صفحة الكاتب : هاشم الصفار

المواطن وثقافة الانتخاب
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  من المعروف أن الغاية والهدف الذي تشكّلت من أجله الأحزاب السياسية المعاصرة هي لرفاهية الفرد، وتحقيق أمنياته وأحلامه الرغيدة في العيش السوي بكرامة ودعة، في مجتمع تسوده القوانين والمساواة، والتوزيع العادل للثروات والموارد، وتُطبق فيه الأنظمة على الجميع، ولا يأكل القويُّ منهم الضعيف.. ويكون دور المنظومة الدينية هي الرعاية الروحية الأبوية، وتوجيه النصح والإرشاد، وحماية الجميع من الانزلاق في متاهات التسلط والاستبداد، وليس من أولوياتها دخول معترك الأحزاب والتيارات السياسية؛ لكي لا يُفتح الباب على مصراعيه أمام استغلال المنطوق الديني برموزه وآياته وأحاديثه في الدعاية الانتخابية؛ وهذا الخلط قد يؤدي إلى الإرباك في المفاهيم الأيدلوجية للمواطن، وخلق حالة من القسرية تؤثر في قراراته، وتجعله مقيّداً بلا حراك، ولا يعرف لحرية التوجه والتعبير معنى.
 لذا كان توجه مرجعياتنا المباركة على الدوام بضرورة انتخاب ذوي الكفاءات والخبرة في الميادين العملية، وممن يتحلّون بالنزاهة، وعدم تضييعهم للمال العام، وترك تقدير ذلك بالنتيجة للمواطن وحريته الشخصية التي كفلها له الدستور، فليس هناك قوالب جاهزة تحدّ من عملية الاختيار المتعدد، وتحيله إلى زوايا ضيقة.. فمن خلال الدين يتمّ إعداد الإنسان الصالح لنفسه ومجتمعه، أي خلق نواة وبذرة صالحة لها قابلية النماء والعطاء والتعايش السلمي، وليس بالضرورة أن تكون له قابلية القيادة والتغيير الفعّال في بلده.. وأيضاً من خلال الحزب السياسي، يتم تعريف المواطن بسياسة الحزب ومنهاجه الإصلاحي نحو القضاء على المفاسد، وإيجاد البديل الناجح لأي قانون لا يتماشى مع المصلحة العامة، ويتم ذلك باختيار العناصر الكفوءة عملياً (وليس نظرياً)، ويتم استبداله متى ما كان أداؤه ضعيفاً، بغض النظر عن ولائه الأعمى للحزب..! وهذه هي ثقافة التحزب الناجح في بلد يروم التقدم والنجاح.. ولعل هذه القضية بحاجة الى تثقيف لسنين طويلة قبل أن تُؤتي أكلها، لكي نرى بصيصاً من أمل لغد أفضل لأبنائنا.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/08/11



كتابة تعليق لموضوع : المواطن وثقافة الانتخاب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net