم بتعليم الناس هل يوجد نص يحث العلماء على تعليم الناس ؟

✋الجواب: نعم يا أخي فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم { وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ(١١)}  التوبة. الآية توجب كفائياً التفقه في الدين للتصدي لأجوبة المؤمنون في مسائلهم لأن الله سبحانه خصهم بدرجات من العلم
وهنا يعلق الشيخ محمد العبد الله على تساءل السائل
فيقول : هنا انقل لك ما في تفسير الميزان في
قوله تعالى: «يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ‌» لا ريب في أن لازم رفعه تعالی درجة عبد من عباده مزيد قربه منه تعالی، و هذا قرينة عقلية علی أن المراد بهؤلاء الذين أوتوا العلم العلماء من المؤمنين فتدل الآية علی انقسام المؤمنين إلی طائفتين:
‏مؤمن و مؤمن عالم، و المؤمن العالم أفضل و قد قال تعالی: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ(٩)} الزمر. و يتبين بذلك أن ما ذكر من رفع الدرجات في الآية مخصوص بالذين أوتوا العلم و يبقی لسائر المؤمنين من الرفع  درجة واحدة و يكون التقدير يرفع الله الذين آمنوا منكم درجة و يرفع الذين أوتوا العلم منكم درجات . و في الآية من تعظيم أمر العلماء و رفع قدرهم مما لا يخفی على كل عاقل . أنتهى.
وكذلك الروايات تحث على ذلك أيضاً
فقد روي عيون أخبار الرضا (ع): ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن الهروي
قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: رحم الله عبد أحيا أمرنا فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا .. )(٣)
ملخص الكلام : للشيخ حسين الحاجي في تساءل السائل
يقول : فالذي يتعامل مع الروايات يفقهها وبسبر غورها سندا ومتناً ودلالةً هم الفقهاء المتخصصون أولو العلم والنظر ، وليس غير المختص..

ثم إن  الرواية لاتُفهم  بمعزل عن سائر الروايات الأخرى ذات الصلة  ، بل لابد من ضم الروايات بعضها إلى بعض وارجاع متشابهها إلى محكمها ، والمطلق منها إلى المقيد ، والعام إلى الخاص .وهذه هي وظيفة و مهمة الفقهاء الذين افنوا أعمارهم الشريفة في البحث والتحقيق  والاستتباط. أنتهى
نعود لتكملة تحليل الحديث (..وأما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئا فأكل فإنما يأكل النيران... ) (٤) . هنا بدأ يشخص السؤال ويجيب على محتواه المراد ..
ولكيلا أفرع في توضيح الواضحات لجنابكم الكريم
أن كل حديث مطلق جاءنا نبحث هل له مقيد أو له شاهد آخر يبينه أو ماهي الظروف المحيطة به وهذ الفن له تخصص وهذا لا يفك رموزه إلا المختصين من العلماء المحققين المتبحرين في دارية الحديث وأقرب الناس لهذا المقام هم مراجع الدين لتفرغهم الكامل لهذا العلم هذا واحد من الأحاديث... التي تحتاج لمزيد بحث وتفصيل.

👈السائل :
ثالثا: أثبت ذلك أن تستطيع واعتبرني ظال.

✋الجواب :

حاشاك من ذلك أخي الكريم وإنما نحن في صدد تذكير بعضنا لبعض فما يغيب عني تدلني عليه وكذا العكس لكن في حدود التخصص و العلم المدروس والممنهج وأرجوا الله سبحانه أني قد أفدتك في ذلك و الحمد لله رب العالمين .

👈السائل :
شكر الله سعيك .. وشكرا لردودكم
✋الجواب :
الشكر لله سبحانه أخي الكريم واشكر حسن ظنك والسلام عليكم ورحمة الله .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زاهر حسين العبدالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/09/09



كتابة تعليق لموضوع : حوارية (٦٨) لماذا تعظمون المراجع مثل السيد محمد الحكيم قدس نموذجاً..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net