صفحة الكاتب : هاشم الصفار

الهوية الثقافية وخارطة الطريق
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  بين آونةٍ وأخرى يتجدد الحديث عن الثقافة والمثقفين في تحديد هويتهم أولاً، وسماتهم العامة ثانياً، ومن ثم تحديد هل يجب أن يضطلعوا بدور معين في رصد الإنحرافات المجتمعية ومحاربتها، أم أنهم مثقفون فقط ولاشيء آخر..!
 فبالنسبة لجانب تحديد الهوية الثقافية، تجمع الآراء على أن المثقف هو الذي يسعى لمعرفة كلّ شيء(قضايا سياسية، اجتماعية، علمية، أدبية...)، أي أنه كثير الإطلاع على كل مايدور حوله من قضايا، فالمثقف لايخدم أجندات بعينها، بمعنى أنه لايتقوقع في زاوية ضيقة بحيث تكون بعض العلوم مباحة له، وبعضها محرمة عليه؛ باعتبارها لا تخدم توجهات تياره وانتمائه..!
المثقف هو المتسلح بشتى المعارف من باب الإحاطة التشخيصية؛ كي يكون على علم واطلاع بما يدور حوله، بما أوتي من إدراك ونضج وبصيرة تمكنه من تحديد التيارات المحيطة بمجتمعه، أو تلك التي تنذر بزوال هويته، وإقصائه من حسابات الصراع والمواجهة..
ومن خلال دراسة سمات المثقف العامة -باعتبارها تحدد الصبغة العامة التي يصطبغ بها المثقف على طول الخط- يمكننا تحديد الهوية الثقافية.. ومن ثم ننطلق نحو سبل تفعيل دوره في المجتمع... فالمسألة قد تكون توافقية بالمعنى الأدق، أي هناك عملية امتلاء المثقف بالتحصيل المعرفي، وتغذيته بالطاقة المحفزة: وهي القراءة والإطلاع على ثقافات متعددة، وعلى علوم شتى في مختلف ميادين المعرفة.. وفي نفس الوقت هناك عملية صهر تلك الثقافات والمعلومات في بودقة الفكر الإنساني الخلّاق؛ لتحويلها إلى أفكار جديدة، وتجسيدها عملياً في المجتمعات؛ لتتم عملية النهوض بخطوات مدروسة وصحيحة.
 فبعد سعة الإطلاع التي تسلح بها المثقف، ستنتج لنا الساحة الثقافية تنوعاً في تلك الإطلاعات، وهذا ما سيخلق لنا سلَّماً تصاعدياً يعتمد على محصلة المثقف المعرفية، والتي تأخذ بالإزدياد كلما ترسخت لديه الكثير من المفاهيم، خاصة تلك التي ارتبطت بالمنطق السليم، بعيداً عن المهاترات، وفتح باب التأويلات السقيمة... 
 فرسم خارطة الطريق في تحديد الهوية الثقافية، يعتمد على الإجابة عن التساؤل المطروح في الساحة الثقافية: وهو أن الدور الذي يلعبه المثقف في المجتمع، هل يعتمد على إعطائه ذلك الدور في صياغة التغيير المجتمعي بقرار أو نصّ دستوري، أم أن تلك المساحة هي أصلاً في تفكيره، وجزء لاينفصل من المنظومة العامة لثقافة البلد بشكل عام؟
ومن خلال هذا المعيار يمكن الحكم على صبغة الأمم والمجتمعات، بعد معرفة أيهما يعلو على الآخر: هل صوت المثقف الواعي المدرك لتطلعات مجتمعه أم بقية الأصوات السياسية كأن تكون، أو غيرها..؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/31



كتابة تعليق لموضوع : الهوية الثقافية وخارطة الطريق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net