من المسائل المهمة التي أكد عليها القرآن الكريم واهتم بها اهتماماً بالغاً صلة الرحم، والإِحسان إِلى القُربى، فقد أراد الإسلام أن يقوي من أواصر العلاقة الواسعة بين جميع أفراد البشر، مضافاً إِلى إيجاد أواصر وعلاقات أقوى وأمتن منها في الوحدات الاجتماعية التي هي أساس تكوين المجتمع الناجح؛ لذلك تجد القرآن الكريم يقرن قطع صلة الرحم بالفساد في الأرض، كما في قوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطّعُوا أَرْحَامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنهُمُ اللهُ) سورة محمد: آية 22.
اليوم نجد أن كل بلدان العالم المتطورة اعتمدت التواصل مع البلدان المجاورة للوصول الى النجاح، وكل فئات هذه الشعوب بمختلف جنسياتها تنبذ العنف والطائفية، وتوصلوا إلى أن التواصل والتسامح والمحبة والمعروفة عند المسلمين بـ(صلة الرحم) هي سر إعمار البلدان والنهوض والأساس الرصين لبناء المجتمع المتعاون.
ولو تأملنا في الحديث الشريف للنبي الكريم (ص) عندما يصوّر أهمية صلة الرحم بقوله: (صِلَةُ الرَّحِمِ تَعْمُرُ الدِّيارَ وَتَزِيدُ فِي الأَعْمَارِ، وَإِنْ كَانَ أَهْلُهَا غَيْرَ أَخْيَارِ) (مستدرك سفينة البحار: الشيخ علي الشاهرودي/ ج4)، لوجدت الإجابة على سر نجاح الدول غير المسلمة، وسر الفساد في الدول العربية وخرابها، مشاهد من الدمار والطائفية والحقد والتفرقة التي تسود بلدان المسلمين؛ بسبب ابتعادنا عن تعاليم ديننا، عن أبي عبد الله (ع) قال: (إن صلة الرحم تزكي الأعمال، وتنمي الأموال، وتيسر الحساب، وتدفع البلوى، وتزيد في العمر) (بحار الأنوار: ج71)،
لا بد لنا من صلة رحم نعمر بها ديارنا في الدنيا، وننال ثوابها الكبير في الآخرة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat