صفحة الكاتب : هاشم الصفار

قراءة في الخطاب الإعلامي المعاصر
هاشم الصفار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 منذُ الانتكاسات التي مرّت بها الأمة العربية، وانهيار شعارات الوحدة والقومية والمصير المشترك، مرّ الإنسان العربي بحالة من الضياع والتشتت، وغياب الأهداف والقضية التي تستحقّ الإهتمام والتضحيات...  ولم تعد هناك أي عوامل مشتركة غير اللغة – بغض النظر عن تعدد اللهجات الشعبية -  فالإختلافات في الدين والمذهب والسياسة لا حصر لها، فضلاً عن اتخاذ التنوع الطائفي ذريعة للتناحر، ونقاط الإختلاف ذريعة لنسف الآخر وتصفيته، وتهميشه فكرياً وعقائدياً من قبل المذاهب الدموية وليدة الإستعمار المعاصر، والتي قوضت الكثير من طموحات الشباب العربي المسلم.
 وقد يجرّك الكلام في الواقع العربي إلى ويلات لا حصر لها، أولها سوء الفهم والإتهام بالزندقة والجهوية والطائفية.. أو الحكم المسبق على الآخرين حسب صبغتهم القومية أو الوطنية أو الدينية أو المذهبية.. من دون النظر لإنسانيتهم، وأن لهم آراء من حقهم التعبير عنها، والدفاع عمّا يرونه ويعتقدونه..
أعتقد أن الدور الفاعل لصناعة خطاب توعوي هادف مُلقى على عاتق النُخب المثقفة الواعية لحجم المسؤولية، والتي يجب عليها إيجاد مساحة مشتركة بين الجميع، يكون همّها التوعية الفكرية والثقافية، والتعويل على النقاط المشتركة، لأن سلّم الإرتقاء الأول للأمم والشعوب - إذا ما أرادت الحياة والنهوض – هو تجنب الصدامات الدينية والمذهبية والقومية، ورؤية الآخرين من منظور الكفاءة والخبرة والمعرفة الميدانية، فالإرتكاز على الإبداع الإنساني في تفضيل بني البشر فيما بينهم، لهو السبيل الوحيد لتهذيب المجتمعات، وتطهيرها من الأدران والشوائب، وتطويرها للأفضل. 
ونحن نعيش في عصر الشبكة العنكبوتية، فلايمكن بأي حال إغفال الحقائق، حسب ما تمليه جهات التمويل..! وفبركة تلك الحقائق وتحريفها وتزييفها بالكامل لصالح تلك الأجندات، وبإنحياز فوضوي ماثل للعيان.. فأين ذهب - عندذاك - الوازع الأخلاقي، وضمير المهنة الحقة في طرح غير سوي، والأمثلة على ذلك لاتُحصى..
 ولعل مصداقية الطرح قد لاتروق للكثيرين، إذ يجدون فيه شفافية عالية لامبرر لها، في عالم يعيش الواقعية بأبشع صورها، فهل العودة إلى نقطة البداية بات أمراً مستحيلاً؟ وأقصد بتلك النقطة المتعلقة بالفطرة الأولى، عندما كان الإنسانُ مُنتجاً للأفكار التي تؤهِّله للعيش بهناء على أرض البسيطة، أفكار بنّاءة تهتم بالنوع الإنساني ككل، وليس الفردية والتخندق والإنطواء.. وبنظرة سريعة لبعض مجريات الطرح الآني في الإعلام المعاصر، نجده لايخلو من أفكار هجينة من هنا وهناك، ناتجة عن ترسبات قديمة عاث فيها الدهر فساداً، والبناء على أرضية هشة، يودي بالبناء حتماً إلى الإنهيار في النهاية، فهل نحن بحاجة إلى انهيارات جديدة؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هاشم الصفار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/07/26



كتابة تعليق لموضوع : قراءة في الخطاب الإعلامي المعاصر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net